السيول تجرف عدداً من المنازل والأكشاك والقبور وتقطع الطرق الرئيسية بالقبيطة

> «الأيام» أنيس منصور:

>
مواطن يشير إلى الأضرار التي لحقت بمنزله
مواطن يشير إلى الأضرار التي لحقت بمنزله
استيقظ أهالي مناطق سوق الربوع وقرى حدابة والابل بمديرية القبيطة على كارثة جراء السيول التي تدفقت ليل أمس الأول وبكميات هائلة لم تشهدها مديرية القبيطة منذ خمسة وعشرين عاما كما ذكر كبار السن.

وخلفت تلك السيول أضرارا بالغة بالمنازل والمحلات التجارية ومقابر الموتى والأراضي الزراعية والمحاصيل والمنشآت الحكومية، وطمرت الآبار، وأضحى ما يقارب 67 مواطنا وفلاحا منكوبين بعد أن جرفت السيول مصدر عيشهم ومازال خطر وقوع كوارث قادمة محدقا بهم.

«الأيام» نزلت صباح أمس برفقة مدير عام القبيطة لحسون صالح مصلح وعدد من مديري المكاتب التنفيذية وأعضاء المجلس المحلي لتقصي الأضرار الناجمة عن كارثة السيول لرفع تقرير تفصيلي لقيادة المحافظة. وأكد مدير عام القبيطة أن المجلس المحلي سبق له أن رصد مبالغ مالية خاصة بالكوارث من خطة العام القادم، وأنه سيتم رفع طلب عاجل لمحافظة لحج بتوفير وحدة شق لإعادة فتح الطرق الرئيسية التي توقف مرور السيارات فيها، وتوفير مصدات وجبيونات حديدية للمواقع الأشد تضررا من السيول.. وكان عشرات المواطنين قد تجمعوا حول مدير عام القبيطة مقدمين شكاوى ومطالب اختلطت بالحسرات.

وعلى هامش زيارة مدير عام القبيطة رصدت «الأيام» مشاهد وصورا فوتوغرافية تبين حجم الكارثة، والتقت بعدد من المتضررين.

مدير المديرية يتحدث إلى المواطنين أثناء نزوله لتفقد الأضرار
مدير المديرية يتحدث إلى المواطنين أثناء نزوله لتفقد الأضرار
الأخ فارع سعيد غالب، مدير مدرسة وعضو محلي الربوع، أشار بيده إلى مبنى المدرسة قائلاً: «تحولت ساحة المدرسة إلى ركام من الحجار وأصبحت وسط الوادي وفي ممر السيول، وقد وصلت المياه إلى قاعات الفصول وأحدثت تصدعات وشقوقا في منصة العلم وجدران الحمامات. كما طال الضرر الوحدة الصحية».

وأضاف فارع قائلا: «الآن الخطر محدق بالمدرسة والوحدة الصحية والبئر، وربما يأتي يوم ويقال كانت هنا مدرسة الربوع».

الأخ فيصل مدهش يحيى، عضو المجلس المحلي قال: «الطرقات طالها الخراب خصوصا طريق نجد - الوزف وطرق الدحينة وبني حماد، و هما من الطرق الرئيسية والهامة التي تربط القبيطة بكرش والراهدة، ومنذ ثلاثة أيام والسيارات متوقفة، وصار أكثر من 25 ألف نسمة معزولين عن الأسواق».

أما الأخ أنور سالم حنش فتقدم إلينا شاكيا من تدفق السيول إلى محاذاة جدران منزله، وتدميرها حواجز وسور منزل أخيه عبدالحكيم «كما تعرضت قبور الأموات للجرف وتوزعت عظام الموتى بمحاذاة الوادي، ولم يبق منها سوى ضريح وقبة الولي سعيد عبدان.. كما لم يبق لنا من الأراضي إلا آثارها ولا حول ولا قوة إلا بالله».

مبنى المدرسة وما تعرض له من خراب جراء تدفق السيول
مبنى المدرسة وما تعرض له من خراب جراء تدفق السيول
الوالد حمود عبدالله سعيد، أحد أشد المواطنين تضررا، دخلت السيول منزله وسببت انهيار أجزاء منه، تحدث قائلا: «عندما وصلت المياه هربت بأولادي وممتلكاتي باتجاه الجبل، والآن الوضع كما ترى يرثى له، إذ تحول اتجاه السيل صوب المنزل».

الوالد أحمد ثابت محمد، رجل طاعن في السن، تحدث متأثرا بما أصاب محله التجاري وما فيه من بضائع وهو مصدر عيشه وأطفاله وبه يعول أسرة كبيرة، فقال:«لم يبق من محلي سوى بقايا حديد وأحجار.. إنها أكبر صدمة تعرضت لها منذ ولدت».

الأخ عبده حسن سعيد، هو أيضا أحد المنكوبين إذ ذهبت تجارته بانجراف محله التجاري بما يحويه من ثلاجة تبريد وعبوة غاز وعصائر ومواد غذائية..إلخ.

الأخ عبده علي سلام، عاقل منطقة الإبل قال: «إن السيول جرفت كل أراضي القرية، وخربت الطريق التي تربطهم بسوق الشريجة بشكل يستوجب ضرورة إصلاحها بسرعة، حيث توقفت السيارات عن الذهاب والإياب من وإلى الأسواق.. ونطالب الجهات المسئولة بسرعة إعادة فتح الطريق وتعويض المتضررين».

الأخ عيدروس مقبل سعدان تساءل: «أين دور الدولة في مواجهة الكوارث التي لم يستطع المواطن تحملها في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والخدمات المنعدمة؟».. وقال:«السلطة لا تعرفنا ولا نعرفها إلا أيام الانتخابات، فقط يريدون أصواتنا ويرفضون الالتفات إلينا أو تعويضنا.. هناك اعتمادات مخصصة لكوارث السيول لا ندري أين تذهب، وسوف ننتظر موقف ودعم الحكومة» وأشار عيدروس إلى أن «صحيفة «الأيام» هي الوحيدة التي نقلت مأساتنا وحجم الكوارث في سوق الربوع، وهي التي نعرفها في وقت الأزمات والكوارث، وباسمي وعن كل المتضررين أسجل عميق الشكر لها».

لم يتبق من المقبرة سوى ضريح الولي وقبته بعد أن جرفت السيول قبور الموتى
لم يتبق من المقبرة سوى ضريح الولي وقبته بعد أن جرفت السيول قبور الموتى
- أسماء يطول الوقوف أمامها هم في جدول المنكوبين في محلاتهم وأراضيهم وآبارهم، نذكر منهم: أحمد صالح رضون، سالم صالح مقبل، محمد سعيد حنش، علي محمد علي، فيصل أحمد مقبل، إبراهيم أحمد سعيد،، محمد الزغير المقبلي (مالك بئر القبائل التي تضررت وهى على وشك الاندثار)، وكذلك مالكي آبار الربوع والحاصلية والنوبة وسالم محيميد.

وخرجنا بحصيلة استغاثات ومطالبات بالتعويض وإنقاذ ما تبقى من مبان وأراض هي على وشك الانجراف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى