ساركوزي يبتكر دبلوماسية شخصية غير مسبوقة في قضية الممرضات في ليبيا

> باريس «الأيام» ميشال لوكلير :

>
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتحدث إلى الصحفيين
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتحدث إلى الصحفيين
شارك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شخصيا وبزخم في المساعي الجارية لاطلاق سراح الممرضات البلغاريات المسجنونات في ليبيا مبتكرا دبلوماسية شخصية غير مسبوقة بمشاركة ملفتة لزوجته سيسيليا.

وسيحقق ساركوزي "ضربة موفقة" دبلوماسية في حال نجحت زوجته في اعادة الممرضات الخمس والطبيب البلغار، غير ان ظهور ساركوزي في الخطوط الامامية يتضمن ايضا مخاطر اذ ان اي فشل سينعكس عليه شخصيا.

واعلن مصدر رسمي ليبي ان ساركوزي سيصل الاربعاء الى ليبيا، فيما امتنع قصر الاليزيه عن تاكيد موعد الزيارة او نفيه، بعد ان كان اورد الاسبوع الماضي احتمال قيام الرئيس بمثل هذه الزيارة.

ولزم ساركوزي الحذر الاثنين مكتفيا بالقول ان المفاوضات الجارية في طرابلس "صعبة للغاية".

وضاعفت باريس اخيرا المبادرات في هذا الملف مجازفة باثارة استياء بروكسل حيث اعتبرت الزيارة المفاجئة الاولى التي قامت بها سيسيليا الى ليبيا في 12 تموز/يوليو بمثابة محاولة لجني مكاسب اعلامية من المساعي التي بذلها الدبلوماسيون الاوروبيون على مدى سنوات.

وتداركا للانتقادات، قامت السيدة الاولى الفرنسية بزيارتها الثانية الى طرابلس أمس الأول برفقة الامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان الذي رافقها في زيارتها الاولى، وكذلك المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر التي كان موفدها الخاص الى ليبيا انتقد ضمنا المساعي الفرنسية.

وانتقدت المعارضة الاشتراكية الفرنسية ساركوزي الاثنين واتهمته بالسعي ل"سلب" الاتحاد الاوروبي نجاحاته الدبلوماسية بحجة "ابتكار دور" لزوجته.

وحرص ساركوزي الاسبوع الماضي على استقبال المفوضة الاوروبية في باريس، كما تباحث مرارا مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو حول مسألة اعادة الممرضات "فورا" الى بلغاريا.

وذكر مصدر دبلوماسي اوروبي ان ساركوزي وعد نزولا عند طلب الليبيين بتحديث مستشفى بنغازي حيث كانت الممرضات والطبيب يعملون، لقاء اعادتهم الى بلادهم.

وصرح الوزير المنتدب للعلاقات مع البرلمان روجيه كاروتشي صباح الاثنين ان سيسيليا ساركوزي "غير مكلفة التفاوض" بل تقوم "بدور الوسيط" رغبة منها بالمشاركة في عمل "انساني واجتماعي".

والدستور الفرنسي لا يحدد اي دور او صفة لزوجة رئيس الدولة وبالتالي فان بروز السيدة الاولى بهذه الطريقة في الخطوط الامامية بشأن ملف ساخن امر غير مسبوق في فرنسا حيث كانت زوجات الرؤساء يكتفين بصورة عامة حتى الان بمهام انسانية او تمثيلية.

وهذا الحياد السياسي والدبلوماسي يشكل القاعدة بين جميع السيدات الاوليات في العالم بصورة عامة، مع بعض الاستثناءات ابرزها هيلاري كلينتون.

وكان ساركوزي ذكر قضية الممرضات والطبيب ليلة انتخابه في السادس من ايار/مايو وادرجها بين اولوياته الدبلوماسية الى جانب اطلاق سراح الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور.

واشرفت الرئاسة مباشرة على ملف الممرضات والطبيب فيما تم تحييد عمل وزارة الخارجية على ما يبدو.

واطلق ساركوزي منذ تولي مهامه الرئاسية العديد من المبادرات الدبلوماسية، بعضها كلل بالنجاح مثل اقرار الاتحاد الاوروبي معاهدة مبسطة، فيما لم تتبلور النتائج بالنسبة لملفات اخرى مثل انغريد بيتانكور وكوسوفو ودارفور. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى