كلها حلاقة يا عزيزي!

> جلال عبده محسن:

> لقد كانت للأمة العربية والإسلامية وعلى مدى قرون مضت حضاراتها العلمية المشرقة التي أضاءت بها العالم كله وفي شتى المجالات، والتي تألقت ووصلت أوج عظمتها في العهد العباسي الأول عندما اهتموا بالعلم، وتفوق عليهم الآخرون عندما تخلفوا عن ذلك، وبضعفهم استطاع الاستعمار الغربي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين وفي ظل سياسة السيطرة على كل شعوب آسيا وأفريقيا أن يسيطر على الجزء الأكبر من الوطن العربي، وأوجد فيه التجزئة التي تجزأت معها إمكاناته الاستراتيجية التي كان من الممكن أن تكون سلاحاً مؤثراً اليوم .. وكلها حلاقة وطأطأة رأس.

وعندما لجأت بعض الدول العربية والإسلامية والمصنفة ضمن الدول النامية إلى الالتزام بتطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي التي يضعها كل من الصندوق والبنك الدوليين اللذين يسعيان إلى تحقيق أهداف معينة، وفي إطار النظام الاقتصادي العالمي الجديد فإن هذه الدول تستفيد من مساعدة الدول المانحة، ومن الطبيعي أن تلتزم بشروط هذه الجهات إذا ما أرادت أن تقترض منهما وكان من الأولى مساعدة وإصلاح أنفسهم أولاً من الداخل.. وكلها حلاقة وطأطأة رأس.

وفي ظل الشتات العربي الذي تشهده الساحة السياسية اليوم من تباين في المواقف والآراء إزاء القضايا القومية والمصيرية فإن العرب وفي وسط هذه المعمعة هم الحلقة الأضعف، وهو الأمر الذي في صالح إسرائيل.. وكلها حلاقة وطأطأة رأس.

والدولة التي لا تستطيع حماية مواطنيها من الفقر والغلاء والبطالة والفساد والارتفاع المتصاعد للأسعار، ومن ازدياد معدل الجريمة الاجتماعية والمستوى المعيشي المتدني وهبوط العملة الوطنية، ومن ارتفاع الفواتير الملتهبة من كهرباء ومياه وتلفون وغيرها الكثير من الآفات الاجتماعية والسياسية.. وتجعلهم تحت رحمتها.. هي حلاقة أيضا يا عزيزي وطأطأة رأس.

ونستثني من هذه الأفعال بالتأكيد طأطأة رؤوسنا عند الحلاق بنية التشذيب والنظافة وطيب الخاطر.. وفي هذه المرة ننحني بهاماتنا أمام عامل بسيط يعتاش من مهنة شريفة مختومة بكلمة «نعيماً».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى