«رائحة فأر» وهمية أوقعت السلطة في مستنقع

> نجيب محمد يابلي:

> وقعت عيني على تعبير اصطلاحي إنجليزي ENGLISH IDIOM نصه «شَمَّ رائحة فأر» (TO SMELL A RAT) ومعناه «التوجس والريبة»، فقلت في نفسي: لقد شمَّت السلطة المحلية أو اللجنة الأمنية في محافظة عدن رائحة فأر (لا وجود له في الأصل) يوم الأربعاء الماضي فتوجست ريبة في سكان المحافظات الجنوبية عامة ومحافظة عدن خاصة من أنهم سيشاركون في موكب المعتصمين صباح اليوم التالي (الخميس) الذي صادف 2 أغسطس 2007م فتحولت محافظة عدن بكاملها إلى ثكنة عسكرية ومنعت السلطات الأمنية سكان المحافظات المجاورة من التحرك إلى عدن لأي سبب كان.. انتشرت قوات الجيش والأمن فوق الدبابات والأطقم في عموم مديريات المحافظة وعطلت حركة السيارات والمواطنين من التنقل من مديرية إلى أخرى ووصلت وتيرة التوتر في مديرية خور مكسر إلى منع الجنود المواطنين من الخروج من بيوتهم، مشاة أو راكبين لقضاء حوائجهم وكان المواطن بين أمرين أحلاهما مر: إما العودة إلى بيته أو دخول السجن، ويشيرون إلى سيارة السجن المرابطة.

«رائحة الفأر» لعبت في عب المسئولين وأوقعتهم في مستنقع شوه صورة النظام أمام المواطن العادي، أو قل الرأي العام في الداخل والرأي العام في الخارج، وأسهم ذلك القرار في خلق انطباع لدى الرأي العام في الداخل والخارج أن النظام في هذه البلاد عسكري ومتخلف وقمعي من خلال هذه الملاحظات:

-1 أن السلطة قيدت حرية حركة المواطن على مستوى مديريات محافظة عدن وسائر مديريات المحافظات الجنوبية، بدلاً من حصر الانتشار الأمني في المنطقة المحيطة بساحة الحرية (ساحة العروض) بخور مكسر لمواجهة أي طارئ.

-2 أن رجال الجيش والأمن حالوا دون وصول المرضى إلى المستشفيات أو المستوصفات ودون وصول العاملين في بعض المصالح (خذ مثلاً البنوك) وتدخل الأخ المحافظ عندما أمر الجيش والأمن بالسماح لسيارات المرافق الخدمية (مياه وكهرباء).

-3 أحدثت الواقعة التي تعرض لها الأخ إنصاف مايو عضو مجلس النواب الذي أبرز بطاقته البرلمانية للعسكري الذي أوقفه وأمره بالعودة من حيث أتى إلا أن رد فعل العسكري كان همجياً حيث رمى بالبطاقة البرلمانية وتفوه بكلام سخيف:«الأمن لا يعرف مجلس النواب»، وإذا كان الأمن بهذه القوة فما على الساكنين إلا الرحيل أو الخروج على القانون لمواجهة الخارج على القانون.

4- بدلاً من أن يمارس السكان حقهم الدستوري لمدة ساعتين على الأكثر وينصرفون بعد ذلك إلى بيوتهم (ولا من شاف ولا من دري) التقطت الفضائيات والمواقع العنكبوتية (خذ مثلاً «الجزيرة نت») والصحف في الخارج (خذ مثلاً «الشرق الأوسط») مشاهد مزرية في محافظة عدن وتقارير إخبارية أفادت بأن شعب الجنوب رفع مطالب وشعارات تجاوزت أسوار قضية «المتقاعدين».

-5 أظهرت السلطة نفسها في موقع الخائف أو القلق والمرتبك ولمعت صورة المعتصمين كثيراً بأنهم أصحاب نفوذ وتأثير وإلا ما الحاجة إلى كل تلك الزوبعة التي لم تخدمها وإنما خدمت أصحاب القضية.

ألا يتفق معي القراء الكرام أن «رائحة فأر» وهمية أوقعت السلطة في مستنقع!؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى