باكستان تحلم بالديمقراطية بعد ستين عاما من الاستقلال

> إسلام أباد «الأيام» سايمون كاميرون مور:

>
فتى باكستاني يبيع الاعلام عشية عيد الاستقلال
فتى باكستاني يبيع الاعلام عشية عيد الاستقلال
بعد ستين عاما من الاستقلال مازالت باكستان تتأرجح بين الحكم المدني والعسكري كما هو الحال على مدار تاريخها,ولا يسع الغرب تجاهل باكستان غير المستقرة صاحبة القدرات النووية والتي ينظر اليها كارض خصبة للتشدد الإسلامي ومكان يختبيء فيه زعيم القاعدة اسامة بن لادن.

وقبل ايام من الاحتفال بعيد الاستقلال في 14 اغسطس آب تجددت الازمات في باكستان وأوشك الرئيس برويز مشرف رابع جنرال يحكم البلاد يعلن حالة الطواريء ولكنه تراجع.

وفي هذه الحالة كان مشرف سيتذرع بالتهديد الداخلي للتشدد الإسلامي. غير ان معظم المواطنين يعتقدون ان دافعه الحقيقي مد سنوات حكمه الثمانية.

وكان محمد علي جناح مؤسس باكستان يحلم بوطن لمسلمي جنوب اسيا يعتنقون فيه دينهم في سلام.

ولكن باكستان لم تعرف السلام الا نادرا منذ استقلالها عن بريطانيا وانفصالها عن الهند.

وتتذكر فاطمة صغرى المثل التي امنت بها وهي في الخامسة عشر من عمرها حين تسلقت سطح مقر الادارة الاستعمارية في موطنها لاهور كي تنزل علم الاتحاد وترفع علم العصبة الإسلامية الباكستانية التي يتزعمها جناح,وتقول "لم نر باكستان التي وعدنا بها.. التي حلمنا بها."

وتقول صغرى التي اضحت جدة الان انه لم يكن هناك قط زعيم يقارن بجناح الذي توفي بعد عام من تأسيسه باكستان.

ويحسب لمشرف انه اجرى حوارا مع الهند لدخول مرحلة "اللا حرب" بين العدوين الذين كشفا عن قدراتهما النووية في عام 1998. وخاض البلدان ثلاثة حروب منذ انفصالهما.

ويقول منتقدوه انه مهما كانت انجازاته فان البلاد البالغ تعداد سكانها 170 مليون نسمة يعيش اكثر من ثلثيهم على دولارين في اليوم تحتاج الديمقراطية.

ويقول حسين حقاني المستشار السابق لعدد من الزعماء الباكستانيين وهو حاليا مدير مركز العلاقات الدولية بجامعة بوسطن "انه مصاب بعقدة المنقذ,يعتقد ان افضل ما حدث لباكستان. غالبا ما تحدث ازمة بعد حكم من يعتقدون بمثل ذلك."

وهو ما يمكن ان تؤدي إليه فترة اخرى من الحكم الذاتي في بلد صاغت فيه المحكمة العليا عبارة "حكم الضرورة" لتبرر أول انقلاب في عام 1958 وادانت رئيس الوزراء المعزول ذو الفقار علي بوتو ليعدم شنقا في عام 1979. ووصف منتقدون الحكم بانه "قتل بحكم قضائي".

وغالبا ما يستعير المعلقون عبارة فريدريك الاكبر ملك بروسيا قائلين ان باكستان ليست دولة بها جيش بل جيش له دولة.

ومع تفاقم الاحساس بعدم الامان منذ الهزيمة المهينة من الهند في عام 1971 والتي قادت لاستقلال شرق باكستان وتأسيس بنجلادش يخشى الجيش انفصالا جديدا.

وكانت تلك المخاوف سببا للوحشية في التعامل مع المتمردين في بلوخستان وهو اقليم فقير يندر فيه السكان ولكنه غني بالمعادن.

وكانت انتخابات عام 1970 التي ادت لازمة باكستان الشرقية الانتخابات الحرة الوحيدة التي عرفتها باكستان. وزيف الانتخابات الاخرى ساسة فاسدون او وكالات امنية تستهين بها.

ورفعت قنوات التلفزيون التي ازدهرت خلال حكم مشرف درجة الوعي وكشفت اكاذيب.

واضحى قرارا المحكمة العليا في يوليو بعودة كبير القضاة افتخار تشودري الذي اصبح رمزا للمقاومة بتحدية ضغوط مشرف للتنحي مصدر امل كبير.

وقال نسيم زهره المحلل السياسي "ينبغي ان نتخذ خطوات اخرى تجاه نظام دستوري,الخطوة الاولي كانت قضية كبير القضاة والثانية ينبغي ان تكون انتخابات حرة ونزيهة."

واليوم (أمس) فان اكبر تهديد يواجه باكستان داخلي مع تكرار هجمات انتحارية في المساجد وضد قوات الامن ومسؤولين حكوميين. وتساند قبائل البشتون التي تحمي استقلالها بشراسة في موطنها على الحدود مع افغاستان كل من طلبان والقاعدة.

ومنذ اوائل يوليو تموز سقط أكثر من 300 قتيلا نتيجة هجمات بالقنابل ومصادمات مع متشددين وفي هجوم للجيش على المسجد الاحمر لسحق حركة تستلهم نهج طالبان .

ويناضل الجيش لكبح جماح التشدد والنزعة الانفصالية في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي وادعاءات بتفشي انتهاكات حقوق الانسان.

ويقول الطالب نعيم اشرف كياني "الوضع سيء جدا. غاب الامن حالما نغادر منازلنا يتصل بنا الاهل للاطمئنان علينا."

وفي تحرك يائس يدرس مشرف ان تشاركة السلطة مع بينظير بوتو مما يعني عودة رئيسة الوزراء السابقة التي شغلت المنصب مرتين من المنفى لاستغلال القاعدة الشعبية لوالدها.

ورغم انه ليس بالتحالف المقدس فانه يجمع بين تقدميين معتدلين ويؤيد نظرية المؤامرة التي ترى ان الولايات المتحدة تحرك خيوط اللعبة.

وعلى مدار الاعوام الستين الماضية شهدت العلاقات بين باكستان بواشنطن تقلبات وكان في بعض الاحيان الحليف المفضل في الحرب الباردة وهي الان الصديق في الحرب ضد الارهاب.

ودفعت باكستان ثمنا باهظا لدورها في الحرب الخفية التي مولتها الولايات المتحدة والسعودية لاخراج الاتحاد السوفيتي من افغانستان في الثمانينات.

واضحت الجماعات إلاسلامية المتشددة التي رعاها الجيش مشكلة سياسية متعددة الجوانب وتحالفت اخيرا مع القاعدة.

وتخشى الولايات المتحدة ان كلما طالت فترة تعثر الديمقراطية تزايد خطر انزلاق البلاد تحت عباءة الساسة والتطرف الديني.

وتقول صغرى التي تتشبث بامال عام 1947 "لست متشائمة. بعد الصراعات والمصاعب التي مرت بها البلاد ادعو الله ان يحميها." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى