> علي صالح محمد:
منذ أيام برزت على صدر بعض الصحف ردود الفعل المتعاطفة أو المرتابة أو المتسمة بالاستهجان والاستنكار بما في ذلك المتنكرة والمتحاملة على الحراك السلمي والتعبيرات المدنية السلمية للمتقاعدين العسكريين والأمنيين في المناطق الجنوبية وهم الذين تم الاستغناء عن خدماتهم وإقصاؤهم عنوة من وظائفهم كضحايا حرب 1994 ليحملوا بين ضلوعهم لسنوات آلام المعاناة والتمييز وأنين الانتقاص من حقوقهم كبشر لعل أهمها حق العمل وما يسببه ذلك من أذى نفسي لا يشعر به سواهم، كأن يتحول عميد وأستاذ طيران إلى بائع للقصب بين لحج وعدن، وأن يصبح أستاذ في كيمياء الصواريخ سائق تاكسي، أو مهندس طيران بائعاً للخضار والفواكه، أو أستاذ في الهندسة العسكرية حارساً لعمارة ، وهناك الآلاف من أمثالهم .
هذا هو المصير المنتظر ومع ذلك نجد أن هناك من يستكثر عليهم حق التعبير السلمي عن مطالبهم وهمومهم ، حد وصفهم في بعض الصحف بأنهم بذلك يعبرون عن دوافع سياسية لقوى خارجية وداخلية تحمل دلالات خطيرة لزعزعة أمن واستقرار الوطن لأنهم يطالبون حسب القول بتقاسم ثروة البلاد وإصلاح مسار الوحدة، وحتى البيان الذي صدر عن عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأكاديمية ليعبروا فيه عن موقفهم المدني الرفيع من قضية الجنوب باعتبارها قضية مركزية محورية في أي حوار يتم بين القوى السياسية على الساحة اليمنية.. حتى هذا المطلب الجوهري يستنكره البعض وللأسف ممن كان يتوقع منهم أن يتبنوا قضيتهم باعتبار أن الحزب الاشتراكي مسؤول تاريخياً وأخلاقياً عن قضية الجنوب وكان ينبغي لمن صاغ القراءة لهذا البيان أن يشكره ، بدلاً من نقده بتلك الصيغة الفلسفية المترفعة، لأن الموقف المطلوب هنا ليس كلمات وصياغات فلسفية تنتقد أصحاب المأساة، بل التبني التاريخي والأخلاقي الواضح للقضية بكل جوانبها.
هذا إذا أردنا وطناً حقيقياً للجميع بلا شعارات جوفاء أثبتت هزيمتها التاريخية أمام ما نعيشه اليوم على أرض الواقع، باختصار لأن حرب 1994 وما نتج عنها دفنت كل شيء، وأفصحت عن شيء .
ومن ذلك أن الوحدوي الحقيقي هو من يسعى لتحقيق التسامح والتصالح والحوار ورفض الحروب وإدانة نتائجها والمطالبة بالحقوق المدنية والاندماج الاجتماعي وتحقيق المساواة في المواطنة ورفع الظلم والمعاناة المعيشية وتعزيز سلطة الدولة من خلال سيادة القانون ومنح الإنسان حقوقه على كل تراب الوطن، وأن الديمقراطي هو من يجعل الكلمة وسيلة للجوار عند الاختلاف، أما الوطني فهو بالتأكيد ليس من يستأثر بالمال والثروة ويمارس الإفساد والإفقار واستغلال السلطة ويستكثر على الآخرين حقهم بأن يحلموا بوطن جميل بلا تمييز أو معاناة.. ومع التحية الكبيرة لاستجابة فخامة الرئيس لبعض المطالب إلا أن الجراح والآلام تحتاج إلى المزيد من الإرادة السياسية الحقيقية والمصداقية الشاملة في المعالجة للجميع دون استثناء .. ولا تنسوا أن الصموت شديد الوطء في النقم.
هذا هو المصير المنتظر ومع ذلك نجد أن هناك من يستكثر عليهم حق التعبير السلمي عن مطالبهم وهمومهم ، حد وصفهم في بعض الصحف بأنهم بذلك يعبرون عن دوافع سياسية لقوى خارجية وداخلية تحمل دلالات خطيرة لزعزعة أمن واستقرار الوطن لأنهم يطالبون حسب القول بتقاسم ثروة البلاد وإصلاح مسار الوحدة، وحتى البيان الذي صدر عن عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأكاديمية ليعبروا فيه عن موقفهم المدني الرفيع من قضية الجنوب باعتبارها قضية مركزية محورية في أي حوار يتم بين القوى السياسية على الساحة اليمنية.. حتى هذا المطلب الجوهري يستنكره البعض وللأسف ممن كان يتوقع منهم أن يتبنوا قضيتهم باعتبار أن الحزب الاشتراكي مسؤول تاريخياً وأخلاقياً عن قضية الجنوب وكان ينبغي لمن صاغ القراءة لهذا البيان أن يشكره ، بدلاً من نقده بتلك الصيغة الفلسفية المترفعة، لأن الموقف المطلوب هنا ليس كلمات وصياغات فلسفية تنتقد أصحاب المأساة، بل التبني التاريخي والأخلاقي الواضح للقضية بكل جوانبها.
هذا إذا أردنا وطناً حقيقياً للجميع بلا شعارات جوفاء أثبتت هزيمتها التاريخية أمام ما نعيشه اليوم على أرض الواقع، باختصار لأن حرب 1994 وما نتج عنها دفنت كل شيء، وأفصحت عن شيء .
ومن ذلك أن الوحدوي الحقيقي هو من يسعى لتحقيق التسامح والتصالح والحوار ورفض الحروب وإدانة نتائجها والمطالبة بالحقوق المدنية والاندماج الاجتماعي وتحقيق المساواة في المواطنة ورفع الظلم والمعاناة المعيشية وتعزيز سلطة الدولة من خلال سيادة القانون ومنح الإنسان حقوقه على كل تراب الوطن، وأن الديمقراطي هو من يجعل الكلمة وسيلة للجوار عند الاختلاف، أما الوطني فهو بالتأكيد ليس من يستأثر بالمال والثروة ويمارس الإفساد والإفقار واستغلال السلطة ويستكثر على الآخرين حقهم بأن يحلموا بوطن جميل بلا تمييز أو معاناة.. ومع التحية الكبيرة لاستجابة فخامة الرئيس لبعض المطالب إلا أن الجراح والآلام تحتاج إلى المزيد من الإرادة السياسية الحقيقية والمصداقية الشاملة في المعالجة للجميع دون استثناء .. ولا تنسوا أن الصموت شديد الوطء في النقم.