أراد شابان إنقاذ عامل الصرف الصحي فلقي الثلاثة مصرعهم اختناقا بغاز الميثان

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

>
من اليمين المتوفى أحمد محمد أحمد منصور و عامل الصرف الصحي علي محمد علي و المتوفى مجدي علي مانع
من اليمين المتوفى أحمد محمد أحمد منصور و عامل الصرف الصحي علي محمد علي و المتوفى مجدي علي مانع
فجعت مدينة الحوطة مساء أمس الأول بوفاة اثنين من شبابها وأحد عمال الصرف الصحي اختناقا بغاز الميثان في إحدى غرف التفتيش الصحي في حارة وحيدة,وقال الأهالي إن عامل التفتيش قد نزل إلى قاع الغرفة لتصفية المخلفات وفقا لتوجيهات المسئولين في صندوق النظافة الذي يعمل فيه بالأجر اليومي لكنه عانى اختناقا من غاز الميثان في غرفة التفتيش فاستعان بالآخرين عبر صيحة أطلقها من قاع الغرفة، مما اضطر الشاب أحمد محمد أحمد منصور الروضي إلى النزول إلى قاع الغرفة لإنقاذ العامل إلا أنه عانى الاختناق أيضاً فبادر أخوه منصور لإنقاذه وعامل الصرف الصحي وتكرر الموقف نفسه مع مجدي علي صدقة مانع الذي نزل لإنقاذ هؤلاء فلاقى المصير نفسه مما اضطر أخاه محمد أيضا إلى النزول لإنقاذهم ولكن دون جدوى.

وأصيب عدد من الناس من هول الفاجعة بالصدمة بعد أن تجمع شباب الحارة لإنقاذ الخمسة الذين أصيبوا بالاختناق في غرفة التفتيش الصحي.

أحد الضحايا بعد إخراجه من غرفة التفتيش ميتاً
أحد الضحايا بعد إخراجه من غرفة التفتيش ميتاً
وقام الأهالي بإبلاغ الجهات الأمنية والمستشفى والعمليات في المديرية والمحافظة حيث استمرت عملية الإنقاذ من الساعة 10:15 ليلاً إلى 11:30 دون أن تحضر سيارة إسعاف أو مجهزة بكافة وسائل الإنقاذ أو فرق متخصصة للطوارئ.

أحد المواطنين أفاد بأنه تم إخراجهم من غرفة التفتيش بوساطة مخطاف كون غرفة التفتيش لا توجد بها تهوية وهو ما أدى إلى تعرض الشبان الخمسة للاختناق .

وبعد أن تم إخراجهم أسعفوا بسيارة طقم أمن الحوطة وسيارة العميد بدر صالح علي وسيارة تابعة لصندوق النظافة بلحج إلى مستشفى ابن خلدون حيث توفي هناك أحمد محمد أحمد منصور الروضي (20 عاماً) متزوج له طفلة، وبدون عمل.

كما توفي مجدي علي صدقة مانع الحبشي (20 عاماً) بدون عمل، عازب.

إسعافات أولية لعامل الصرف الصحي
إسعافات أولية لعامل الصرف الصحي
ونظرا لخطورة حالة الباقين تم نقلهم إلى مستشفى الجمهورية بعدن، حيث توفي علي محمد علي الشميري (50 عاماً) عامل الصرف الصحي بصندوق النظافة بالأجر اليومي.

من جهة أخرى أفاد «الأيام» العديد من أبناء المنطقة بأنهم وجدوا صعوبة كبيرة في إنقاذ العالقين في غرفة التفتيش الصحي أو حتى إيصالهم إلى المستشفى رغم أنهم اتصلوا بكافة الجهات المختصة في المحافظة والمديرية ولم يحضر إلى الموقع سوى طقم من أمن الحوطة وسيارة الإطفاء.

كما أنهم عانوا كثيراً في مستشفى ابن خلدون عندما أوصلوا المصابين بسبب عدم وجود غاز الأكسجين وجهاز انعاش القلب وعندها تقرر نقلهم إلى مستشفى الجمهورية بعدن.

أثناء إنزال سلم لإنقاذ الضحايا من غرفة التفتيش
أثناء إنزال سلم لإنقاذ الضحايا من غرفة التفتيش
وقالت الأخت خديجة محمد علي الشميري شقيقة عامل الصرف الصحي المتوفى إن أخاها تعرض للإهانة من قبل أحد مسئولي الصندوق الذي رفض صرف معاشه إلا بعد أن يقوم بالنزول إلى غرفة التفتيش لتصفيتها وإنهم عندما سمعوا بالحادث ووفاته ازداد تهكما وسخرية مما اضطرهم في اليوم التالي إلى التوجه إلى مكتب إدارة الصندوق والتحسين بلحج وإغلاقه، مطالبة بالتحقيق في القضية وصرف كافة مستحقاته لاسيما وأنه يعول أسرة كبيرة.

وشيع في مدينة الحوطة فجر يوم أمس الثلاثاء كل من أحمد محمد منصور ومجدي علي صدقة إلى مثواهما الأخير في مقبرة الحوطة بعد الصلاة عليهما في مسجد الدول.

اسعاف الضحايا بسيارة النظافة
اسعاف الضحايا بسيارة النظافة
فيما شيع في العصر عامل الصرف الصحي ووري الثرى بعد الصلاة عليه. وماتزال حالة الأخ منصور الروضي حرجة في مستشفى الجمهورية بعدن ونسأل الله له وللمصاب الآخر الشفاء العاجل.

«الأيام» تنقل تعازيها الحارة إلى أسر المتوفين راجية من الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم و ذويهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى