كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> لا داعي أن توجعوا قلوبنا على بلادنا.. فلا أحد يعرف كيف يصدق الذي يراه أمامه.. فبلادنا تمشي على قاعدة نمط واحد منذ الاستقلال.. وفي استطاعة أي إنسان أن يقول إن الحكومات المتتالية لم تغير أسلوبها في الحكم.. ولا هي تريد طالما أن الذين يجلسون فوق كراسي السلطة ينعمون بالرفاهية وكأنهم لا يعرفون شيئاً عن عذاب وفقر الشعب اليمني.. وكيف يعيش الناس حفاة عراة جياعاً.. وكأن ذلك لا يهم أحداً في السلطة.. المهم أن يكونوا هم مترفعين بعيدين بمشاعرهم عن الوطن وعن الماضي والحاضر.. وهذا هو الذي يوجع القلب..

> ومن المؤكد أننا لا يمكن أن ننسى مصائبنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. وأصبحنا نحلم بأن ننتقل من حالة إلى حالة أفضل.. وهذا الذي نريده فعلا لا أن نحلم به أو نتوهمه.. والمآسي التي اجتاحت الشعب اليمني مئات السنين ليست بعيدة عنا.. ولازالت آثارها باقية.. ولا أحد يعرف حتى الآن ما هي نهايتها.. وكيف تكون الدنيا بعد ذلك.. لأن الإصلاح الذي انتهى أو تهدم ليس بسيطاً وسوف يستغرق وقتاً أطول ومالاً أكثر لكي ينسى الشعب اليمني ما حدث.

> ويجب أن نفهم أيضاً أننا لا نستطيع أن نصلح بلادنا بأن نفرض على الناس رأياً واحداً.. أو نسلط على أمورهم نوعاً واحداً من الناس.. أو نعيش على الخطب والوعود التي تؤخر أكثر مما تقدم.. أو تعمق الخصام والخلاف بين الناس.. ثم ننتظر الخطر حتى يجيء.. فالخطر الاقتصادي موجود عندنا أمس واليوم وغدا أكثر.. ونحن نعيش في ظروف معيشية وصحية وتعليمية سيئة جداً.. وهناك مشاكل أخرى أيضاً مثل المعاش المبكر والبطالة والغلاء لم نفلح في إيجاد الحلول لها.. ولا يكفي أن نعطيها ظهورنا وإنما يجب علينا أن نواجهها ونفكر فيها بجرأة وشجاعة.

> ولابد أن أكثر مصائبنا هي بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وضياع مواردنا التي نحصل عليها من عمق البحر وبطن الأرض.. السمك والنفط.. فلا نحن قادرون على أن نأكل السمك.. ولا نحن قادرون على شرب النفط.. فإن فعلنا ذلك قتلنا أنفسنا بأنفسنا.. ولذلك تركناه يتدفق بدون حسيب أو رقيب إلى الذين تجاوزوا الضروريات.. وأصبحوا يستمتعون بأروع وأجمل الكماليات.

> إن الذي نراه أمامنا اليوم هو أسوأ نموذج للمصلحة الوطنية.. فنحن ربما نقبل أن نموت ولكن لا نقبل أن نهان.. ولذلك يجب أن نواجه مشاكلنا وأن نوجد لها حلولاً سريعة.. يجب أن نواجهها بالعمل والتخطيط والتنمية والقضاء على الغلاء والبطالة والمزايدات السياسية والاقتصادية.. وكفاية علينا أننا أصبحنا ننظر إلى الوراء بغضب.. وكفاية أيضاً أن أعمارنا لا تعرف التمام كما تعرف النقصان.. فنسبة الوفيات بسبب الجوع والخوف والمرض تتضاعف يوماً بعد يوم.

> إن في حياتنا آلاماً وأوجاعاً كثيرة.. والإنسان اليمني قد تعرض للتغيير النفسي والاجتماعي مئات المرات.. وتطورت قدرته على العنف والكراهية والقضاء على الآخرين.. فلا رحمة ولا عهد ولا تفاهم بين الناس.. حتى التفاهم على أي شيء أصبح محدوداً.

> الذي ينظر إلى حالنا اليوم يشعر بالضيق واليأس.. ولن يصدق أن هناك احتمالاً بعيداً بأن تجيء لحظات نرى فيها أنفسنا ونحس بآدميتنا!>>

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى