ترقب حذر بين الجيش والحوثيين وسط حفر الخنادق وتعزيز المواقع بالعتاد

> صعدة «الأيام» خاص:

> في حين تشهد بعض مناطق مديرية سحار الواقعة شمال مدينة صعدة من وقت إلى آخر اشتباكات مسلحة متقطعة بين جنود الجيش وعناصر الحوثي متزامنة مع الاستعدادات التي يقوم بها كلا الطرفين، والتي نشطت في الأسبوعين الأخيرين بدءاً بأعمال حفر الخنادق وإقامة المتارس وتعزيز وتزويد مواقعها بالسلاح والعتاد، وانتهاء بالتنقلات الواسعة التي يقوم بها الجانبان في الوقت الراهن، إضافة إلى اللقاءات والزيارات المتبادلة التي يجريها عناصر الحوثي فيما بينهم .. فإن الجانبين لا يزالان يتعاملان بحذر وحرص شديدين مع جميع الأمور والمستجدات، وكل منهما يترقب تحركات الطرف الآخر.

وكان جنود تابعون للجيش قاموا يوم الأربعاء الماضي بإطلاق وابل من الرصاص على أحد عناصر الحوثي بمديرية قطابر ما أدى إلى مقتله، وأثارت الحادثة تعاطف الكثير من رجال القبائل مع القتيل، الذي قالت مصادر محلية لـ «الأيام» إن الجنود كانوا يستقلون طقماً عسكرياً حين وصولهم إلى مكان قريب من منزله الذي كان واقفاً بجانبه قبل أن يفاجئه الجنود بإطلاق نيران أسلحتهم عليه ويردوه قتيلاً، لكن المصادر ذاتها لم تتطرق إلى بقية التفاصيل وأسباب القتل. ووصل يوم أمس الأول إلى محافظة صعدة الشيخ صالح هبرة، الذي يقوم بدور الوسيط بين أعضاء اللجنة والوفد القطري وعبدالملك الحوثي، حاملاً معه الجدول الزمني الذي حددته اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة بعد اجتماعات عديدة عقدتها مع أعضاء الوفد القطري (راعي الوساطة) منذ عودتهم إلى اليمن قبل أكثر من نصف شهر، وفي الاجتماعات التي عقدت في صنعاء بحضور ممثلين عن طرفي النزاع (السلطة والحوثيين) نوقشت جميع الملاحظات التي خرجت بها اللجنة من خلال ما لامسته وعايشته أثناء وجودها في محافظة صعدة منذ وصولها وأعضاء الوفد القطري في 17 يونيو الماضي ومباشرتها مهام عملها في الإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق. وكان أعضاء اللجنة قد أقروا في الاجتماع الأخير يوم الجمعة الماضي الجدول الزمني وحددوه بعشرين يوماً، كما منحوا طرفي النزاع مهلة ثماني وأربعين ساعة للاطلاع والالتزام بسير التنفيذ وفق الجدول الزمني، وطلبوا من السلطة المحلية بمحافظة صعدة وعبدالملك الحوثي الرد على الجدول الزمني خلال المهلة المحددة التي بدأ سريانها يوم السبت وانتهت ظهر يوم أمس.

وعلمت «الأيام» أن الشيخ صالح هبرة، موفد عناصر الحوثي، قد سلم مساء أمس الأول الجدول الزمني إلى عبدالملك الحوثي للاطلاع والالتزام به قبل انتهاء ميعاد المهلة الزمنية. وبينما أفادت «الأيام» مصادر محلية بأن عبدالملك الحوثي قد أبدى شبه موافقة على الجدول الزمني من خلال ما تقدم به من خطة تنفيذ رفعها الأسبوع الماضي إلى أعضاء اللجنة، لكنه يعارض أو يتحفظ على بعض نقاط الجدول الزمني وخصوصاً مسألة مناطق مطرة والنقعة والفرد التي لا يرغب عناصر الحوثي في مغادرتها. وأضافت تلك المصادر أن التغيرات الأخيرة التي طرأت على صورة التعاطي للآليات التي تريد اللجنة العمل في ضوئها وظهور أسلوب التشديد ولهجة الجدية، كل تلك الأمور جاءت من وراء الضغوط الكبيرة التي تمارسها بعض القيادات العسكرية الكبيرة على السلطة.. أفادت «الأيام» مصادر أخرى بأن التغييرات الأخيرة التي طرأت على طرفي النزاع، حيث جعلت من السلطة تعود إلى تمسكها بمحتوى بنود الاتفاق الرئيسي وخلال مدة زمنية محددة، في الوقت الذي أظهر عبدالملك الحوثي شبة تجاوب مع أعضاء اللجنة والوفد القطري حول العمل وفق جدول زمني محدد للتنفيذ وغيرها من التغيرات الأخرى جميعها جاءت بسبب مغادرة الوفد القطري بطريقة مفاجئة لمحافظة صعدة الشهر الماضي، ورفع تقريره إلى الحكومة القطرية راعية الوساطة، حيث أظهر أعضاء الوفد القطري في تقريرهم ذلك جميع العراقيل والصعوبات التي اعترضت تنفيذ بنود الاتفاق، وأرجعوا أسبابها إلى قيادات عناصر الحوثي. كما أضافت تلك المصادر أن الحكومة القطرية كانت على وشك أن تعلن فشل مساعيها في الصلح، لكنها أخطرت الحكومة الإيرانية وأطلعتها على تقرير أعضاء وفدها العائد من اليمن باعتبار إيران الدولة التي شجعت الوساطة القطرية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى باعتبارها الدولة التي ربما يكون لكلمتها تجاوب ومكانة عند عناصر الحوثي، وتوقعت تلك المصادر أن إيران قد شاركت في الضغط على عبدالملك الحوثي وأنذرته بصعوبة الموقف إذا ما أعلنت قطر رسمياً فشل الوساطة، لأن قطر ستصبح شاهد عيان ودليلا قويا على عدم مشروعية ما يمارسه عناصرالحوثي، بينما سيكون موقف الحكومة اليمنية قويا ومشروعا في مواصلة حربها على عناصر الحوثي.

وكان أعضاء اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق ومعهم الوفد القطري قد توصلوا إلى إعداد الجدول الزمني المعلن عنه، وحددوه بمدة زمنية تبلغ عشرين يوما، ويحتوي الجدول على 10 بنود هي:

1: نزول عناصر الحوثي من جبال عزان، الحمراء، المدورة، آل غبير وغرابة خلال مدة يومين ليتمركز جنود الجيش فيها. 2: معالجة الوضع في مناطق جمعة بن فاضل، شعلل، ذويب وجزاع خلال يومين ليتمركز الجيش فيها.3: نزول عناصر الحوثي من جبال المصنعة، رهوان، عسيلة، جروف وهيم خلال يومين ليتمركز الجيش فيها.4: تفرج السلطة خلال يوم واحد عن 25 بالمائة من عناصر الحوثي المعتقلين لديها على ذمة الحرب.5: إخلاء منطقة مطرة من عناصر الحوثي ليتمركز فيها الجيش خلال أربعة أيام.6: تفرج السلطة خلال يوم واحد عن خمسين بالمائة من نسبة عدد المعتقلين من عناصر الحوثي لديها على ذمة الحرب.7: إخلاء مناطق فرد، النقعة وأخلة من عناصر الحوثي ليتمركز الجيش فيها خلال أربعة أيام.8: تفرج السلطة في يوم واحد عن نسبة الخمسة والعشرين المتبقية من عناصر الحوثي المعتقلين لديها على ذمة الحرب. 9: تسليم الأسلحة المتوسطة الموجودة بحوزة عناصر الحوثي والإفراج عن جميع من تبقى معهم من المختطفين خلال مدة يوم واحد. 10: يسافر كل من عبدالملك بدر الدين الحوثي، عبدالكريم الحوثي، عبدالله عيظة الرزامي إلى دولة قطر خلال يومين.

ومن المحتمل أن يتوجه الشيخ صالح هبرة ممثل الحوثي إلى صنعاء صباح اليوم إن لم يكن قد توجه إلى هناك مساء يوم أمس ليقوم بنقل رد الحوثي على الجدول الزمني إما بقبوله والالتزام به أو دون ذلك.

ومن جانبها قالت صحيفة «الخليج» إن زعيم حركة تمرد الحوثي قدم جدولاً زمنياً لحل الأزمة القائمة بين حركته والسلطات اليمنية يستمر 23 يوماً ، عوضاً عن 20 يوماً وضعتها اللجنة المكلفة بتنفيذ بنود التسوية بين الجانبين برعاية قطرية.وأوضح عبدالملك الحوثي في خطته التي رفعها إلى رئيس وفد الوساطة القطرية ناصر العطية وبقية أعضاء اللجنة الرئاسية المكلفة حل الأزمة بين الجانبين أن آلية تنفيذ الخطة «يجب أن تراعي معاناة الناس ومتاعبهم وان يكون لهذه الآلية دور ايجابي في الحد من معاناة الآلاف من المشردين وان يكونوا في مقدمة المستفيدين من الاتفاق مثل ما كانوا في مقدمة المتضررين من الحرب».

وتوزعت الـ 23 يوماً بواقع خمسة أيام في مديرية حيدان، حيث يتم تثبيت وقف إطلاق النار في جمعة بن فاضل ومنطقة «ذويب» ومنطقة «جزاع»، إضافة إلى إنهاء التمترس والنزول من الجبال، وإخلاء الجيش لبيوت المواطنين وأملاكهم الخاصة وخروجهم من قراهم ورفع يده عن مزارعهم في كل مناطق المديرية وإفساح المجال للعائدين والنازحين للعودة إلى قراهم ومساكنهم وتوفير الخيام للمدمرة بيوتهم وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية للجميع وإطلاق سراح المعتقلين من جميع مناطق المديرية.

وحددت الخطة يومين للمسح الميداني والاطمئنان على تحقق النزول من الجبال وإنهاء التمترس وسحب الجيش من أي بيوت أو مزارع وقرى وأملاك خاصة، إضافة إلى تأمين العائدين إلى قراهم وتوفير خيام للمدمرة بيوتهم في «النوعة ونوفان» وغيرهما وتوفير المساعدات الغذائية الضرورية، وحددت يومين لمديرية «ساقين» ويوم واحد لمديرية رازح يتم فيه خروج الجيش من البيوت والقرى ورفع يده عن مزارع المواطنين والإفراج عن جميع المعتقلين الحوثيين.

كما حدد يوم واحد لمديرية كتاف يتم فيه الاطمئنان على إنهاء التمترس وتحقيق النزول من الجبال والإفراج عن كافة المعتقلين من مناطق المديرية، ويوم لمديرية قطابر وأخرى لمديرية باقم، ويومان لمديرية مجز وأربعة أيام لمديرية الصفراء ومثلها لمديرية سحار، بحيث يتم فيها استكمال إنهاء التمترس وسحب الجيش وإطلاق سراح المعتقلين من مناطقها ومن سائر المحافظة وحل المشاكل العالقة هناك على أن يتم إغلاق ملف كل مديرية بحالها.

وأبدى الحوثي في خطته استعداد حركته لإطلاق المحتجزين لديها من أفراد الجيش، على أن يتزامن مع إطلاق سراح الجيش ما لديه من أتباعه. وأمل الحوثي من اللجنة إعادة النظر في بعض القوائم التي تتضمن أسماء الجبال والشعوب التي قال إنها من ضمن منطقة مطرة ومنطقة النقعة أو في إطارهما للاتفاق المسبق بشأن المنطقتين. وطالب بأن تتلو هذه العملية خطوة أخرى ترتبط بملف المفقودين والتعويضات ، على أن يتم التوافق على فترتها الزمنية لاستكمال المرحلة الأولى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى