ياسادة.. هل سركم هبوط التلال؟

> «الايام الرياضي» علي باسعيدة:

> سيسجل يوم الرابع من أغسطس من العام 2007م كيوم أسود في تاريخ الكرة اليمنية والكرة العدنية على وجه التحديد، لكون هذا اليوم كان آخر أيام عميد الأندية اليمنية وفارس الجزيرة العربية والنادي المئوي، وغيرها من الألقاب التي التصقت بنادي التلال صاحب التاريخ العريق، والذي يمثل أكثر من ناد رياضي، بل إنه أحد معالم ثغر اليمن الباسم عدن، التي لا يمكنها أن تعيش بدونه وأن يكون تلالها بعيداً عن البطولات، فما بالك أن يكون النادي المئوي في عداد أندية المظاليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هبوط التلال بكل تاريخه وعراقته هو المسمار الأخير في نعش الكرة اليمنية التي تتهاوى يمينا ويسارا، وبالكاد تكاد أن تقف على رجليها، فما بالك إذا فقدت إحدى الرجلين، فبالطبع ستصبح كسيحة، ولا تقدر على اللحاق بالآخرين، الذين سبقوها بآلاف الكيلومترات مع احترامي لكل الأندية الأخرى ذات البطولات وذات التاريخ الحديث.

وبقدر تقديرنا لاتحاد الكرة العام الذي طبق اللائحة على التلال، ولم يرضخ للأصوات التي جاءته من هنا وهناك، إلا أنه سيسجل لهذا الاتحاد أيضاً أنه الاتحاد (الأسوأ) في التاريخ الكروي اليمني،لأن في عهده هبط (التلال)مع احترامنا لقيادته، والذي لم يلاق الرعاية والاهتمام، كما حصل مع أندية معينة حظيت بالمحاباة والامتيازات التي تجعلها بعيدة عن مثل هذه المواقف.

لا أعتقد أن أحداً يسره هبوط ناد كبير كالتلال، الذي تلقى الكثير من الضربات الموجعة، سواء من أهله وناسه أو من الحاقدين عليه، وما أكثرهم لكونهم لم يصلوا للعراقة والريادة التي يمتلكها .

نعم الكل مسؤول عن هبوط التلال إبتداءً من رأس الدولة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة بكل كياناتها واتحاداتها وأنديتها، والتي وقفت عاجزة ومتفرجة عن إعادة التلال للواجهة، بل جعلته يترنح ويتوسل هذا أو ذاك ويقول: «حسنة يا محسنين»، فمن يصدق أن التلال لايملك حق الطيران للذهاب للعب المباريات البعيدة؟ ومن يصدق أن التلال لايقدر على صرف حوافز لاعبيه؟ ومن يصدق أن التلال بكل تاريخه ينتظر ملايين هذا وملاليم ذاك؟ ومن .. ومن.. التي لو أعطيناها المجال لملأت الأوراق البيضاء بالدموع الحارقة.

نحن لا نبكي على اللبن المسكوب أو إيجاد المبررات ونرمي بالمسؤولية جزافاً على الآخرين بقدر ما نضع الحقائق بدون رتوش.

نحن نعرف أن المسؤولية الكبرى في هبوط التلال يتحملها الفريق الكروي بجهازيه الفني والإداري، وقبل ذلك السلطة المحلية بعدن ، مع تقديرنا لهم واحترامنا للزعيم الصنعاني الوحدة الذي استحق البقاء؟

هبوط التلال مشكلة كبيرة وقعت فيها الكرة اليمنية وعليهم معالجة هذه المشكلة بعودة التلال إلى مكانه الطبيعي سواء عاجلاً أم آجلاً، وافهموها كما تريدون.

بالأمس وفي تصفيات الصعود للدرجة الثالثة تم ذبح اللوائح نهاراً جهاراً حينما تم تصعيد فرق كانت مدانة واخترقت اللوائح بشكل لا يقبل الشك ،إلا أنها تمتلك من النفوذ ما يجعل استحالة تطبيق اللوائح عليها، ليشرب المكلا من ماء (الخور) وليتنفس (انطلاق لحج) الهواء العليل في بساتين (الحسيني)، لعله يطفىء الظلم الذي وقع بحق هذين الفريقين.

لنرى اليوم وفي واقعة فريق التلال من يريد تطبيق اللوائح، التي تم تجزئتها هذا الموسم، وما حكاية حسان ببعيد، إنها حاجة غريبة حينما يتم الكيل بمكيالين وفي وضح النهار.

صدقوني وهذه حقيقة أخرى أنه لو كان نادياً آخر من الأندية المعروفة لعملوا الحلول ولفسروا اللائحة حسب مقاس هذا النادي، أو ذاك، ولقامت الدنيا ولم تقعد ،وفتشوا في إرشيف الكرة اليمنية المليء بالبقع السوداء، والتي لا يستثنى منها موسم، وبما أن التلال (إبن الخالة) فقد تم تطبيق اللوائح عليه والتشدق بها ، وأفزعونا (بالفيفا) وغيره من هذا الكلام ،مع أن (الفيفا) يعرف أصل وفصل الكرة اليمنية وملفها المليء بالتجاوزات.

كتلاليين يسعدنا أن نكون قدوة وعبرة للجميع،ولا يشرفنا إطلاقاً أن نبقى بقرار، سواء إن كان سياسياً أو رياضياً إلا أنه من يضمن لنا أن يتم العمل وفق هذه اللوائح وهذه النظم، التي يتم خرقها بعرف قبلي أو بوجاهة أو بواسطة مسؤول لا يعرف من الكرة إلا إسمها.. اضمنوا لنا ذلك ونحن سنبصم بالعشرين أننا معكم قلباً وقالباً.

مع ثقتنا الكبيرة التي لا يعتريها الشك أن التلال قادر على العودة السريعة والاستفادة من درس الهبوط، الذي شربت منه أندية تملك من التاريخ الكبير كاليوفنتوس الإيطالي والأهلي القطري وغيرها الكثير.

ويبقى التلال فارس عملاق كما عهدناه وسيظل كذلك وهو قادر على النهوض بإذن الله وبقوة، رغم غدر الرجال وقهر الزمان وتعلموا من التلال الأسد الذي قد يمرض، ولكنه لا يموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى