تزييف التاريخ .. بل تزييف الوعي !!

> عبدالرحمن خبارة:

> بعد حرب صيف 1994م واجهنا تخرصات ومفاهيم زائفة فقد حمل المنتصرون ادعاءات غريبة ومغلوطة عن مدينة عدن ومنها أن سكانها- كذباً وهراء- ليس إلا مجموعة من الهنود والصومال .. فهي سهلة الانقياد والخضوع وتحت هذه الذريعة صاروا ينهبون الأرض ويستولون على ممتلكات الغير وبصورة غير شرعية ولا قانونية .

> ومصدر هذه المعلومات الغبية حملة المباخر ومستشارون خلقوا عبثاً وصالحــون لكــل زمــان ومكــان وكــذلك مجموعة من الجهـلة وأنصـاف المتعلمــين ومن الذين ليس لهــم علم بتاريخ ولا بـ«جوبلتيكا» هذه المدينـة العربية البطلة .

> هذه المجموعات الزائفة أساءت وتسيء إلى نفسها أكثر مما تسيء إلى عدن .. فعدن منذ عهد بطليموس معظم سكانها من (العدنيين) ومن سكان محميات عدن ومن النازحين من المملكة المتوكلية اليمنية وأقليات من الأجانب بحكم موقعها كميناء ومدينة ساحلية .

> في الإحصاء السكاني الذي تم عام 1954م لسكان عدن المستعمرة كانت نسبة %85 من مجموع السكان من أهالي عدن العرب ولم تزد نسبة السكان الأجانب عن %15 فقط .

> وحاشا الله أن نقول إن مدينة صنعاء العاصمة كانت يوماً لأغلبية من الأتراك والفرس واليهود بحكم توالي الغزوات الاستعمارية .. فحتى الأقليات القومية الأجنبية ذابت في النسيج الاجتماعي لسكان المدينة وأصبحوا بحكم تتالي الأجيال جزءاً لا يتجزأ من السكان . كما هو الحال مع الأقليات المسلمة من الصومال والهنود في مدينة عدن .

> غير أن عدن بحكم موقعها الجغرافي الدولي وكمنطقة حرة .. كانت طوال الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي المدينة الحضارية المتمدنة لا في اليمن فحسب وإنما في الجزيرة العربية، من هنا نمت الحركة الوطنية اليمنية في مدينة عدن حيث سمحت السلطات الاستعمارية بحرية التعبير والنشر وتكوين الأحزاب والسماح للاحتجاجات الشعبية مثل المهرجانات والمسيرات والمظاهرات وغيرها .

> ما أحوج الذين لايزالون تعشعش في رؤوسهم المفاهيم الخاطئة دراسة تاريخ هذه المدينة «البطلة» التي قارعت كل دخيل ووقفت له بالمرصاد دوماً..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى