> أحمد عمر بن فريد:

نكتب من خلال هذه النافذة الحرة عن كل ما نراه ونلمسه ونتعايش معه من مظالم متعددة المراتب والخطورة على مستوى الاستقرار الوطني العام وعلى مستوى الاستقرار الشخصي الخاص بالمواطن البسيط .. نكتب عن قضايا لها تداعيات سياسية , وأخرى لها تداعيات اجتماعية وثالثة لها توابع ونتائج سلبية على صعيد الاقتصاد الوطني وعلى صعيد الوحدة الوطنية. ولا نخشى من قول كلمة الحق متنفذاً أو متجبراً ... ولا ننتظر جزاءً ولا شكوراً من آخر سحقه الفقر أو استباح ماله الظلم أو الجور والغطرسة.

نطرح رأينا بصدق وشجاعة , ولا نفتح (للنفاق) أو (التزلف) او (التملق) أو (قلب الحقائق) على ما يسر الحاكم باباً أو نافذة أو حتى خرم إبرة , في الوقت الذي تفتح فيه صحف (صفراء) و (حمراء) و (متعددة الألوان) أنفاقاً واسعة ..للزيف وللنفاق ولرصد الإنجازات غير المنظورة وتضخيم الإنجازات المنظورة, وهي تفعل كل ذلك على حساب المصلحة الوطنية العليا التي تكثر من الحديث عنها.. وهي تتلقى دعمها المادي والمعنوي (اللامحدود) من حساباتها المفتوحة في البنوك الأهلية والحكومية من مصادرها الرسمية التي تتعمد تضليلها وفقاً لإرادتها ورغباتها .. وكل هذا من مال الشعب بطبيعة الحال.

والسلطة لا تكتفي بكل هذه الوسائل الإعلامية (المتناثرة) وعناصرها الكثيرة التي أدمنت الكذب واحترفت أساليبه .. بل إنها تتجاوز ذلك, لترسل مندوبيها ولجانها الوزارية والبرلمانية من داخل قصورها , للانتشار الطولي والعرضي في جنوب البلاد لرفع التقارير عن أسباب حالة (الاحتقان السياسي) الذي يشهده الجنوب حالياً , والذي تتسارع وتيرته وحدته بشكل لافت للنظر.. وكأنها لا تعلم (الحقيقة)..!! فيقوم هؤلاء ومن يدور في فلكهم من ذوي (الذمة الواسعة), برفع تقاريرهم (العتيقة) المعنى والمصطلحات.. التقارير (السمجة) (الكاذبة) (المضللة) للوطن وللحاكم معاً .. التقارير التي تدبجها بعبارات وجمل عفى عليها الزمن , وألقت بها الأمم المنطلقة في فضاءات التقدم في مزابل التاريخ , فتعكس صورة (وردية) اللون.. وتخبر الحاكم بالعبارة الشهيرة ( إياها) ... كل شيء تمام التمام.. إنهم قلة قليلة من الذين فقدوا مصالحهم, أو أنهم مجموعة صغيرة من المأجورين والعملاء الذين يريدون إرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء !! فلا تأخذ لحالهم وقتاً مستقطعاً من تفكيرك.. ولا تلقي (لنزغهم وشططهم) بالاً..فمصيرهم سيكون مصير من قبلهم ممن يتطاولون على ثوابت الوطن و (خطوطه الحمراء) .. وما أكثر خطوطنا الحمراء !!

في ظني أن الوطن .. بحاجة إلى مواجهة ذاته, وبحاجة إلى تغيير مفاهيم قديمة في الشأن الداخلي إلى أخرى حديثة , تفسر (معنى الوطن والمواطنة) وتفسر (معنى الوحدة اليمنية).. إن الوطن بحاجة إلى مواجهة أسئلة كبيرة وخطيرة وحاضرة في الشارع بقوة , وغائبة عن دهاليز الحكم بفعل المطبلين والمتملقين وأساتذة الكلام (العتيق - المعتق) .. إننا بحاجة لمواجهة هذا السؤال الكبير على سبيل المثال لا الحصر وهو : ماذا لو أجري استفتاء لشعب الجنوب اليوم تجاه الوحدة اليمنية؟ .. ترى ماهي النتيجة المتوقعة؟.. ولأن (الجميع) يجمع ويعلم بالنتيجة المتوقعة .. فإن السؤال اللاحق حتماً سيكون : ولماذا سيكون التصويت بهذا الاتجاه ؟ بينما كان سيأخذ اتجاهاً آخر في يوم 21 مايو 1990م ؟؟

هذه هي الأسئلة المهمة التي يمكن أن تؤسس لبناء وطن مستقر ومتماسك البناء واللحمة الوطنية, وهذه هي الأسئلة التي إذا ما تمت معالجتها ستتكفل بدفع العجلة كما نريد إلى الأمام .. وهذه هي الأسئلة التي تستحق أن تصرف من أجل الحصول على إجاباتها (المؤلمة) الأموال الطائلة , التي تهدر عبثاً من أجل ظهور التخريجات الكاذبة البعيدة عن الحقيقة بعد الأرض عن الشمس.

في هذا الإطار الذي لا يعترف إلا بالحقيقة.. نحن نتحدث, وفي هذا الشأن الوطني نلتحم بالجماهير المقهورة (المغتربة) في أوطانها, لكي نلامس جروحها, ولكي نسمع أنينها ونحيبها كل يوم , ثم نصحو على (زئيرها) في هذه الساحة أو تلك .. يوم يختبئ المطبلون كالفئران المذعورة في قصورهم الفارهة القائمة أساساتها على أركان تعمية الحاكم وتزييف الواقع .. ونصرة الفسدة والمفسدين والتمهيد لكل ما شأنه شق الصف الوطني وتهدم أركان الوحدة الوطنية .

أيها السادة .. إننا نراهن رهان الشجعان الواثقين مما يقولون .. ونضع مصداقية رهاننا فيما نقول أمام الحكم علينا بالنفي خارج الوطن فيما لو أصبح (جزء يسير) مما نقوله كذباً ومخالفاً للواقع.. ولكننا في المقابل نتساءل بمشروعية في حال اتضح صدق حديثنا بكل تفاصيله الصغيرة .. ما هو جزاء المطبلين الذين يحومون حول القصر الجمهوري ويدخلونه من أوسع الأبواب بمفاتيح الزيف والدجل والتعمية المتعمدة ؟؟

[email protected]