معاً للوقوف مع أنيسة الشعيبي والطفلة سوسن

> د.هشام محسن السقاف:

> مصرع الابتسامة مرة ثانية وربما لن تكون الأخيرة، وليت أن أبا الأحرار يشهد بطء الآلة العقيمة في التطور، التي تنشَدُّ لجذور الاستبداد بعد نصف قرن من ثورة الأحرار في العام 1948م، فلا يكفي أن نثور ونتوحد طالما تبقى الأجهزة وفية لعصبية الاستبداد والهيمنة وانعدام المساواة في المواطنة، التي هي -المساواة في المواطنة - معيار تكافلي نمطي للتغيير نحو الأفضل، نحو مجتمع الحرية والديمقراطية الحقيقية، وبانتفائها نحلق في الهاوية فلا الذرى الواعدة تستقبلنا بشكل أليق ولا تكون العودة إلى جذورنا الواغلة في الاستبداد بدون رتوش الخداع والمراوغة والترقيع، حيث إنه لا يجتمع سيفان في غمد واحد: انعدام المواطنة المتساوية والحديث عن الديمقراطية، التي نخشى أن يتحول الحديث عنها إلى لغو بسبب من تضافر إرادة القديم وحرسه التي تلتهم كل محاولات التقدم على طريق الديمقراطية.

كانت الطفلة سوسن في عمران أنموذجاً صارخاً لامتهان آدمية الإنسان، وكيف تتوغل سكاكين البغي في اللحم الآدمي المترع ببراءة الطفولة، وحين يستيقظ المجتمع المدني تنام شخوص تحسب على العدالة. وندرك أن إرادة الشعب الباكستاني في الالتفاف حول القاضي الشودري الذي سار على صراط العدالة دون انحياز، كافية - هذه الإرادة - التي عبرت عن نفسها في مهرجانات الغضب والتنديد لإقصاء الشودري من منصبه الرفيع، أن تكون أرفع الأوسمة على صدر قاض شجاع قال كلمة الحق دون خوف من لومة اللائمين. بينما أجهضت تجربة مماثلة في اليمن رائدها القاضي البابكري في سبيل المثل والقيم ذانها التي تمثلها الشودري في الباكستان والبسطاويسي في مصر، دون أن نبخس محاولات الإصلاح في القضاء ونزاهة رئيس القضاء الأعلى فضيلة القاضي عصام السماوي، ولكن أن تكون على طريق وبانتظار الإصلاح الحقيقي الذي يجعل من القضاء سلطة مستقلة استقلالاً تاماً وحقيقياً، وبوصلة الهدي والسير إلى المستقبل الذي نأمله لوطننا وشعبنا.

ولقد كان مخلاً بالقيم الرفيعة في المجتمع أن تستقوي عناصر في الضبط والأمن على مبادئ القانون بالاستعداء على الإنسان في بحثه عن العدالة وذلك في قضية المرأة الشجاعة السيدة أنيسة الشعيبي، وكأنه يراد معاقبتها على فضحها رداءة الأوضاع القائمة في السجون والانتهاك الذي تتعرض له آدمية الإنسان، وبذاك الأسلوب البشع الذي تعرضت له هذه المرأة اليمنية العظيمة التي كسرت حواجز الخوف التي تشاع لتظل هذه الممارسات غير الإنسانية البعيدة عن القانون والأعراف والأخلاق الفاضلة، ناهيك عن بعدها عن كل قيم ديننا الإسلامي الحنيف، قائمة مثل ظل الشياطين في مجتمعنا.

وعلى قوى المجتمع المدني في كل الوطن دور كبير لنصرة مثل هذه القضايا التي تطفو على السطح وتصل إلى يدي العدالة، وهي أنموذج فقط من حالات الخرق الفاضح للقانون والاستقواء والاستعلاء عليه بقوة النفوذ والوظيفة والقوة.

فلنرفع أصواتنا جميعاً للوقوف مع الطفلة سوسن في عمران وعدالة قضيتها، ومع السيدة أنيسة الشعيبي وأطفالها ومحاميها ومع كل الذين يئنون من وطأة الأوضاع الفاسدة ويتعرضون للظلم والاستبداد والتمييز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى