«الأيام» والبارحة العصر يا أخوة !

> علي سالم اليزيدي:

> نتمنى أن لا يحدث ما لا نريده وتطفأ الأنوار، ويتسرع عقل أحمق وجامد بتوقيف «الايام» الصحيفة والمنار والرأي والإشعاع، بل وصوت الناس الحقيقي، ونسأل الله اللطف بنا، إذ مازلنا لم نمح آثار البارحة العصر يا إخوة من إصاباتنا البليغة، ألم تضرب «الايام» يوم ضربت كل الصحف في عدن والمكلا وتوقف العقل يومئذ وأصابتنا نكبة، وكل ما جاءنا بعدئذ من احتقانات وصراعات ونزاعات لأننا رفضنا الرقابة وحجبنا الصوت الآخر، وظلمنا أنفسنا، حينها سقطنا ولم يبصّرنا غيرنا إلى ما بنا وما نرتكب من غلط، كان هذا البارحة العصر يا إخوة ومازال في الذاكرة، ثم ينتقل الأمان وتخسر قوى الظلام والاحتقان والفتن، وسقط القناع عن القناع وأشرقت شمس النهار الحقيقي جاء يوم ضد التفرقة ومن أجل الإنسانية وكرامة الناس ووقف النزيف في الخوف والدم والتبعثر والانتماءات، جاء يوم 22 مايو 1990م، وظهرت «الايام» وعادت والخير عاد، ومع «الايام» تدفقت الصحف والآراء والانفتاح، واتفقنا هنا حتى لانخلط الأحداث ويصدق البعض أن الاتفاق جاء بعيداً عن الأهداف والتاريخ كلا ..!

في ذلكم اليوم قررنا شمالاً وجنوباً ، مبعدين قسراً في الوطن بين صنعاء وعدن وحضرموت وكذا مبعدين خارج الوطن، متضررين، فارين، خائفين، أن نلتحم بعضنا ببعض لا أمس في عمر الألم، جمع الزمان يوم محو الجراح، وبناء المشروع الوطني اليمني الحضاري الذي يدفع بالتنمية ويقدم الإنسانية ويبرز الرأي المصاحب للفكر السياسي، اتفق رجال اليمن على شيء واحد، ألا وهو أننا لسنا بصدد لملمة الجغرافيا وشطب القواسم من الخرائط القديمة، ليس هذا هو الموضوع لاتفاقنا والتحامنا وعناقنا، جاء الأمر أبعد من هذا، كان هناك مشروع عظيم في هذا الركن من الجزيرة العربية والعالم، نحن حقاً ورثة كل النضال اليمني في عدن وصنعاء وتعز والمكلا والمهرة، نحن تجسيد لوصايا المجاهدين الأوائل من رجال العمل الوطني والشهداء، علينا أن لا نرمي بعيداً عنا بكل الأفكار التي جاهدت من قبل إلى يوم أمس حيث أردنا أن نكون ظاهرة حضارية متمدنة ذات ثقافة وسياسة ورأي، وكان هذا في عدن والمكلا إلى البارحة العصر يا إخوة فما الذي يحدث!

هل انتهت كل القضايا الوطنية أمامنا؟ وهل سقط الفكر الحر في البلاد؟ وهل عاد الظلام يسيطر على العقول، حين أرادوا توقيف «الايام»، ألم تعاقب «الايام» بعد حرب صيف 1994م وأوقفوها حينئذ، ثم عادت، وبعدها ذهبت إلى المحاكمة، دبروا لها المكائد والقصص، وسقط كل كيد ولم تسقط «الايام» الصحيفة، الرأي، الصدق، صوت المظلومين ومن تدوسه أقدام الظلم الميري كما يقول الأتراك، ألم يكن هنا، لسّه البارحة العصر يا إخوة ..!

من يريد إغلاق أفواهنا، أصواتنا، إيقاف عقولنا، إطفاء الانوار، قتل الكرامة وانتزاع محبة الإنسانية فينا؟ أليس هؤلاء هم ضد الوطن وذهابه إلى مرافئ الحياة، أليس هؤلاء مثلما فعلوا البارحة العصر يا إخوة يخنقون ثقافتنا ويبعثرون تاريخنا وتراثنا الوطني وحريتنا.. من أين لنا وطن بعدئذ له سماء الحرية وأرض نفترشها كوسادة للرأي والصوت العالي .. توقفوا لا تخنقوا عدن وحضرموت والرأي الحر في بلادنا وأزيحوا الستائر عن عقولكم وقلوبكم أولاً ..!

من يبحث عن مصائب جديدة، وأولها إيقاف صحيفة «الايام» ثم إلحاقنا كلنا بما قد حدث من ضرب للتنمية الثقافية والفكرية والسياسية؟ من هذا يدق باباً خلفياً لا نعلمه؟! من أين أتى هذا الإبليس الازرق؟! وقالوا (دحق دحقتك فالوقت له مطلع ومنزل!) ويا أيتها «الايام» يا أيتها الأنوار، يا أيها السلام، أشرقي وغنّي نشيدنا القوي!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى