من رأى ما يكره.. يفارق ما يحب

> محفوظ سالم شماخ:

> قليلون هم الذين يلقون بالاً على الأقوال المأثورة التي لم تظهر إلا نتيجة لأحداث حصلت في ماضي الزمان وتم استخلاص العبر منها في صور أمثال أو حكم.

وشعبنا لديه الكثير من الأمثال والحكم، ولكن المثقفين الذين كان يجب عليهم إشهارها والاستفادة منها في غفلة عن هذا بفلسفات الغرب والشرق متجاوزين فلسفة عباقرة أوطانهم، وهكذا نجد أن الأحداث تتكرر ولا يستفاد منها.

من تلك الأمثلة عنوان مقالي هذا، وهو يعبر عن نفسه فكل من يعاني تعدد المكاره وتكرار وقائعها بأشكال وصور مختلفة لا يجد أمامه إلا أن يهجر ويفارق ما يحب مهما كان الذي يفارقه سواء وطناً أم أهلاً أم عملاً، وقد يبلغ الحال ترك العقائد والانحراف عنها.

وما يجب أن يفطن إليه المسيرون والمتحكمون في الحوادث والأحداث أن يكونوا أكثر وعياً وعقلانية في تصرفاتهم وأوامرهم بل حتى في عواطفهم تجاه الفئات المختلفة وينعكس ذلك على الواقع المعيش.

فليس من المعقول أو المقبول أن نرى مسؤولا تتسم تصرفاته بالعشوائية والانحياز الكامل تجاه هذه الفئة أو تلك مهما كانت المصلحة الخاصة أو حتى العامة التي يتوخاها ذلك المسؤول من انحراف الميزان والموازين لديه.

وقد يتساءل البعض ما هو الخروج من هذا المأزق؟ فبكل تأكيد لن يحقق اجترار العواطف أية نتائج فقد جربناها مراراً فهي لا تعدو أن تكون مسكنات تعود بعدها الأحداث بأشد مما كانت عليه حتى تتقطع الأواصر.

إن المخرج الوحيد هو إقامة دولة النظام والقانون التي يجب أن يخضع لها الجميع دون استثناء، ولن يتم ذلك بتركيز السلطات في فئة واحدة، فمهما كانت كفاءة تلك الفئة فإنها بشرية تصيب وتخطئ ولكن إذا وضع النظام والقانون ووضعت الضوابط وتم إنهاء العبث والعابثين والنفوذ والمتنفذين وانتهى اللعب بأملاك وأموال الناس والدولة لاسترضاء هذا القطيع أو ذلك وتم إقامة واستقامة ميزان العقل والعدل، عندها فقط يمكن أن تستتب الأحوال ويشعر الجميع بأنهم أبناء وطن واحد ويشعر كل مواطن بأن المواطنين جميعاً أهله وأقرباؤه كما أمر به الله ورسوله (??إنما المؤمنون إخوة)?.

هناك تصرفات مجحفة وجائرة انقضت ولا يمكن أن تكون هناك فائدة في دفنها وغض الطرف عنها خاصة فيما يتعلق بالحقوق فلابد من بعثها ودراستها ووضع الحلول العادلة والعملية لها بعيداً عن أسلوب (غشاها ما غشاها) أو أسلوب الارتجال فتلك الأساليب تترك مخلفات تكبر مع الزمن ولا تصغر.

إن الموقف مازال فيه متسع لتدارك الأمور قبل أن يتسع الخرق على الراقع.

إن الليالي من الزمان حبالى

مثقلات يلدن كل عجيبة

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى