كان ياما كان في هذا المكان بنجلة الشيطان !!

> محسن عبده:

> قاسم(بنجلة) لفظة هندية تعني منزلاً معتبراً (فلة)، أما الشيطان فهو من أغوى أبانا آدم ليخرجه وأمنا حواء من الجنة .

وارتبطت تسمية بنجلة الشيطان ببناية شيدت أوائل القرن العشرين في مدينة المعلا، يحتل موقعها في الوقت الراهن جهة البوابة الجانبية لمكتب المحافظة .

كان المبنى خاصاً بالحركة الماسونية، ولأن أفكار وأهداف الحركة غريبة وبعيدة عن دين اهل البلد وعاداتهم وتقاليدهم، صار الناس يسمون المكان «بنجلة الشيطان» أجارنا الله منه ومن شرور أفعاله .

وحتى لا يقترب أحد من ذلك المبنى راجت شائعة مفادها أن (الجبرت) -جمع جبرتي- وهم فئة من البشر يتركز عملها في مجال التنظيف، يقومون بخطف الأطفال المتجولين في الشوارع بعد مغرب كل يوم وبخاصة في الشهر الهجري صفر، ويزج بهم في المبنى ليصلبوا ويستفاد من دمائهم في سك قطع نقدية !!

في ستينات القرن الفائت، ومع اشتداد الكفاح المسلح، بلغت شائعة (البنجلة) و(الجبرت) ذروتها في محاولة من المخابرات البريطانية للحد من هجمات الثوار على مساكن وتحركات الضباط والجنود الإنجليز فـي الشـارع الرئيسي .

منذ الاستقلال الوطني عام 1967 صار المبنى مهجوراً.. وفي السبعينات استفاد التنظيم السياسي الجبهة القومية -الحزب الحاكم آنذاك- من بنجلة الشيطان بأن جعل منها فرعاً له في حي المعلا .

تقرر في الثمانينات هدم (البنجلة) لتشيد على أنقاضها مع المساحة المجاورة لها بناية ضخمة خاصة بالتجارة والتموين .

مع مطلع القرن الحالي انتقل مكتب محافظة عدن من التواهي إلى مبنى التجارة في المعلا .

كانت زمان (بنجلة للشيطان)، واليوم مقراً لمكتب المحافظة الذي يقوده حالياً بحكمة واتزان الأستاذ أحمد محمد الكحلاني المسؤول والإنسان .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى