وتلك الأيــام .. هل يريدون «الأيام» نسخة مكررة من «الموعد»؟

> نجيب محمد يابلي:

> هناك خلل كبير في العقل العربي واليمني خاصة، لأنه مسكون بـ «الأنا» و«أنا ومن بعدي الطوفان» و«من لم يكن معي فهو ضدي» ولذلك يجمع المفكرون العرب وغير العرب أن المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي العدو رقم (1) للأنظمة العربية وهي المادة التي تعطي للإنسان الحق في التعبير عن رأيه.

إن ما حملني على اختيار هذا العنوان لموضوعي أننا في «الأيام» أصبحنا في حيرة مما يدور حولنا، لأننا كمؤسسة صحفية مستقلة ومهنية بحتة معنيون أولاً وأخيراً بالخبر والصورة وبمعيتهما الرأي وهي العناصر الحية والحيوية للصحافة، وإذا انتفت منها تلك العناصر تفقد وظيفتها وهويتها، ولذلك تمسكت «الأيام» بتلك العناصر فتوسعت قاعدة قرائها READERSHIP، فمهنة الصحافة هي مهنة المتاعب، وليس بالأمر الهين أن تدير صحيفة وأن تكون كاتباً ملتزماً لقضايا المجتمع، والدولة بكل كلاكلها هي جزء من هذا المجتمع، فلا كانت الصحافة ولا كانت الدولة إذا لم تحترم قضايا هذا المجتمع.

إلا أن ما يرفع الضغط إلى السماوات العلا ويرفع السكر أضعافاً وأضعافاً أننا أصبحنا في دوامة يصعب الخروج منها، فإذا ارتفع لنا مانشيت صبت علينا اللعنات من الجهات المسؤولة، وإذا نشرنا خبراً للمستضعفين قالوا لنا أنتم دعاة فرقة ومشعلو فتنة وإذا نشرنا رأياً قالوا لنا: تجاوزتم الخط الأحمر، فارجعوا إلى الخلف وإلا أصبحتم خلف الشمس. إذن ما العمل؟ لا تريدون «خبراً» ولا «مانشيتاً» ولا «رأياً» وإذا خضعنا لمشيئتكم لانحدرت مبيعات الصحيفة وخسرنا قراءنا وانقطعت صلتنا بالرأي العام وبالمهنة، وبالمختصر المفيد سنخسر سمعتنا، وبالعربي الفصيح ستكون سمعتنا في الوحل، فهل هذا الذي تريدون أن تصلوا إليه؟

أصبحنا في وضع لا نحسد عليه، وبلغت ذروة هذا الحال في أحد الأيام وأثرت هذا الموضوع مع زميلي وأخي هشام باشراحيل، رئيس التحرير وقلت له: يا أبا باشا، شمر عن ساعديك وأعد تأهيل «الأيام» لتصبح جريدة أو مجلة فنية على غرار مجلة «الموعد» اللبنانية وصاحبها محمد بديع سربيه، لأن السلطة ستتنفس الصعداء لو أننا كرسنا جهودنا وكتاباتنا وأخبارنا عن الفنانين والفنانات والراقصات، الأحياء منهن والأموات.

إنني على يقين أن السلطة ستبارك هذه الخطوة لأنها غير جادة وغير صادقة في إحداث نهضة تنموية صناعية وتعليمية وثقافية واجتماعية تنقل هذا المجتمع من حال إلى حال، لأنها تريد وهذا هو قدرها أن تنتج الأزمات ونهيل التراب على رأسها ومن لا يحترم نفسه لا يتوقع أن يحترمه الناس.

اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا، إنك سميع مجيب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى