ليش جادمين لـ «الأيام» كرش؟

> سعيد عولقي:

> عندما ينشر في الصحف ووسائل الإعلام كلام يعجب السلطة، او عادة ما يعجبهاش فإن هذه السلطة تعتقد ان هذا هو نهاية المطاف ما دام المسألة وصلت للصحافة فأيش عاد عسى الله بايسوي النقد غير تراكم كلام على كلام.. وفي بعض الاحيان تكون السلطة هي مصدر النشر أو الرد على الكلام.. يعني أنه الكلام واجي من عندها وبخط يدها وفي تقديرها انه قول كلمتين حلوين أو مش حلوين كاف لقفل الباب من أساسه وما حاجة لتطويل الكلام.

في مواضيع كثيرة نقرأها ونلاقي سرد لأخبار أو تفاصيل لوقائع عن ناس ومواقع وأشياء.. لكن هذه الاخبار لا تكتمل وقائعها في نفس اليوم ولا نلاقي تفاصيل عنها بعد ذلك يعلم الله لماذا .. فنتساءل: إلى فين عاد وصل الموضوع الفلاني أو العلاني أو الترتاني اللي قرأنا عنه أمس.. أو أول أمس.. أو الأمس اللي قبله؟؟ فيخيل لي أن رد مندوب السلطة يجيني من تحت شنبه - ماهو لازم يكون معه شنب - وهو يقول: بس احمدوا الله أنه جزع لكم الخبر على خير وسكتنا على كثير غيره من الأخبار وإلا أنتم ومن زيكم مالكم إلا الحبس والقيد الحديدي.. احنا من؟ يقصد طبعا أصحاب «الأيام»، أنتم أصحاب «الأيام» الجريدة العميلة لأمريكا وحلف الاطلنطسي- كذا ينطقونها أصحاب الشنبات- والامبريالية وسنغفورة وجاوة خيره البلدان.. والله كلام.. الجماعة جادمين كرش لـ «الأيام» جدمة قوية مش منشان شيء.. بس لأنها إلا تنجح من بين الجرايد!!

طيب يا أصحاب السلطة والشنبات ما دام أنتم كذا فصيحين فكيف يعني يا معنى الخبابير اللي تشتوا توصلوها للناس تجيبوها بنفسكم وأنفاسكم لكي تنشر في “الأيام” بالذات بالرغم من الآلة الإعلامية الضخمة التي تملكون في السر والعلن وبالرغم من الشبكات التلفزيونية والمواقع الاليكترونية تبعكم؟؟ فيحتار صاحب السلطة والشنب ويحك رأسه ويرد السؤال بسؤال قائلا: ها- أيوه.. صح ليش؟ فأتطوع أنا برد بسيط متواضع قائلا له: «إنها الثقة! الثقة التي تتمتع بها «الأيام» واحترام القارئ لها.. وأظنك تعترف معي أنها أقوى من الأساطيل والمدافع وكافة أنواع القشاقش اللي ممكن تكون لدى السلطة». قال: «والامبريالية الأمريكية الأطلسية؟». قلت: «هكذا كلام أنت تعلم قبلي أنه لا يقوله إلا الذين لا يعرفون من الدنيا سوى خريط الكمبعان وسمرة الدان وا دان على سمسرة الخربطان.. اقرأ ألف ليلة وليلة وأنت باتفهم كل شيء».

قبل أن أبدأ الكتابة كانت «الأيام» في ذهني وفي خاطري لأني لا يمكن أبدا أن أتخيل عدن واليمن كلها بدون «الأيام»، بل واعذروني إذا قلت أني لا أتخيل الصحافة كلها بدون «الأيام» وفي الأخير فإن المكان الذي تعيش فيه بالنسبة لك هو الدنيا كلها.. وكذلك فإن الجريدة التي تفضل هي «الأيام».. وتذكرت أن كثيرا من الأخبار تنشر ثم لا يعود لها متابعة فيما بعد.. بمعنى زيما قلت أول تجلس تسأل نفسك: «إلى فين عاد وصل الموضوع الفلاني أو العلاني أو الترتاني.. وأيش عاد استوى بين صالح سند وباقط قط؟» .. فأرى.. أرى كما يقول محمود درويش (أرى فيما أرى دولا توزع كالهدايا.. وأرى السبايا في حروب السبي تفترس السبايا.. ولا أرى أحدا أمامي ولا أرى وطنا ورائي.. هذا زحام قاحل..) ولا أجد جوابا إلا ما قاله لي صاحب السلطة أنه الخبر اللي يعجبنا هو الخبر اللي بانمشيه.. و«الأيام» إذا ما تمشي ساني بانقدر نمشيها ساني! قلت له: «أيش قصدك يعني؟ باتمشوها ساني؟ باتخندوقها.. باتدخلوها سوق خريط الكمبعان.. ما تقدروا.. الزمن مش لصالحكم والجماعة اللي يحملوا لكم البوري والمداعة في ساعة القيلولة مساكين الله يشتي الواحد منهم يأكل عيش زيه زي أي وزير اتعيّن بلقمته على مبدأ خريط الكمبعان ونحنا نفهم انه في دولة اليمن لا يمكن أن يحدث أي فرق لو تمت المبادلة بين اللي يعمر البوري وبين السيد الوزير.. بل إنه عاده يمكن يكون في معمر البوري مروءة أكثر من السيد الوزير.. أيش قولك؟ مكانكم جادمين كرش لـ «الأيام»؟

قال صاحبنا بعد أن كرر نفس الحكة في الرأس إنه يعني حسب رأيه الشخصي هذه «الحلبطات» كل أبوها ما بش لها داعي وإنه الصحف والصحافة والكتابة والقراءة كله عمل فاضي لا له ولا عليه لكن السلطة يمكن من قلة عقلها تعمل لها وزن زايد على المعلوم وهي في الواقع لا تقدم ولا تؤخر لكن الواحد برضه لازم يكون ملزوم بكلامه وإلا والله لا هو الحكم لي- قال- ما أعطي لهذه الصحافة ذرة اهتمام لانه ما فيش لها أي داعي ولا لها أي قوة!

قلت له: إن السلطة التي يمثلها تكتسب النصيب الاكبر من شرعيتها بوجود الصحافة الحرة ولو لم تكن هذه لما كانت تلك ولما كانت لك أنت وظيفة تحكم بها على شيء كبير.. أكبر منك ومن وظيفتك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى