خواطر متفرقة

> أحمد عمر بن فريد:

> 1) في شأن لقاءات التسامح والتصالح والتضامن (الجنوبية - الجنوبية) .. في يوم 2007/7/10م كان لمدينة لبعوس ورجالها وقفة مشرفة مع سلسلة لقاءات التسامح والتصالح والتضامن (الجنوبية - الجنوبية)، وجسد ذلك اللقاء في يافع ذروة اللقاءات وسنامها من حيث التنظيم والإعداد وحجم المشاركة الشعبية، كما كان للقاء مساحة حرة مفتوحة الحدود للتعبير عن الهموم والمعاناة والرأي دون قيود أو شروط أو تحفظات فأطلق الشعراء لقريحتهم الفطرية العنان في التعبير عن كل ما يجيش في الصدور وعن كل ما تضيق به الأنفس وتكاد تختنق منه.

ولكننا، وكالعادة وبعد كل مناسبة مماثلة، نجابه من قبل (البعض) بهجوم إعلامي رسمي وشبه رسمي، حيث ينعت المشاركون بالكثير من المصطلحات التخوينية الخائبة التي ألفها عامة الشعب ومل منها ومن أصحابها، حتى أنها باتت أسلحة فتاكة تنعكس على أصحابها وتضرهم أكثر مما تضرنا نحن، بل وتفقدهم الكثير من المصداقية والقيمة في الشارع المجاور لتلك الفعاليات النشطة، بالنظر للكم الكبير الذي تحتويه تلك الحملات من زيف وكذب وقلب للحقائق.

كنا نتمنى على هؤلاء (الوكلاء) وبالنظر لقربهم من أصحاب (السلطة الفعلية) في البلاد، توجيه النصح المفيد لهم بعدم مهاجمة مثل تلك اللقاءات الوطنية الشريفة المقصد والهدف، والعمل- عوضاً عن ذلك- باتجاه تنظيم لقاء وطني عام للتسامح والتصالح على مستوى الوطن ككل ما بين شريكي الوحدة اليمنية.. أي ما بين مكونات وشعب دولة الجنوب ومكونات دولة الشمال، على اعتبار أن حرب صيف 94م قد أحدثت شرخاً كبيراً في الوجدان الوحدوي لأبناء الجنوب ما زالت آثاره تتراكم وتكبر مع مر الزمن وليس العكس كما يظن هؤلاء.. فهل يا ترى من الممكن أو من المسموح لهؤلاء أن يقدموا مثل هذه النصيحة؟! أم أن حدود وصلاحيات (الوكالة) لا تخولهم خوض مثل هذه الأمور(الكبيرة) أو التطرق لها.

2) جدلية «الوحدة ليست واحد زبادي»!!

كتب أحدهم على صفحة هذه الجريدة الحرة «الأيام» أن الوحدة اليمنية ليست (واحد زبادي) يمكن إعادته للبقالة إذا لم يخارجك سعره!! وأنها قد (عمدت بالدم).. وأنها أرسخ من جبل عيبان وشمسان.. إلخ من التخريجات والإكليشات المحفوظة (صم).. ولكننا نقول له في المقابل:«إن الوحدة يا عزيزي وسيلة لتحقيق العزة والكرامة والنظام والقانون والتنمية والمواطنة المتساوية وليس العكس من كل ذلك، وهي وسيلة لحفظ حقوق الناس وصونها بالنظام وبالقانون، لا أن تصبح (أداة) لنهب حقوق الناس وممتلكاتهم وحتى أحلامهم المشروعة في بناء وطن متحضر متمدن يحكمه العدل ويحميه النظام.. الوحدة يا عزيزي هي وحدة حدثت ما بين دولتين بهدف إعلاء شأن الدولتين والشعبين معاً في كيان واحد، وليس من أجل إذلال شريك وإهانته وتهميشه وإقصائه باسم الوحدة.. كما أنني لا أعتبرها (وحدة) تلك التي يستخدمها (حراسها الأشاوس) للسلب والنهب والغطرسة وإذكاء روح المناطقية والجهوية والتفرقة ما بين أبناء الوطن الواحد عبر السلوكيات الخارجة عن الأعراف والأنظمة والقوانين وحتى شرائع السماء.. الوحدة يا عزيزي لا تقبل على سبيل المثال أن تنهب آلاف الأفدنة الزراعية من ملاكها الأصليين في منطقة مؤسسة اللحوم تحت سطوة وهيمنة القوة، حتى إذا ما دافع هؤلاء الملاك عن حقهم الذي لم تصنه لهم مؤسسات (دولة الوحدة) قيل لهم إنكم تعملون على تسييس قضيتكم وإنه لا يحق لكم التعبير عن حقوقكم بالطرق الشرعية عبر الاعتصامات وتشكيل الجمعيات المدنية!! وإلا فأنتم تعتبرون مخربين ومندسين ومتآمرين على وحدة الوطن وفقاً للمفهوم الوحدوي الجديد هذا.. (الوحدة ليست واحد زبادي).

3) الأوصياء الجدد!!

فتحت جريدة «الأيام» الغراء صفحاتها للكلمة الحرة.. وللرأي الآخر بمهنية عالية، وبحس وطني مرتفع، وتعرضت في سبيل تحقيق ذلك الشرف المهني والوطني للكثير من الضغوطات والتهديدات (المباشرة وغير المباشرة) وفتحت أمام مالكيها في المقابل وسائل الترهيب والترغيب المغرية بلا حدود.. ومع ذلك كله أبت هذه الجريدة «الأيام» إلا أن تبقى مع الأيام (حرة) و (صادقة) ومع قضايا الشعب والمظلومين وإلى الأبد.. نحن نعلم تماماً ثمن مثل هذا الخط وثمن مثل هذا النهج، ونعلم أيضاً من يدفع الثمن في كل يوم وفي كل ساعة من رصيد صحته وعافيته واستقرار نفسيته في سبيل تحقيق ذلك.. كل ذلك نعلمه ونحن على يقين تام بأن الغالبية الساحقة من أفراد الشعب تدرك ذلك وتقدره وتثمنه، بل وتبدي الاستعداد للدفاع عنه في الخط الأول متى ما اقتضت الضرورة ذلك، لكن السهم النافذ.. والحارق.. والمؤلم بقوة.. يحدث حينما يأتي من بيننا.. ومن بين صفوفنا من يخون «الأيام» ويتهمها بما لا يقبله العقل.. أو المنطق أو حتى الأخلاق وتقاليد الوفاء و(القبيلة).. من حيث حريتها واستقلالية قرارها.

نقول لهؤلاء (القلة): هل نسيتم أم تناسيتم أن جريدة «الأيام» قد أفردت صفحاتها بكل راحة بال ومهنية صحفية لتغطية حدثي اعتصام 7/7 في عدن.. ولقاء التسامح في يافع على نحو لم تستطع أن تفعله أي جريدة أخرى!! حتى تلك التي حازت جائزة الشجاعة العالمية في حرية الرأي!؟

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى