> «الأيام» أنيس منصور:

مواطن يشير إلى الأضرار التي لحقت بمنزله
وخلفت تلك السيول أضرارا بالغة بالمنازل والمحلات التجارية ومقابر الموتى والأراضي الزراعية والمحاصيل والمنشآت الحكومية، وطمرت الآبار، وأضحى ما يقارب 67 مواطنا وفلاحا منكوبين بعد أن جرفت السيول مصدر عيشهم ومازال خطر وقوع كوارث قادمة محدقا بهم.
«الأيام» نزلت صباح أمس برفقة مدير عام القبيطة لحسون صالح مصلح وعدد من مديري المكاتب التنفيذية وأعضاء المجلس المحلي لتقصي الأضرار الناجمة عن كارثة السيول لرفع تقرير تفصيلي لقيادة المحافظة. وأكد مدير عام القبيطة أن المجلس المحلي سبق له أن رصد مبالغ مالية خاصة بالكوارث من خطة العام القادم، وأنه سيتم رفع طلب عاجل لمحافظة لحج بتوفير وحدة شق لإعادة فتح الطرق الرئيسية التي توقف مرور السيارات فيها، وتوفير مصدات وجبيونات حديدية للمواقع الأشد تضررا من السيول.. وكان عشرات المواطنين قد تجمعوا حول مدير عام القبيطة مقدمين شكاوى ومطالب اختلطت بالحسرات.
وعلى هامش زيارة مدير عام القبيطة رصدت «الأيام» مشاهد وصورا فوتوغرافية تبين حجم الكارثة، والتقت بعدد من المتضررين.

مدير المديرية يتحدث إلى المواطنين أثناء نزوله لتفقد الأضرار
وأضاف فارع قائلا: «الآن الخطر محدق بالمدرسة والوحدة الصحية والبئر، وربما يأتي يوم ويقال كانت هنا مدرسة الربوع».
الأخ فيصل مدهش يحيى، عضو المجلس المحلي قال: «الطرقات طالها الخراب خصوصا طريق نجد - الوزف وطرق الدحينة وبني حماد، و هما من الطرق الرئيسية والهامة التي تربط القبيطة بكرش والراهدة، ومنذ ثلاثة أيام والسيارات متوقفة، وصار أكثر من 25 ألف نسمة معزولين عن الأسواق».
أما الأخ أنور سالم حنش فتقدم إلينا شاكيا من تدفق السيول إلى محاذاة جدران منزله، وتدميرها حواجز وسور منزل أخيه عبدالحكيم «كما تعرضت قبور الأموات للجرف وتوزعت عظام الموتى بمحاذاة الوادي، ولم يبق منها سوى ضريح وقبة الولي سعيد عبدان.. كما لم يبق لنا من الأراضي إلا آثارها ولا حول ولا قوة إلا بالله».

مبنى المدرسة وما تعرض له من خراب جراء تدفق السيول
الوالد أحمد ثابت محمد، رجل طاعن في السن، تحدث متأثرا بما أصاب محله التجاري وما فيه من بضائع وهو مصدر عيشه وأطفاله وبه يعول أسرة كبيرة، فقال:«لم يبق من محلي سوى بقايا حديد وأحجار.. إنها أكبر صدمة تعرضت لها منذ ولدت».
الأخ عبده حسن سعيد، هو أيضا أحد المنكوبين إذ ذهبت تجارته بانجراف محله التجاري بما يحويه من ثلاجة تبريد وعبوة غاز وعصائر ومواد غذائية..إلخ.
الأخ عبده علي سلام، عاقل منطقة الإبل قال: «إن السيول جرفت كل أراضي القرية، وخربت الطريق التي تربطهم بسوق الشريجة بشكل يستوجب ضرورة إصلاحها بسرعة، حيث توقفت السيارات عن الذهاب والإياب من وإلى الأسواق.. ونطالب الجهات المسئولة بسرعة إعادة فتح الطريق وتعويض المتضررين».
الأخ عيدروس مقبل سعدان تساءل: «أين دور الدولة في مواجهة الكوارث التي لم يستطع المواطن تحملها في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والخدمات المنعدمة؟».. وقال:«السلطة لا تعرفنا ولا نعرفها إلا أيام الانتخابات، فقط يريدون أصواتنا ويرفضون الالتفات إلينا أو تعويضنا.. هناك اعتمادات مخصصة لكوارث السيول لا ندري أين تذهب، وسوف ننتظر موقف ودعم الحكومة» وأشار عيدروس إلى أن «صحيفة «الأيام» هي الوحيدة التي نقلت مأساتنا وحجم الكوارث في سوق الربوع، وهي التي نعرفها في وقت الأزمات والكوارث، وباسمي وعن كل المتضررين أسجل عميق الشكر لها».

لم يتبق من المقبرة سوى ضريح الولي وقبته بعد أن جرفت السيول قبور الموتى
وخرجنا بحصيلة استغاثات ومطالبات بالتعويض وإنقاذ ما تبقى من مبان وأراض هي على وشك الانجراف.