وجوه جديدة بخطاب مكرر

> محمد عبدالله الموس:

> حمى الاتهامات التي نعيشها هذه الأيام في وسائل الإعلام الرسمية وأخواتها تذكرنا بفترات سابقة عشناها طلاباً، وربما كان يرددها البعض منا دون أن يدرك أبعادها أو معانيها الإقصائية والتهميشية التي تستبعد وتخون شرائح وجماعات كبيرة من أبناء المجتمع.

بطرق (الحواة) وأساليب (الفهلوة) يحولون الصراخ من المعاناة إلى عمالة للخارج وعداء للوحدة بصورة تتطلب، فيما لو كان قضاؤنا يتمتع بالاستقلالية المطلوبة، رفع قضايا قذف وإساءة ضد صحف ومسؤولين حكوميين أساؤوا لآخرين بالطعن في وطنيتهم بل واتهامهم بالعمالة للخارج حد اعتبارهم (دمى) تتحرك من خارجها بدون إرادة منها.

البعض رأى بوجوب قمع الاعتصامات بيد من حديد وهذا ما حدث، تقريباً، والبعض قال عن اعتصام المعتدى على حقوقهم إنها محاولة لـ(إرسال رسالة للاستثمار بأن عدن غير مستقرة)، فقد غاب عن سعادته أن عدن مستقرة منذ 17 عاماً - إذا سلمنا بأن اعتصام المتقاعدين عبارة عن عدم استقرار، رغم أن ما دفع إلى هذا الاعتصام سياسات حكومية- ومع ذلك لم يأت إليها استثمار بل على العكس من ذلك تشهد مزيداً من الإغلاق للمؤسسات العامة فيها ومزيداً من حالات التقاعد التسعفي ومزيداً من الإلحاق بصندوق الخدمة المدنية ومزيداً من النهب لأراضي الدولة فيها ولأراضي مواطنيها وطال هذا النهب بعض المساحات والمواقع التابعة للمنطقة الحرة (الشبح) الذي نسمع عنه ولا نراه.

قلنا وقال غيرنا، حتى من أعضاء في الحزب الحاكم، إن تأخير الإصلاحات المطلوبة، محلياً ودولياً، يرفع كلفة تحقيقها ويتأكد لنا اليوم أن التسويف في معالجة الاختلالات والضرر الذي أصاب الناس يجعل المعالجة أكثر تعقيداً، فقد بدأت الكتابات والمناشدات حول الخلل الذي يعصف بالناس بسبب من سياسات واستراتيجيات بلهاء، لا داعي لتكرار ذكرها، التي مست حقوق الناس منذ سنوات، وبدأت الاعتصامات المتفرقة منذ أشهر، لكن أياً من (الكلمنجية) لم يحرك ساكناً، وحين بدا صبر الناس ينفد وأخذت ردود الفعل الناتجة عن المعاناة تتزايد ووجدت اهتماماً لدى أعلى هرم السلطة (رئيس الدولة) انتفض (فطاحلة التأزيم) يخونون ويكفرون ويطالبون بالضرب بيد من حديد، رغم أن بعض هؤلاء كان فاعلاً أساسياً في الضرر الذي أصاب الناس.. غني عن القول إن إعاقة الناس عن التعبير عن مطالبها سلمياً تدفع إلى ردود فعل لا نطمئن معها على وطننا وأهلنا ولم يكن من الحكمة في شيء مهاجمة معتصمين (عزل) وفيما لو رفعت شعارات خارج القانون يمكن توثيقها وعرض أصحابها على النيابة ويحسم فيها القضاء بما لا يمس بالحقوق ولا يعطل عملية المراجعة والتصحيح لجميع المنغصات، فذلك أكثر جدوى للأمن والسكينة.

إن الاهتمام بمعاناة الناس ورفع سقف المعالجات وسرعتها والشروع بإصلاحات تمس حياة الناس هو وحده الكفيل بتطمين من وقع عليهم الضرر وتنفيس الاحتقان، والأجهزة هي وحدها القادرة على وقف كرة الثلج عن الدوران من خلال حسن التعامل مع الناس مهما بلغ عددهم، فلم نسمع يوماً أن تكميم الأفواه أو الضرب بيد من حديد قد حلّ مشكلة أو فرض استقراراً وعِبَر التاريخ كثيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى