الأرنب سافيولا اللاعب رقم 26 في تاريخ الانتقالات بين ريال مدريد وبرشلونة

> مدريد «الأيام الرياضي» د. ب. أ:

>
على مدار تاريخ ناديي ريال مدريد وبرشلونة قطبي كرة القدم الاسبانية لم يتحل بالشجاعة، أو ربما لم يصب ببلادة الشعور سوى 26 لاعبا فقط انتقلوا من ريال مدريد إلى برشلونة أو العكس..

وظل كل من الناديين العريقين حريصا في كل وقت على خطف أبرز نجوم منافسه الآخر لكن معظم لاعبي الفريقين فضلوا تجنب الجدل والبقاء في ناديهم أو الانتقال لأي فريق أسباني أو غير أسباني آخر على الانتقال بين الناديين العملاقين والذي يتسبب دائما في توتر وضغوط شديدة على اللاعبين الذين ينتقلون بين الناديين.

وقبل خمس سنوات على سبيل المثال استغنى برشلونة عن اللاعب البرازيلي ريفالدو وحاول ريال مدريد ضم اللاعب لكن ريفالدو فضل تجنب كل المشاكل واختار الانضمام لميلان الايطالي.

وأصبح المهاجم الارجنتيني خافيير سافيولا أحدث حلقة في سلسلة الصراع بين الناديين الكبيرين حيث ترك برشلونة بعد انتهاء عقده بنهاية الموسم الماضي ثم انتقل اللاعب إلى ريال مدريد قبل أيام قليلة بدون مقابل مالي لبرشلونة.

وترك سافيولا المعروف بلقب «الارنب» لحجم جسمه الصغير وسرعته الفائقة فريق برشلونة بنهاية يونيو الماضي وهو يشعر بالحزن والأسى لتقدم برشلونة بعرض «غير مقبول»لتجديد التعاقد معه حيث سعى برشلونة إلى تقليص الراتب الذي يتقاضاه اللاعب إلى نصف الراتب الذي تقاضاه في الموسم الماضي..واستغل ريال مدريد الفرصة التي جاءته على طبق من ذهب وتقدم إلى اللاعب بعرض مغر يمتد أربع سنوات وبالفعل نجح في التعاقد معه وتقديمه إلى وسائل الاعلام والجماهير قبل أيام.

ولدى سؤاله عما إذا كان يشعر بأنه «خان» برشلونة قال سافيولا /25 عاما/ «لم أقتل أي شخص ولم أكذب على أحد.. إنها فرصة رائعة في مسيرتي ولم أكن بحاجة للتفكير لثانية واحدة في استغلال هذه الفرصة»..وربما لم يدرك سافيولا بعد مدى العداء الذي تولد ضده في إقليم قطالونيا معقل فريق برشلونة بانتقاله إلى ريال مدريد.

وسيدرك اللاعب ذلك بالتأكيد في 23 ديسمبر المقبل عندما يحل ريال مدريد ضيفا على برشلونة في استاد «كامب نو» بمدينة برشلونة ضمن منافسات الدوري الاسباني.. وقال البرتغالي لويس فيجو أكثر اللاعبين المكروهين لدى مشجعي برشلونة لانتقاله من برشلونة إلى ريال مدريد عام 2001 عن الاستقبال العدائي الذي شهده في كامب نو في الموسم الأول له بعد انتقاله لريال مدريد كان من أسوأ وأحزن التجارب التي عاشها في حياته ومسيرته الكروية.

واستقبلت الجماهير في كامب نو نجمها السابق فيجو بالسخرية والاستهجان مما أثر سلبيا على أدائه في المباراة.. والحقيقة أن توتره في هذه المباراة وقلقه من العودة مرة أخرى للعب في كامب نو دفعه لتعمد الحصول على الانذار الثاني والايقاف لمباراة واحدة حتى يغيب عن مباراة الفريقين على هذا الملعب في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا في أبريل عام 2002 ..

ونال الالماني بيرند شوستر المدير الفني الحالي لريال مدريد استقبالا مشابها من مشجعي برشلونة بعدما انتقل من برشلونة إلى ريال مدريد عام 1988 وحدث نفس الشيء بالنسبة للدنمركي مايكل لاودروب بعدما انتقل من برشلونة لريال مدريد في عام 1994 .. أما باقي اللاعبين الذين انتقلوا من برشلونة إلى ريال مدريد فكانوا بيبي ساميتير أحد أبرز النجوم في الثلاثينيات من القرن الماضي ولويس ميا وألبرت سيلاديس والبرتو الذي انتقل لريال مدريد ولكن بعد أن قضى خمس سنوات في انتر ميلان الذي انتقل إليه من برشلونة.

أما أكثر اللاعبين الذين أثاروا الجدل لدى انتقالهم من برشلونة إلى ريال مدريد فكان اللاعب الارجنتيني ألفريدو دي ستيفانو الذي انتقل لبرشلونة في عام 1953 قادما من ريفر بليت الارجنتيني.

لكن ريال مدريد تعامل مباشرة مع ميليوناريوس بوجوتا الذي لعب له دي ستيفانو في الدوري الكولومبي آنذاك.. وضغط الاتحاد الاسباني للعبة آنذاك على برشلونة لبيع حقوق استغلال اللاعب إلى ريال مدريد بسبب التهديدات التليفونية العديدة التي تلقاها الاتحاد.

وبالفعل خضع برشلونة للضغوط وترك اللاعب لريال مدريد الذي بنى حول دي ستيفانو فريقا رائعا طغى على المسابقات المحلية في أسبانيا وكذلك على دوري أبطال أوروبا بينما توارى برشلونة في الظل.. ويشغل دي ستيفانو حاليا منصب الرئيس الفخري لنادي ريال مدريد كما حضر مراسم تقديم مواطنه سافيولا إلى وسائل الاعلام والجماهير قبل أيام.

وحاول برشلونة جاهدا بالمثل خطف لاعبي منافسه العنيد ريال مدريد ولذلك تعاقد الهولندي يوهان كرويف المدير الفني السابق لبرشلونة مع اللاعبين الروماني جورجي هاجي والكرواتي روبرت بروزينيكي في التسعينيات من القرن الماضي لكن أيا منهما لم يقدم عروضا طيبة مع برشلونة.. ولذلك أيضا تعاقد خوان جاسبارت الرئيس الاسبق لنادي برشلونة مع ألفونسو بيريز مهاجم ريال مدريد من ريال بيتيس عام 2000 بعد ثلاثة أسابيع فقط من انتقال فيجو إلى ريال مدريد.

وأصبح لويس إنريكه لاعبا مكروها لدى مشجعي ريال مدريد بعدما انتقل لبرشلونة في عام 1996 ونال قدرا كبيرا من الاستهجان وعبارات السخرية عندما قاد برشلونة أمام ناديه السابق ريال مدريد في ستاد سانتياجو برنابيو بالعاصمة الاسبانية مدريد.

وأصر خوان لابورتا الرئيس الحالي لبرشلونة على التعاقد مع المهاجم الكاميروني صامويل إيتو في يوليو 2004 بعد انتهاء إعارته من ريال مدريد إلى ريال مايوركا حيث لم يكن لدى ريال مدريد مكانا في قائمته لأي لاعب أجنبي آخر كما لم تسمح موارد مايوركا المالية بالتعاقد معه رغم امتلاك النادي لنصف حقوق بيع اللاعب.

ووجه إيتو صدمة قوية لريال مدريد حيث أصبح عنصرا أساسيا في انتصارات برشلونة وصحوته التي بدأت عام 2004 .. ويحاول ريال مدريد الرد على هذه الصدمة حاليا من خلال الأرنب سافيولا.

برشلونة يعاني للتخلص من لاعبيه غير المرغوب فيهم .

نجح نادي برشلونة الاسباني في جذب الاضواء وعناوين الصحف إليه على مدار شهر مضى بسبب نجاحه الكبير في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف بالتعاقد مع الفرنسيين تييري هنري وإيريك أبيدال ويايا توريه والارجنتيني جابرييل ميليتو.

وأنفق برشلونة 70 مليون يورو (52ر96 مليون يورو) للتعاقد مع اللاعبين. الاربعة على أمل تجديد دماء الفريق وبث الحيوية والنشاط في صفوفه بعد أن فشل الفريق في مختلف البطولات التي خاضها الموسم الماضي في ظل كبر سن لاعبيه رغم النجاح الذي حققه في الموسمين السابقين.

وبعد أن فرغ برشلونة بنسبة كبيرة من تدعيم صفوفه بالعناصر التي يحتاجها ،تفرغ النادي القطالوني للمهمة الاكثر صعوبة وهي التخلص من اللاعبين. الذين لا يرغب الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني للفريق في وجودهم ضمن. صفوف الفريق في الموسم المقبل.

وحتى الآن لم يترك صفوف الفريق سوى اللاعبين الهولندي جيوفاني فان برونكهورست والارجنتيني خافيير سافيولا لكن رحيل اللاعبين خلف وراءه مشاكل عديدة أكثر من نجاحه في حل المشكلة.

وأراد ريكارد الإبقاء على فان برونكهورست كبديل صاحب خبرة يستطيع تغطية ومساندة أبيدال لكن اللاعب الهولندي المخضرم أصر على التعاقد مع فينورد الهولندي..والحقيقة أن برشلونة أراد التخلص من سافيولا لكن آخر ما كان يتمناه برشلونة أن ينتقل سافيولا إلى منافسه العنيد ريال مدريد.

وقد يصيب سافيولا بأهدافه المؤثرة والمهمة المتوقع أن يسجلها مع ريال مدريد فريق برشلونة بصدمة كبيرة في الموسم المقبل خاصة وأن الاخير استغنى عنه بلا أي مقابل مادي.

والمشكلة الاساسية التي تواجه تكسيكي بيجريستين مدير الكرة بنادي برشلونة هي أن معظم اللاعبين غير المرغوب في استمرارهم مع الفريق يشعرون بالراحة والاستقرار التام في برشلونة حيث يتقاضون رواتب مرتفعة ويقيمون في مدينة جميلة ولا يفعلون شيئا سوى التدريب والجلوس على مقاعد البدلاء أو في المدرجات.

وعلى سبيل المثال يتقاضى تياجو موتا الذي شارك في خمس مباريات فقط مع الفريق في الموسم الماضي مليوني يورو (76ر2 مليون دولار) في الموسم ويرغب في ألا ينضم لفريق آخر يتقاضى فيه مبالغ أقل.

وسيكون موتا سعيدا للغاية إذا جلس على مقاعد البدلاء في برشلونة لموسم آخر حيث ينتهي عقده مع الفريق في يونيو 2008 وبعدها يمكنه الانتقال إلى أي ناد يريده دون حصول برشلونة على مقابل مادي.. وصرح بيجريستين لصحيفة «سبورت» الاسبانية الرياضية قائلا :«سيكون أمرا صعبا أن نجد أندية تريد ضم اللاعبين الذين نحاول الاستغناء عنهم».

وكان الموقف متشابها مع لودوفيك جيولي الذي انضم حديثا لروما بعد صراع بين النادي الايطالي وموناكو الفرنسي على ضمه لكنه قد يوافق على تقليص راتبه بعد الانضمام إلى روما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى