الأخوان المسلمون بين نضال الماضي وتحديات المستقبل

> القاهرة «الأيام» باكينام عامر :

> نجحت القيادة الحالية للإخوان المسلمين بمصر في تحقيق ما فشلت جماعات إسلامية أخرى في تحقيقه حيث جعلت حربها ضد النظام المصري "مقدسة" دون إراقة قطرة دم واحدة.

وقال ثاني أبرز القيادات الإخوانية محمد حبيب في مقال نشره الموقع الإلكتروني للجماعة المحظورة رسميا في مصر إن الطريق مازال طويلا غير أن الإيمان بأهمية التغيير السلمي والمتحضر سيجعله قصيرا.

وكانت جماعة "الإخوان المسلمون" التي تأسست عام 1928 وهي واحدة من أقدم المنظمات الشعبية في دول العالم الاسلامي السنية مصدر إلهام للكثير من الحركات الإسلامية التي ظهرت على مدار الخمسين عاما الماضية.

وخلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كان للجماعة جناح مسلح قوي حارب ضد المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية,وسافر الآلاف من أعضاء الإخوان كمتطوعين إلى فلسطين عام 1947 للقتال ضد إنشاء دولة إسرائيل. ولدى عودتهم إلى مصر اعتقلوا.

وفي عام 1948 اصطدمت جماعة الإخوان المسلمين مع الحكومة المصرية وقتلت قائد شرطة القاهرة. وكان رد الحكومة حينئذ هو حظر الجماعة. وردت الجماعة على ذلك باغتيال رئيس الوزراء ما دفع السلطات إلى قتل مؤسس الجماعة حسن البنا في شباط/فبراير عام 1949.

ورغم أن الجناح المسلح للجماعة جرى حله منذ ذلك الحين إلا أنه مازالت للجماعة صلة قوية بالقضية الفلسطينية.

ويقال إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات انضم إلى الجماعة أثناء دراسته في مصر. كما كان الزعيم الروحي الراحل لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين عضوا بالجماعة.

وبعد الإطاحة بالملكية في عام 1952 حظيت الجماعة بعلاقات جيدة مع الحكام الجدد في مصر (الضباط الأحرار) بقيادة جمال عبد الناصر لبعض الوقت لكن شهر العسل بين الجانبين لم يدم طويلا وحظرت الجماعة مجددا في عام 1954.

وأعقب ذلك حملة اعتقالات وتعذيب من جانب النظام ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وشمل ذلك إعدام عدد من قيادات الجماعة. وأمر خليفة عبد الناصر الرئيس الراحل أنور السادات بإطلاق سراح المئات من قياديي الجماعة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي.

ويعتقد محللون بأن النفوذ الواسع للجماعة اليوم سبب في الحملة الحالية ضدها من جانب حكومة الرئيس حسني مبارك.

غير أن الجماعة تبدو وكأنها الفائزة في المعركة الحالية مع النظام المصري لأنها تتحدث باسم الدين في مجتمع يزيد فيه التدين يوما بعد يوم.

وفي عام 1987 حاولت جماعة الإخوان المسلمين الوصول إلى الحكم بوسائل قانونية فخاض أعضاؤها الانتخابات البرلمانية وفازوا بـ 36 مقعدا. وكان المرشد العام للإخوان المسلمين الحالي محمد مهدي عاكف هو أول عضو بالجماعة يحصل على الحصانة البرلمانية.

ومنذ ذلك الحين كان رد فعل النظام المصري هو محاولة منع أعضاء الجماعة المحظورة قانونا من المنافسة في أي انتخابات.

ولأن الجماعة محظورة يخوض أعضاؤها المنافسة في أي انتخابات كمستقلين,وفاز 88 من أعضاء الجماعة بمقاعد في البرلمان الصمري الحالي ما جعلهم أكبر كتلة معارضة.

وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان عقب إلقاء القبض على عدد من قياداتها في تشرين ثان/نوفمبر الماضي "إن الحكومة تعتقد أن استخدامها المفرط للقوة سيكسر عزيمتنا .. لكننا نقول لهم: إن اعتقال أكثر من 20 ألفا من أعضائنا على مدار العقود الماضية أدى فحسب إلى زيادة حب الناس ودعمهم لنا".

وحرصت جماعة الإخوان المسلمين في حملاتها الأخيرة على التعهد بتحقيق الديمقراطية للجميع بما فيهم النساء كما وعدت أقباط مصر بفرص متكافئة مع المسلمين.

وأكد عاكف في مبادرة إصلاح سياسية أطلقتها الجماعة في الآونة الأخيرة تمسك الجماعة بالشريعة الإسلامية واتباع طريق العلم والتكنولوجيا الحديثة والسعي لاكتساب كل أشكال المعرفة.

ودعت الوثيقة إلى إصلاحات في المجالات القانونية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية.

وقال عاكف إن الجماعة حاولت دائما أن تتحول إلى حزب سياسي لكن ذلك لن يتحقق إلا بعد السماح بحرية تشكيل الأحزاب. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى