اقلعوا إبليس واكفوا شر!

> سعيد عولقي:

> كيف يقدر الواحد يقنع نفسه ويقتنع بالفعل أنه في بلده مواطن من الدرجة الثانية؟ صعب طبعاً مع أنه بالفعل كذلك وفي كمان درجات ثالثة ورابعة وكذا إلى تحت التحت.. دلحين المسألة مش انك تقتنع انته وإلا ما تقتنعش طالما وأنه الآخرين هم مقتنعين بالتأكيد بهذا التقسيم في قرارة أنفسهم هذا ولو لم يظهروا ذلك علناً- مع أن كثيرين منهم يظهرون ذلك عياناً بياناً، وجهاراً نهاراً إذن «فالجحيم هو الآخرون» كما يقول يوسف جوهر عن مقولات تاريخية كان لها أثر يهز العالم ذات يوم.. نحنا يا جماعة نشتي النفوس تصفى لكن طالما وأنه في تقسيم للناس على أساس ثاني وثالث وتقسيم للثروة على أساس امسك «لي» با أقطع «لي» فكيف باتهدأ النفوس ومن فين باتجي الراحة؟

نحنا بالفعل نشتي نعيش حياة طبيعية ما فيهاش غالب ولا مغلوب ولا منتصر ولا مهزوم ولا قاطع ولا مقطوع .. نشتي نهدأ ونحس أننا أبناء وطن واحد لنا فيه حق.. نشتي عدالة ويعلم الجميع أننا نستحقها وأننا دعاتها ونشتي السلام يسود على أرض الوطن .. وطن الجميع مش وطن ناس وناس لا.. فهل هذا كثير؟

الحق أنني أستمتع براحة نفسية كبيرة وأنا أقرأ بين الحين والآخر ما يكتبه الحبيب الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجفري.. يمنحني السعادة وراحة البال بصدق عباراته وإخلاص وطنيته.. فأرجع وأقول في نفسي مادام عندنا مثله من الناس فالدنيا لا تزال بخير وهناك دائما أمل.. أمل في العدل والمساواة.. أمل في قهر الظلم ..أمل في هزيمة الطغيان.. أم أنها أحلام سراب؟.. لكن لا.. مش ممكن لا بد من جهد إذن لا بد من صبر.. لا بد من نضال سلمي وجماهيري في إطار الدستور والقوانين المرعية.. لا بد من حب لينتصر الحبيب!

احنا من ناحيتنا يا أهل الجنوب اليماني ملتزمين بالدستور والقانون والنظام لكن احنا شايفين الحكام اللي صنعوا هذا الدستور والقوانين واللوائح لا يتحمسون لكي يفرضوها إلا علينا نحن أصحاب الدرجة الثانية من رعايا ما كان يسمى سابقاً بمستعمرة عدن ومحمياتها وبعدين الاتحاد الفيدرالي لولايات الجنوب العربي وبعدين بدأت الملعابة والجبهات والكمبعانات وجاء الاستقلال المجيد وأعلنت دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة قحطان محمد الشعبي ثم بعدها جرت الخطوة التصحيحية في 22 يونيو 1969م والتي تمخضت عن قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية برئاسة سالم ربيع علي وبعدين... أنا داري أنكم كلكم داريين بهذي التفاصيل كلها بس أشتي أفحسكم قليل لأنه ذا تاريخ.. وفي التاريخ مسموح الفحس والدحس لهذا كنت ناوي أواصل المسلسل التاريخي إلى أن نصل إلى الزمن الجميل أيام الرئيس علي ناصر محمد الذي لم يستمر أكثر من خمس سنوات لأن «الجحيم هو الآخرون» كما يقول يوسف جوهر حسبما أشرنا إليه سابقا.. اللي قدكم كلكم تعرفوه وما حاجة للفحس والدحس.. وذلحين أيش شوركم نقلع إبليس ونكفي شر لأن الحال مش مليح يستمر على هذا المنوال.. العواجة مش تمام ولا بد من إحقاق الحق أي إعطاء كل ذي حق حقه وما فيش داعي للتصريحات المضللة والكذب الإعلامي وكذلك التعتيم الإعلامي اللي وصل حتى إلى قنوات عالمية عربية شهيرة وستر الحال أحسن.. طيب أجينا معاكم.. في عدل وإلا مافيش؟ عدل كامل طبعاً.. لأنه نص العدل ظلم هذا لا روح لا تعال ما فيبوش صفاط.. يعني سؤال ثاني بس لو سمحتوا: في أمل حقيقي أن تتساوى المواطنة بين الناس في اليمن «ذلك المجهول» على حد تعبير الأستاذ أنيس منصور في كتابه بهذا العنوان؟ أفتكر ما حد عاد يقرأ لأنه الناس كلهم تحولوا إلى سياسيين والسياسي الغير محنك لا يقرأ إلا التقارير الأمنية وغالباً ما يكون أسلوبها مش مليح.

ما سمعناش الجواب.. الطلبات المطلوب تحقيقها قليلة وعادلة ومش صعبة، العدل ثم العدل ثم العدل.. والعدل هو أساس الملك وكما لا يخفى على جنابكم كان هذا الشعار: «العدل أساس الملك» هو شعار حكومة الاتحاد الفيدرالي لعدن والمحميات قبل ما تحل بنا الهوشلية كما أسلفنا أعلاه.. أيوه قلنا أيش؟ العدل؟ يعني المواطنة المتساوية بين أبناء هذه الدولة العظيمة اللي ماحد فيها يعصي الدولة كما تقول الأغنية الشهيرة بس هو هذا الكلام.. وآخره إعطاء كل ذي حق حقه.. وحتى لو مش كذا نوضح ونقول إعادة كل من سلب منه حق من قبل المتنفذين الجبابرة وفوق كل جبار من هو أجبر منه .. أظن ذا مش صعب أبداً لأن «الجحيم هو الآخرون» وأنتم تعلمون علم اليقين من شل حق من .. وتقدروا ترجعوا لصاحب الحق حقه إذا كنتم تشتوا.. إلا إذا.. كنتم .. إلا إذا إلا إذا.. وأنتم تفهموا الباقي.. وأظن أنه من الأحسن تقلعوا إبليس وتكفوا شر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى