آن لعدن أن تنفض الغبار !

> نعمان الحكيم:

> حقيقة إن مسار اليوم يختلف تماماً عن مسار الأمس، وأن سنة الله في الأرض هي التغيير، والبقاء لا يكون إلا في كتاب مسطور وبعد، كل الأمور في الدنيا تدور وتدور إلى يوم البعث والنشور ..

ونحن في عدن هذه الأيام تأكد لنا فعلاً أن عدن هي الثغر الباسم لليمن وللمنطقة كلها، فقد آن لها أن تنفض غبار السنين الذي علق بها جراء معارك اللطش والهبش والاستحواذ الذي لم يدم .. أقول لم يدم لأن الباطل يزول ولا يبقى إلا ما ينفع الناس، وها قد حانت ساعة الحقيقة .. ولا راد للإرادة إذا ما أصرت على حق وحقوق كثيرة .

آن لعدن اليوم أن تتنفس حرية وأن تتزين بحلتها القشيبة التي كانت قد تركتها سنين طوالاً.. آن لها اليوم أن تفخر بأن الوطن كله يضعها موضع العين في الجسد، وموضع (النون) في العين والبصر .. لأنها عانت وقاست وتراكم عليها غبار السنين وهي هي لم تيأس ولن تستكين، وشمرت عن سواعدها وآزرت أبناءها لكي يكونوا السند والدرع القويم .. لإعلاء كلمة الله، والله سبحانه وتعالى سمى نفسه الحق.. وهو الذي لا غالب لأمره أبداً.

وفي سياق القول .. عن عدن القلب النابض لليمن .. نقول رُب صدفة خير من ألف ميعاد ورُب ضارة نافعة .. وقد كانت الأمور مدعاة لتوجه حقيقي يعيد الأمور إلى نصابها بالحق والقانون والأخلاق وشريعة الله في الأرض .. لقد كان لرجال أوفياء تنادوا لتلافي الكوارث وعزموا الأمر على أن يمكثوا في عدن أياماً وأسابيع أو أشهراً لتقصي الحقائق والخروج بما يكفل للمدينة / المحافظة حقها وحق أهلها وناسها تسندهم في ذلك توجيهات رئاسية جادة، بعد أن طفح الكيل، وهو ما أثلج الصدور وكادت الدموع تذرف على الخدود ونحن نستمع إلى رجل وطني نثق بتصريحاته، وتأسرنا عباراته الواثقة التي قطعت الوعد بإصلاح ما جرى.. وهذه هي الأمور المبتغاة .. وهل بغير الحرية والعدالة والأمن وضمان العيش بسلام تكون حياة ؟!

لقد تأكد لنا أن توجهاً جاداً يحدث لإصلاح الخلل، وهي فرصة أن نرى اعترافاً بالخطأ والعمل على إصلاح الاعوجاج، تقوم به لجنة مكلفة بذلك ولعل لقاءات الأستاذ عبد القادر هلال في أكثر من مكان يدل دلالة صادقة على أن ساعة الحقيقة قد دقت وأن إرجاع عقاربها إلى الوراء أمر مستحيل، وما لم يتم إصلاح كل ما تم جعله (مثار كرة للوحدة..) فإن ذلك يكون كلاماً في الهواء .. وقد أكد الأستاذ هلال في منتدى «الأيام» أن لا رجعة عن إصلاح الأمور .. لأن الرئيس تهمه عدن مثلما يهمه الوطن والمواطنين على وجه السواء .. وهو ما نود أن يشمل التربويين ممن حرموا من قانون المعلم ولديهم فتاوى قانونية بذلك !

والمثل يقول تيمناً بالصبر لتحقيق النصر: الصبر مفتاح الفرج، وعساها تفرج من ألفها إلى يائها .. إن شاء الله .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى