هل أسلوب التفجير الانتحاري لقتل السياح طريقة جديدة للجماعات المتطرفة؟!

> علوي بن سميط:

> بتقديري أن السياح الاسبان الذين لقوا حتفهم عصر أمس الاثنين في معبد عرش بلقيس بمأرب لم يخطر ببالهم أي مخاطر وهم يشاهدون آثار الحضارة اليمينة في مختلف المناطق اليمينة، بل لربما أن اختطافهم أقسى ما يتوقعون، ومع ذلك فإن التوجس قطعا لم يراودهم بعد استقرار كامل شهدته البلاد، فمنذ زمن هدأت اختطافات الأجانب التي تقوم بها جموع قبلية تهدف بها الحصول على عدد من المطالب، وبالطبع منها تنفيذ مشاريع تنموية في مناطقهم أو الضغط على الحكومة لإطلاق سراح أفراد ينتمون لقبيلتهم، ومع ذلك فإنه دائما ما تنتهي حالات الاختطاف بالإفراج عن الرهائن الذين يثنون على معاملة الخاطفين، ماعدا حالة وقعت نهاية التسعينيات وانتهت بمقتل رهائن لدى إحدى المنظمات الجهادية التي تصادمت مع قوات الأمن والجيش فوقع قتلى حينذاك.

ولكن هل حالة أمس أسلوب جديد لإرهاب السياح؟ الإجابة تبدو أن طريقة السيارة المفخخة منحى خطير وجديد إذ لم يكن معروفا سوى أثناء قيام إرهابيين بمحاولة تفجير منشآت نفطية في مأرب وحضرموت في سبتمبر من العام الفارط قبيل الانتخابات، وأفضت المحاولة إلى فشل الانتحاريين.

حادثة الأمس تؤشر على خطورة الفعل، ولعلها طريقة تتبعها جهات أو منظمات أو جماعات متطرفة متشددة ضلت عقولها وهدفت بعملها الإجرامي ضرب السياحة في البلاد انطلاقا من ثقافة أن القادمين من وراء البحار مشركون، فالتطرف يبدأ من ثقافة فكرية بعيدة عن التعاليم الإسلامية بل إن هذه العملية ودافعها المتطرف بتقدير فاعليها ضرب للاقتصاد الوطني ومحوره السياسي، وإثارة للقلق ومحاولة لتشويه صورة اليمن سياسيا لدى الخارج.

الأنباء التي تناقلت الحادثة سواء أكانت على قافلة سيارات السياح الأربع أم في معبد (بران) المعروف بعرش بلقيس تفيد بأن ذلك يعني أيضا ضرب التاريخ وآثاره فمحافظة مأرب وآثارها (معبد أوام أو ما يعرف بمحرم بلقيس) أو (معبد بران) هي نقاط جذب رئيسية للراغبين في زيارة اليمن، وقد تكون هذه الآثار لديهم تضاهي رغبتهم في زيارة الأهرام بمصر أو عجائب الدنيا السبع، وبدأت الاهتمامات بكشف أسرار مدينة سبأ أو مأرب في خمسينات القرن الماضي ببعثة أمريكية يقودها العالم ويندل فليبس، ومنذاك ظهرت وحتى اليوم حلقات تاريخية متسلسلة للحضارة السبئية القديمة، والمعبد يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد وأهمل تقديرا أواخر القرن الرابع الميلادي باعتناق عدد من ملوك حمير الديانتين النصرانية واليهودية، ولم تعد آلهة سبأ ذات شأن، إلى أن أصبح المكان اليوم أثرا من الزمن الغابر.

ولم يكن الأمريكان وحدهم الذين عملوا على كشف أسرار (كنوز مدينة بلقيس) وهو عنوان كتاب لعمل البعثة من تأليف ويندل فيلبس، فالالمان قاموا بالتنقيب أيضا وبواسطة المعهد الألماني للآثار في التسعينات، واستمروا مواسم وأظهروا الكثير من التاريخ المفقود ووضعوا المزيد من النقاط على الحروف بأعمالهم العلمية في (بران أو معبد المقه المعروف بعرش بلقيس).

ومع كل هذا يأتي الانتحاريون لنسف التاريخ وإرهاب السياح والرواد اليمنيين أيضا بأسلوب قد ينسف حتى الآثار إذا لم يتم التعاطي مع هذه الحالات قبل وقوعها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى