عزيزي السامعي ليست القضية أن يكون جنوبياً

> محمد فارع الشيباني:

> في البداية أود أن أقدم شكري للنائب سلطان السامعي للاهتمام الذي أبداه لقضية الجنوب وأبناء الجنوب حتى وإن جاء هذا الاهتمام متأخراً وهو ليس الوحيد في هذا فكثير من نواب الشمال والمثقفين وكذلك الصحفيين مع الأسف الشديد هم كذلك، ففي مقالته بعنوان «غبن الجنوب» التي نشرت في صحيفة «الثوري» العدد 1964 بتاريخ 2007/6/21م فقد وقع في الخطأ نفسه الذي يقع فيه الكثيرون في الشمال فالقضية ليست قضية (كوتا) كما يقول الدكتور محمد علي السقاف بل قضية حقوق نهبت وقضية إنكار وإذلال متعمد وذلك منذ حرب 1994م ولا أريد هنا أن أذكر ما وقع لأبناء الجنوب فقد ذكر أغلبها النائب السامعي في مقاله، ولكن ما أثارني هو مطالبته في مقالته بمنح الجنوبيين منصب نائب رئيس الجمهورية ومنصب رئيس الوزراء وعشر حقائب وزارية وعشرة محافظين وثلت قيادة المراكز القيادية مدنية وعسكرية. لقد اختزل النائب قضية الجنوب ومعاناة أبناء الجنوب كلها بقضية مراكز والقضية ليست كذلك فالقضية هي من يحتل تلك المراكز وهل هو فعلاً يؤمن بقضية الجنوب وهل مشاعره جنوبية وهل يهتم بمعاناة الجنوبيين، فلا يعني أن يكون الإنسان جنوبياً أو من أصل جنوبي أنه سوف يعمل من أجل قضايا الجنوب وأكبر دليل على ذلك أنه منذ حرب 1994 نائب الرئيس جنوبي وكذلك رئيس الوزراء كما أنه في كل تشكيل وزاري كان هناك عدد من الجنوبيين فماذا عملوا للجنوب وقضايا الجنوب بل كانوا وبالاً عليه وشاركوا بقوة في ما حصل للجنوب والجنوبيين ولم يقولوا يوماً ولا مرة واحدة كلمة حق عن ما يعانيه الجنوب.. هذا إن لم يشاركوا في الظلم خدمة لمصالحهم.

إذن القضية ليست أن يتولى جنوبي مركزاً عالياً في السلطة، ولكن القضية في ماذا يعتقد ويؤمن به ذلك الجنوبي وما مدى إخلاصه ووطنيته، كما أن القضية هي إعادة جميع الحقوق المسلوبة للجنوبيين وتصحيح مسار الوحدة الذي انحرف بعد حرب 1994 الظالمة. وأرجو من الإخوة في الشمال من مثقفين وصحفيين وسياسيين ومنظمات مجتمع مدني ألا يتعاملوا مع قضية الجنوب كما كان يتعامل مثقفو أوربا مع البلدان التي كانت تستعمرها بلدانهم فنحن لسنا بحاجة للشفقة من أحد ولا التظاهر بفهم قضيتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى