مشرف يدعو للوحدة في اجتماع مجلس القبائل الباكستانية والافغانية بكابول

> كابول «الأيام» د.ب.أ :

>
الرئيس الباكستاني برفيز مشرف مع نظيره الافغاني حامد كرازاي
الرئيس الباكستاني برفيز مشرف مع نظيره الافغاني حامد كرازاي
أنهى زعماء العشائر الأفغانية والباكستانية اجتماعهم الذي امتد لأربعة أيام في كابول بدعوة كلا الحكومتين لحشد الداخل فى الحرب على الإرهاب وبتعهد بعدم السماح بوجود ملاذ أو معسكرات تدريب للإرهابيين على أراضيهم.

و لكن في انعكاس للتأييد المحلى لطلبان وتنظيم القاعدة فى العديد من مجتمعات الحدود الممثلة,قرر أيضا حوالى 650 من المندوبين المشاركين فى مجلس السلام المشترك تشكيل لجنة أصغر تضم خمسين من الآعضاء البارزين للسعي " لحوار من أجل السلام والمصالحة مع المعارضة ".

وشارك الرئيس الباكستاني برفيز مشرف فى اللحظة الأخيرة لينضم إلى الرئيس الأفغانى حامد كرازاى في الجلسة الختامية لاجتماع مجلس القبائل المقام في خيمة كبيرة بالعاصمة الأفغانية كابول حيث دعا فى كلمته البلدين إلى التوقف عن حمل الضغينة لبعضهما البعض وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة متمردي طالبان.

وقال مشرف لوجهاء القبائل ورجال الدين والسياسيين " إذا ما لم تكن هناك ثقة لا يمكننا التغلب على أي شيء".

وأضاف مشرف بعد شهور من تبادل الاتهامات بين أفغانستان وباكستان حول الفشل في إحراز تقدم في الحرب على "الإرهاب" "لا توجد هناك دولتين قريبتين من بعضهما البعض مثل أفغانستان وباكستان" وقال إن مصيريهما متداخل.

ولم يشارك مشرف في الجلسة الافتتاحية لمجلس القبائل يوم الخميس الماضي بسبب الأزمة الأمنية التي تعاني منها إسلام آباد لكن يعتقد أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس حثته في اتصال هاتفي على المشاركة في أعمال المجلس التى أمتدت يوما وانتهت أمس الأحد .

وفي تصريحات مقتضبة أثناء جلسة اليوم قال كرازاي إن مشرف طلب منه التأكيد على بذل جهود متبادلة لتحسين العلاقات بين البلدين والتعاون في سبيل مكافحة التعصب و"الارهاب".

ورد كرازاي قائلا " من الجانب الأفغاني نؤكد لك وجود هذه الثقة بين بلدينا "

وبعد شهور من الاحتكاكات المتنامية بين الحكومتين الأفغانية والباكستانية فإن غياب مشرف هدد بإفشال المجلس الذي كان بمثابة منتدى قديم لحل القضايا المتنازع عليها.

وقد انحسر تأثير المجلس بالفعل بعد انسحاب أكثر من 50 من ممثلي القبائل في منطقتي شمال وجنوب وزيرستان الحدوديتين المهمتين في باكستان احتجاجا على تجدد العمليات العسكرية التي تشنها القوات الحكومية الباكستانية فيهما.

وعلى أية حال فقد اعترض البعض على عدم اشتراك عناصر من حركة طالبان في اجتماعات المجلس،في حين تردد أن البعض تلقى تهديدات بالقتل بسبب مشاركتهم في المجلس.

وكانت حركة طالبان الإسلامية المتشددة قد طالبت في وقت سابق بمقاطعة اجتماعات المجلس بالكامل واصفة إياها " بأنها إهدار للوقت والمال.. و أسلوب تآمري من قوات الاحتلال الأمريكية".

وأعلنت وفود المجلس في بيان مشترك من 6 نقاط موافقتها على وجوب استمرار الحرب على الإرهاب وأن تكون جزءا مكملا للسياسات الوطنية والاستراتيجيات الأمنية لكلا البلدين.

ومع الاعتراف بأن الإرهابيين يتلقون تمويلا من التجارة في المخدرات الأفغانية فقد دعا المشاركون إلى تصعيد الإجراءات لمواجهة هذا التهديد .

لكنهم أكدوا على مسئولية المجتمع الدولي في تمكين أفغانستان من أجل بديل لمعيشة المزارعين الذين يزرعون الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون والهيروين.

وعلى الرغم من أن مشرف وكرزاي حليفان للولايات المتحدة في حربها على "الإرهاب" إلا أن حكومتيهما تتهمان بعضهما البعض بالفشل في تقديم التعاون في جهود مكافحة "الإرهاب".

وقال مشرف "لا يجب أن نلوم أنفسنا على هذه المشاكل".

وأكد أن الجانبين يجب أن يركزا على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية في المناطق المضطربة التي تعيش فيها قبائل الباشتون وحث السكان المحليين "على مد أيديهم إلى إخوانهم الشاردين" الذين انحازوا إلى المتشددين,وقال إن مجتمعينا يواجهان خطرا كبيرا من قلة تخلق عنفا وتخلفا ".

وعلى الرغم من ان جذور حركة طالبان تقع في أفغانستان إلا أنها تجد دعما في باكستان،واعترف الرئيس قائلا " إن من مسؤولية باكستان فرض السيطرة على المنطقة الحدودية . حيث أن لدى إسلام أباد حاليا ما يقرب من 90 ألف جندى يتمركزون في جبهة تمتد لـ 2500 كيلومتر.

وعلى ذكر عدم الاستقرار الذي تشهده مناطق الحدود فقد أعلن الجيش مقتل 3 جنود أمريكيين مع مترجمهم أمس الأحد في انفجار قنبلة على الطريق في إقليم نانجارهار الشرقي.

جدير بالذكر أن فكرة إقامة اجتماع مشترك لمجلس العشائر قد اقترحه الرئيسان إلى جانب الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن أيول/سبتمبر الماضي بعد أن ازدادت قوة طالبان بعد الإطاحة بها من السلطة في أفغانستان عام 2001 من خلال قوات تقودها الولايات المتحدة.

لكن وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شيرباو أكد في كابول اليوم (أمس) أن هذاالحدث مازال يعد بمثابة مبادرة مستقلة لمحاربة العنف.

وقال شيرباو للصحفيين " إن مجلس السلام لم ينظم تحت رعاية الولايات المتحدة ، لكنه جاء استجابة لرغبة شعبى الدولتين وقيادتهما فى الجلوس معا لحل المشاكل من جذورها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى