الحوثيون يفاجئون المفاوضين بإطلاق أسرى وأنباء عن هدنة

> صعدة «الأيام» خاص:

> في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس الأول أطلق عناصر الحوثي سراح أربعة وخمسين أسيراً تم أسرهم أثناء الحرب الأخيرة، وجاءت عملية إطلاق سراح الأسرى بينما كانت اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ الاتفاق قد وصلت عند ظهر يوم أمس الأول الثلاثاء الذي يعتبر اليوم الأخير للمهلة الممنوحة للحوثيين إلى طريق مسدود بعد نفاد كافة الطرق والوسائل في إقناعهم بمغادرة الجبال والمناطق التي يرابطون داخلها وتسليم أسلحتهم وذخيرتها والاستفادة من المهلة التي تم تمديدها ثمانية وأربعين ساعة أخرى انتهت مساء أمس الأول.

وعلمت «الأيام» أن العديد من الشخصيات القبلية والاجتماعية ونواباً في البرلمان بذلوا جهوداً حثيثة مع أعضاء اللجنة وطرفي النزاع وحاولوا بكل ما لديهم من نفوذ وثقل مع جميع الأطراف إتاحة الفرصة أمامهم وإيجاد معالجات بديلة للنقاط التي برز عندها الإشكال في التنفيذ، وحتى لا ينقطع دابر الأمل نهائيا تم الوصول إلى مخارج أخرى بقبول ورضا طرفي النزاع.

وعلمت «الأيام» من مصادر محلية أن الشيخ حسن ثورة، ممثل الجانب الحوثي في مفاوضات الصلح اتجه قبل انتهاء زمن المدة الإضافية المحددة إلى مناطق تواجد قيادات عناصر الحوثي وعاد ومعه بعض المشايخ وعلى سياراتهم أربعة وخمسون أسيرا أطلق عناصر الحوثي سراحهم في محاولة لإثبات حسن نواياهم بالمضي نحو الصلح.

وكان من ضمن الأسرى ثلاثة عشر جنديا والبقية من المواطنين الموالين للسلطة أبرزهم شخص يلقب ابن حورية كان عناصر الحوثي قد أسروه في مدينة ضحيان في الشهر الثاني من اندلاع الحرب الأخيرة وكان قد أشيع عن مقتله بعد عملية أسره آنذاك.

وبوصول أولئك الأسرى إلى مدينة صعدة مساء أمس الأول انفرجت الأزمة وشعر الجميع بالارتياح بمن فيهم أعضاء اللجنة الذين قرروا فتح باب التفاوض من جديد.

وأفادت «الأيام» مصادر محلية بأن من ضمن المقترحات المطروحة على طاولة المفاوضات مقترحاً ينص على أن يغادر عناصر الحوثي جميع المواقع التي يرابطون داخلها ويتجهون للإقامة في منطقة النقعة الواقعة بمديرية كتاف شمال محافظة صعدة على الحدود اليمنية السعودية، وأن يباشر عناصر الحوثي عملية إطلاق سراح الأسرى الذين يزيد عددهم على المائة أسير معظمهم من المواطنين، وبعد اكتمال تجمعهم داخل منطقة النقعة سيتم مواصلة تنفيذ بنود اتفاق الصلح في ضوء جميع الشروط والمطالب التي يتمسك بها طرفا النزاع في مدة زمنية تصل إلى سبعة أشهر.

بينما أفادت «الأيام» مصادر أخرى بأن أعضاء اللجنة تلقوا عدة اتصالات مساء أمس الأول من كبار رجال السلطة في صنعاء لمحوا خلالها لبعض أعضاء اللجنة بإمكانية استمرار اللجنة بعمل المستحيل في سبيل إيجاد أي مخارج أخرى تضمن استمرار جهود الصلح وعدم إغلاق جميع الأبواب.

وأضافت تلك المصادر أن أعضاء اللجنة كانوا قد عزموا في وقت قريب من ظهر يوم أمس على السفر إلى العاصمة صنعاء لكن اتصالاً آخر تلقوه من قبل شخصية بارزة في السلطة طلب منهم المكوث في محافظة صعدة ومواصلة مهام عملهم في الإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق ومتابعة المستجدات على أرض الواقع.

من ناحية أخرى غادر ثلاثة من أعضاء اللجنة الذين يمثلون رئاسة الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك محافظة صعدة قبل ظهر يوم أمس ورفضوا العودة عندما طلب منهم الأعضاء الآخرون ذلك بعد وصول التوجيهات من صنعاء والتي طلبت من أعضاء اللجنة الاستمرار في مهام عملهم.

وفي تمام الساعة الثانية من بعد ظهر يوم أمس أطلق عناصر الحوثي ثمانية أسرى كدفعة ثانية من أسرى الجيش وكرسالة منهم إلى الجميع وتأكيدهم على المضي نحو الاتفاق السلمي.

وعلمت «الأيام» أن المقترح الذي ينص على انتقال عناصر الحوثي إلى منطقة النقعة يعد المقترح الأقوى الذي يؤيده ويتبناه عدد كبير من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والسياسية حيث إن المقترح ذاته عبارة عن هدنة بين الطرفين سيتم خلالها معالجة جميع المسائل والأمور المتعلقة بالمشكلة من أساسها لضمان عدم تكرارها في المستقبل.

وشهدت مدينة صعدة يوم أمس ازدحاماً كبيرا لآلاف المواطنين الذين خرجوا للتجول داخل أسواقها والتعبير عن فرحتهم الكبيرة بعد انفراج الوضع المأزوم في آخر اللحظات بحسب تعبير أولئك المواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى