استقبال حار للممرضات البلغاريات في وطنهن والعفو عنهن

> صوفيا «الأيام» د.ب.أ :

>
أسدل الستار أمس الثلاثاء على أزمة الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني التي استمرت ثماني سنوات احتجزوا خلالها في ليبيا بتهمة تعمد إصابة 400 طفل بالإيدز بخروجهم من السجن الليبي وعودتهم إلى صوفيا حيث التئم شملهم مع أسرهم في مشاهد مؤثرة.

كما أصدر الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف عفوا رسميا عن الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني الذي حصل على الجنسية البلغارية في خطوة اعتبرت تصديقا لبراءتهم الكاملة.

وكانت السلطات الليبية قد ألقت القبض على الممرضات والطبيب في عام 1999 وحكم عليهم بالإعدام بتهمة تعمد نقل فيروس الإيدز إلى أطفال في مستشفى ببني غازي وهو الأمر أرجعه خبراء مستقلون إلى عدم توافر الشروط الصحية بالمستشفى.

ولقيت الممرضات الخمس والطبيب استقبالا حارا في العاصمة البلغارية صوفيا أمس الثلاثاء لدى عودتهم من ليبيا.

وكان بارفانوف وأقارب الممرضات وآخرين في انتظار المفرج عنهم لدى وصول الطائرة إلى صوفيا حيث توجهت الممرضات والطبيب من هناك إلى مقر الرئاسة خارج العاصمة.

ورافقت سيدة فرنسا الأولى سيسيليا ساركوزي ومفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي بنيتا فريرو-فالدنر اللتان شاركتا في محادثات اللحظة الأخيرة في طرابلس لتأمين إطلاق الطاقم الطبي الممرضات والطبيب لدى مغادرتهم العاصمة الليبية في وقت مبكر أمس الثلاثاء.

وأجرت سيسيليا ساركوزي و فريرو-فالدنر مفاوضات من أجل تسليم المتهمين الستة بعد قرار المجلس الأعلى للهيئات القضائية في ليبيا بتخفيف حكم الإعدام الصادر بحقهم إلى السجن مدى الحياة الأسبوع الماضي والذي تلاه عقد صفقة لإعطاء أسر الأطفال المصابين مليون دولار عن كل مصاب كتعويض.

ورحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقرار الإفراج عن الممرضات وقال إنه سيسافر إلى طرابلس لعقد محادثات مع نظيره الليبي معمر القذافي.

وقال ساركوزي إنه يرغب مساعدة ليبيا "في الرجوع إلى دائرة المجتمع الدولي" خلال لقائه مع القذافي غدا الأربعاء.

وأضاف ساركوزي إنه عمل "يدا بيد" مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو في القضية مؤكدا أن فرنسا لم تدفع سنتا واحدا إلى ليبيا.

وامتدح ساركوزي "العمل الجيد جدا" الذي قامت به فريرو-فالدنر وزوجته التي قدمت "خدمات نافعة" في القضية التي وصفها بأنها " جديرة بالاهتمام".

كما توجه ساركوزي بالشكر إلى قطر التي ساعدت الاتحاد الأوروبي في مفاوضاته مع ليبيا على " دورها الإنساني" في القضية.

وأشار ساركوزي إلى الممرضات اللائي "يؤمن الجميع في أوروبا - أقول في أوروبا - ببراءتهن".

وكانت العقبة الأخيرة قبل مغادرة السجناء الستة حسبما أفادت وسائل الإعلام المحلية لم تكن في مطالب مادية طرابلس ولكن تمثلت في حصول ليبيا على ضمانات "بتطبيع علاقاتها" مع "جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".

وامتدح بيان صادر عن الرئاسة البرتغالية للاتحاد الأوروبي عقب إطلاق سراح الطاقم الطبي ليبيا بالنظر إلى "موقفها البناء" وأشار إلى "إمكانية ازدياد التعاون بين الاتحاد الأوروبي وليبيا في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك".

وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بوضع إطار عمل بشأن مستقبل العلاقات بين ليبيا والاتحاد.

كما صرح جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية للصحفيين بأنه يريد "تطبيعا أكثر " للعلاقات مع ليبيا لكنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى مجالات هذا التطبيع.

وقال مسئولون إن فريرو-فالدنر ستعمل على بناء علاقات أفضل مع ليبيا.

وذكرت المفوضة الاوروبية أن قرار إطلاق سراح الممرضات والطبيب "سيفتح السبيل أمام إقامة علاقة جديدة وقوية بين الاتحاد الاوروبي وليبيا" .

وصرح جراهام واتسون زعيم كتلة الليبراليين بالبرلمان الأوروبي بأن قرار ليبيا إطلاق سراح الممرضات يعني أن البلاد لن تعود إلى العزلة الدولية.

وكانت بلغاريا ورومانيا قد انضمتا إلى الاتحاد الأوروبي في بداية هذا العام.

ورحب السفير الأمريكي لدى بلغاريا جون بيريل بإطلاق سراح الممرضات قائلا إن القضية كانت من بين أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وقال بيريل إن الولايات المتحدة كانت تتعاون مع حلفائها الأوروبيين ومع الحكومة البلغارية في هذه القضية مضيفا أن واشنطن ستبذل جهودا لتقليل معاناة الأطفال الليبيين المصابين بفيروس الإيدز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى