سائحان أسبانيان يصلان إلى اليمن مع حادثة إرهابية استهدفت حياة سياح أسبان .. فماذا اختارا العودة لأسبانيا أم التجوال في اليمن!؟

> علوي بن سميط:

> لا تعلم إلينا برابوسا (الممرضة الأسبانية) التي وصلت اليمن سائحة بأن حادثاًً إرهابياً استهدف حياة سبعة من مواطنيها وأصاب آخرين قد وقع قبل ساعات من وصولها، وقالت لـ «الأيام» ومعها زميلها السائح الأسباني خوسيه أنطونيو إنهما فوجئا عندما علما بقصة الرعب هذه من صحفيين أسبان وصلوا من مصر لتغطية حادثة مقتل السياح الأسبان.

في مطار صنعاء تلقيا الخبر فانتابهما الخوف، سألناهما ما القرار الذي اتخذاه هل يعودان أم أنهما يتوقان للزيارة، وبالنسبة لهما فإن هذه اللحظة ستكون فاصلة لاتخاذ القرار، تحدثت وإياهما بعد عصر أمس الأول الخميس أثناء زيارتهما لمدينة شبام حضرموت في إطار زيارتهما لمناطق الوادي عموما وباسم الصحيفة نقلت التعازي إليهما والتأكيد لهمت بأن ما حصل هو كارثة للشعبين اليمني والأسباني فالإرهاب اكتوت به البلدان وإن مشاعرنا كيمنيين أكثر من مؤسفة لاستهداف أصدقاء وضيوف.

المرشد السياحي عبدالله محمد الزريقي من وكالة يزن السياحية المرافق لإلينا وخوسيه ترجم لنا أحاديثهما كما تحدثنا إليه أيضا عن شعوره كمرافق لهما منذ أن وصلا اليمن، ثم مغادرتهما صنعاء أمس الأول جواً إلى مطار سيئون، ورداً على سؤالنا كيف كان شعورهما عندما تلقيا الخبر وكيف شاهدا اليمن بعدئذ؟ تقول إلينا:

«علمت بالخبر في المطار.. تفاجأت وخفت وقلقت كثيراً وأخبرني بالحادث صحفيون أسبان جاءوا لتغطية هذا الحدث.. لقد وصلت اليمن وزرت مناطق صنعاء واليوم في حضرموت وجدت الشعب طيباً والناس هنا متعاونون.. نعم كنت أفكر في العودة ولكن لمست معاملة الناس الطيبة والترحاب بنا فقلت إن البلد تستحق الزيارة لذلك فإنني سأكمل برنامج زيارتي.. شاهدت الاهتمام والتفاعل من الجانب الحكومي وكذا الاهتمام من الشعب تجاه هذا الحادث وشعورهم الإنساني إزاء الضحايا وأسرهم.. إن الذين قاموا بهذا العمل الإرهابي قطعاً ليسوا من اليمن، فاليمنيون معروف عنهم الطيبة والاحترام لضيوفهم».

ولكن هل تلقى خوسيه وإلينا تحذيرات مثلا من سفارة بلادهما أو من الأمن أو من السلطات الحكومية اليمنية بالتزام السفر إلى مناطق معينة أو البقاء في العاصمة؟ تجيب السائحة إلينا:«لم نحصل على منع التجول في اليمن من أي جهة كانت، لكن مازلنا حتى الآن نحصل على رسائل بالموبايل من الأصدقاء والأحبة في أسبانيا يحثوننا على العودة إلا أننا بعد ما رأيناه من لطف واستقبال الناس سنواصل رحلتنا وزياراتنا».

ويقول السائح خوسيه أنطونيو (مدرس) الذي مازالت والدته بأسبانيا قلقة جداً عليه ويطمئنها يومياً منذ أن وصل لليمن أنهم بخير:

«هذا الحادث الإرهابي لا يستهدف اليمن فقط أو ضرب السياحة والاقتصاد بل بدرجة أساسية يستهدف سمعة هذا الشعب الطيب الذي حبانا بكرمه وطيبته فمنذ وصولنا عقب هذا الحادث الإرهابي والقلق يداخلنا إلا أننا لقينا الترحاب والتقدير وسمعنا مشاعركم وشعرنا بالألم الذي ساد الشعب اليمني، وأقول إن هذا الشعب الطيب لا يستحق أن تلحق به سمعة سيئة ونتمنى أن تكون رحلتنا موفقة في ربوع اليمن».

«الأيام» كانت أول صحيفة تلتقي بسائحين أسبانيين وصلا تزامناً مع الحادث ويواصلان رحلتهما، إذ اختارا ذلك بعد ما لمسه من محبة الناس. التلفزيون الثالث بإقليم برشلونة وكذا راديو كاتلونيا الأسباني التقيا خوسيه وإلينا برابوسا دي ألمو في صنعاء حول الحادثة كما قال لنا السيد عبدالله الزريقي المرشد السياحي المرافق، وبالطبع فإن السائحين الأسبانيين لن يزورا مأرب على الأقل من جانب نفسي إذ لم تمر على الحادثة سوى أيام قلائل ومع ذلك فإنهما سيستكملان رحلتهما في اليمن المقرر انتهاؤها بعد أسبوعين تقريباً وقالا إنهما تمتعا بما شاهداه من معمار طيني وحضارة تستحق التأمل والمشاهدة فالمنازل الطينية العالية بمدينة شبام شدت انتباههما ونالت إعجابهما كثيراً.. في الأخير تمنياتنا لهما برحلة جميلة وهادئة في أنحاء البلاد وتكون عودتهما سعيدة إلى أسبانيا ويهديان مواطنيهما هناك انطباعات جميلة خصوصاً وأن السياح الأسبان أضحوا رقماً يرتفع في قائمة الوافدين لليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من خمسمائة سائح أسباني زاروا اليمن في العام الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى