أم المعارك.. بطولات وميداليات

> علي عمر الهيج:

> الأبطال الحقيقيون هم ذلك الجسد الهائل من المواطنين الذين افترشوا ساحة الوطن.. أحبوا الأرض وأخلصوا للوحدة وحملوا الراية والمشعل وارتصوا طوابير وطوابير للمشاركة الصادقة في الصناديق والديمقراطية ناشدين الاستقرار والسكينة والنماء وتكسرت كل أمانيهم.

الأبطال الحقيقيون هم أولئك المواطنون والموظفون الذين سحقتهم نظريات الهياكل والأجور وقاطرات السوق دون رحمة ولا ضمير.. وظلوا في مواقعهم وثكناتهم صامدين.

الأبطال المخلصون والحقيقيون هم أولئك المبدعون والمتقاعدون المدنيون والعسكريون والشهداء والمناضلون الذين تكتب عنهم صفحات الأخبار أنهم سقطوا من كشوفات الرواتب والمستحقات والحقوق وأصبحت عائلاتهم وأسرهم تتقدم يومياً بمناشدات لمنحهم مستحقاتهم من الريالات الزهيدة لمجابهة تكاليف الخبز والدواء ثمناً لتضحياتهم وعرفاناً بمآثرهم البطولية التي قدموها خدمة للأرض ثم أصبحوا في قائمة للإعانات المبتورة تشرف على منحها والإفراج عنها جهات مختصة يتزعمها أبطال من حمران العيون في هذا الزمن الغابر.

الأبطال الحقيقيون هم أولئك الشهداء من الشباب الذين منحوا دماأهم الزكية للوطن وتساقطوا في المعارك الشريفة ثم أعيدوا إلى أهلهم وذويهم في توابيت حزينة دون الحصول على قيمة الكفن، وظلت أسرهم وعائلاتهم تفتخر وتعتز بهم كرجال حقيقيين أدوا الواجب والنداء دون أن يتحصلوا على عرفان حقيقي يحفظ لعائلاتهم الكرامة والعيش المستور وليصبحوا أيضاً في قائمة الإعانات الممزقة التي يشرف عليها أبطال و(تيوس) مزيفون من أبطال هذا الزمن العاثر.

الأبطال والشرفاء الحقيقيون هم أولئك الناس وتلك العائلات والطلاب المتقدمون للامتحانات والأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء الذين يكابدون المعيشة ولهيب الحرارة فيما هم يعاقبون ويجلدون من (الدولة الكهربائية) دون شفقة، فتبلل أجسادهم وتحترق قلوبهم وسط الليالي الحالكات يكابدون الأرق والعناء.. لا يعرفون النوم والراحة في بيوتهم بسبب الحصار الجائر المنبعث من الطاقة الكهربائية المهترئة التي أطاحت بكل المعاني والقيم النبيلة.

الأبطال المزيفون وحدهم الذين يعكرون الصفاء ويبكي أمامهم القانون.. وحدهم الذين أغرقوا البلاد بسطاً على كل شيء.. على الأراضي والمنازل والمتنفسات والجبال والسهول والأماكن السياحية والمتاحف ومؤسسات الدولة.. ثم راحوا يعبثون ويوزعون دوائر ومثلثات وصكوك الوطنية وميداليات البطولات والمآثر حسب شهواتهم ورغباتهم.

هؤلاء الذين لا يحترمون المواطنة المتساوية لدرجة أن القانون أمامهم ترهل وأخذ مناحي وتعديلات ونصوصاً فرعية وبطولات آثمة ترتهن بالجاه والثقل والتأثير دون مراعاة وإعادة الحقوق والمنازل والحدائق والبساتين الزاهرة إلى فلاحيها الحقيقيين ابتغاءً للعدالة والبطولة الحقيقية والأهداف النبيلة.. هذه هي المعارك وأولئك الشرفاء هم أبطالها الحقيقيون.. أما المزيفون من تجار الميداليات والأرض وسماسرة الرغيف فنقول لهم إن ما ينفع الناس يمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى