بعد غزة يتساءل البعض.. من كان يسعى للاطاحة بمن؟

> القدس «الأيام» آدم انتوس:

>
جرحى فلسطينينون في معبر ايريز بين غزة وإسرائيل بعد أن علقوا وسط تبادل لإطلاق النار بين الجنود الإسرائيليون ومقاتلي حماس
جرحى فلسطينينون في معبر ايريز بين غزة وإسرائيل بعد أن علقوا وسط تبادل لإطلاق النار بين الجنود الإسرائيليون ومقاتلي حماس
بدأت الحكومة الأمريكية تمهد الطريق أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحل الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل عام على الأقل من سيطرة الحركة بالقوة على قطاع غزة الأسبوع الماضي.

وقالت مصادر غربية وإسرائيلية وفلسطينية رسمية في مطلع الأسبوع إن إعلان عباس حالة الطوارئ وتنصيب سلام فياض الذي يتمتع بقبول لدى الغرب مكان رئيس الوزراء المنتمي لحماس لم يكن مجرد رد على هجوم حماس بل جاء تتويجا لشهور من المشاورات والتخطيط وراء الستار وتحريض الولايات المتحدة.

وفي نهاية الأمر كان الضغط على عباس للعمل ضد حماس بنفس القدر من داخل حركة فتح التي يتزعمها إن لم يكن أكبر من ضغط واشنطن التي تحاول التقليل من أهمية دورها.

ولا يمكن أن يقال إن أمرا كان بمثابة مفاجأة سيئة للأمريكيين إلا الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن سيطرة حماس على كل قطاع غزة وذهبت أدراج الرياح خطط الولايات المتحدة وحلفائها لبناء قوات عباس في غزة في مواجهة حماس.

ويرى كثير من المسؤولين والمحللين الغربيين أن الهجوم كان ضربة وقائية وجهتها حماس قبل أن تتمكن واشنطن من بناء فتح. وتقول حماس إنها تحركت لمواجهة “انقلاب” تسانده الولايات المتحدة.

وقال دبلوماسي غربي كبير إن زعماء حماس “كانوا يعرفون ما يجري. كانوا يعرفون أن عباس سيحاول بناء سلطته. قرأوه في الصحيفة مثل كل الآخرين.” وذكر معين رباني المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أن التساؤل عمن كان يسعى للاطاحة بمن في محله.

وقال “ستجادل حماس بأنها لم تكن تسعى إلا للدفاع عن فوزها في الانتخابات بينما سيزعم عباس أنه يدافع عن شرعية المؤسسات الفلسطينية. هناك عناصر قوية داخل حماس رأت أن الوقت ليس في صالحهم.”

وقال إدوارد أبينجتون الذي يقدم المشورة لعباس منذ وقت طويل والعضو في جماعات للضغط في واشنطن إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أبلغت الرئيس الفلسطيني بنواياها بعد قليل من فوز حماس في الانتخابات في مطلع عام 2006. وأضاف أنه جرى إبلاغ عباس بأن “حماس منظمة غير مشروعة وأنهم يفعلون كل ما يستطيعونه لإجبارها على ترك السلطة.” وحكى ابينجتون عن اجتماع عقد في يوليو العام الماضي قائلا “ذكر لي (عباس خلاله) أن الأمريكيين يحثونه على حل الحكومة وتشكيل حكومة طوارئ.“رفض أن يفعل ذلك لأنه سيؤدي إلى حرب أهلية. لم يكن يريد الدخول في مواجهة لكنه قال في نهاية الأمر إنه ذلك كان مفروضا عليه.”

وقال مسؤولون غربيون إن عباس استطاع أن يتحرك بسرعة الأسبوع الماضي لتشكيل حكومة جديدة لأن جزءا كبيرا من العمل التحضيري كان قد أنجز بالفعل.

وكان مسؤول أمريكي كبير قد أبلغ عددا من المشرعين الأمريكيين في جلسة مغلقة في وقت سابق هذا العام بأن عباس يستطيع أن يحكم بمرسوم لمدة تتراوح بين ستة اشهر و12 شهرا قبل إجراء انتخابات.

وفي مواجهة مادة في الدستور تنص على موافقة البرلمان الفلسطيني الذي تتمتع فيه حماس بالأغلبية على أي حكومة جديدة أصدر عباس مرسوما بتعطيل هذا البند.

وينفي مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن الإطاحة بالحكومة في حد ذاته كان هدفهم بقطع الأموال العام الماضي عن السلطة الفلسطينية التي تقودها حماس وبتحويل أموال لمحاولة إعادة بناء فتح والإعداد لانتخابات جديدة.

ويقولون إن هدف واشنطن كان حرمان حماس من المساندة المالية والدبلوماسية لتسقط في نظر الناخبين.

وكان تمويل أمني أمريكي مجموعه 60 مليون دولار تولى تنسيقه اللفتنانت جنرال كيث دايتون قد حصل على الضوء الأخضر من الكونجرس لكنه كان في مرحلة التحويل بعد عندما شنت حماس هجومها في غزة.

وقال دبلوماسيون إن سوء تخطيط فتح وتأخير إسرائيل شحنات الأسلحة إلى غزة ساعدا حماس في السيطرة على القطاع. وعلق الكونجرس أموالا وعرقل تدريب العديد من قوات عباس.

وقال وزير الأمن العام الإسرائيلي افي ديختر إن مشاكل فتح نجمت عن “ الافتقار إلى القيادة” وسوء هيكل القيادة لا عن تأخر إسرائيل في الموافقة على شحنات الأسلحة.

وقال معين رباني إن واشنطن عطلتها “قيود سياسية فرضتها على نفسها. لم يتمكنوا من إرسال أي أسلحة (أمريكية). لم يتمكنوا من إرسال كل الأموال.”

ورغم هزيمة فتح في غزة يرى بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين أن النصر الذي حققته حماس يتيح بعض الفرص. وكانت حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها عباس قد أذابت الخط بين حماس وفتح. ويقول أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إن الأمور ربما أصبحت الآن أكثر “وضوحا”.

وقال مسؤول سابق في إدارة بوش “إنه يوضح الأمور” وربما يساعد إسرائيل والولايات المتحدة في تشكيل جبهة أعرض ضد حماس وحليفتها الرئيسية إيران.

ويشير المسؤولون والمحللون إلى أن حماس أصبحت معزولة في شريط ساحلي مغلق مكتظ بالسكان. وربما يساعد استئناف تدفق الأموال على عباس في الضفة الغربية الأكبر مساحة وحيث الاستقرار أكثر أهمية لإسرائيل في دق اسفين بين قيادة حماس وسكان غزة الذين يتزايد فقرهم.

ويجادل بعض المسؤولين الغربيين والفلسطينيين بأن واشنطن أذكت النار بمجرد انتهاء حماس وفتح في مارس من تشكيل حكومة “وحدة” لم تستمر طويلا. وحث مسؤولون أمريكيون عباس على منح محمد دحلان خصم حماس اللدود السيطرة على الأمن ثم حثوه على نشر قوات فتح في غزة.

وقال ابينجتون الذي كان يشغل منصب القنصل الأمريكي العام في القدس “أن نرى بمثل هذا الوضوح نساند قوات فلسطينية مسلحة ضد أخرى هو موقف بالغ الخطورة وفشل تماما في حالة غزة.”

لكن ماثيو ليفيت الذي كان مسؤولا عن مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية حتى يناير برر موقف واشنطن قائلا “الناس يتساءلون كيف تستطيع الولايات المتحدة أن تدعو إلى الديمقراطية في المنطقة ثم لا تساند حكومة منتخبة.” وأضاف ليفيت الذي يعمل حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قائلا “هناك عواقب لانتخاب إرهابيين. منها أنك لا تستطيع أن تتوقع من الغرب أن يوافق عليهم.” رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى