كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> يجب أن نتعود على المعارضة.. وأن نسمح للشعب بالتعبير الحر عما يراه ضرورياً في المطالبة بحقوقه المشروعة في إطار الاعتصامات أو المسيرات السلمية.. هكذا تفعل الشعوب الحرة في العالم الحر.. ويجب أن يتعود الحكام على احترام وقبول الرأي الآخر.. كنا نعتبر أي معارض عدواً للوطن ونتهمه بالخيانة والتآمر والانفصال..وقد آن الأوان أن نغير مفاهيمنا الخاطئة بمفاهيم ديمقراطية صحيحة.. وأن نعرف أن المعارضة دعامة ضرورية للسلطة لكي تسير على الطريق السليم والبناء الصحيح.

> إن أية دولة ضعيفة تولد حكومة ضعيفة.. وكل الذي يجري فيها من أحداث وظلم وفساد واستغلال نفوذ ومتاعب مستمرة.. كان نتيجة لإلغاء المعارضة ومنع الرأي الآخر.. ويجب ألا نفهم أنه إذا تعامينا عن الأخطاء فسيكون الحاكم قادراً على الرؤية بشكل واضح.. وإذا كممنا أفواهنا فسيكون صوت الحاكم قوياً وكبيراً.

> ولابد أن شعور الإنسان سوف يكون عظيماً «عندما يفتح نافذة فيدخل ضوء الشمس والهواء النقي.. وعندما يفتح فمه ولا يتلفت حوله من الذعر.. وعندما ينام في فراشه ولا يفزع من دقة على باب البيت.. وعندما يخرج من بيته فيعرف أنه سيعود إلى زوجته وأطفاله ولن يقبض عليه ويودع في المعتقل الرهيب.. وعندما يقع عليه ظلم ويفهم أن هناك قاضياً سوف يقتص له من ظالمه.. وعندما يسافر من بلده وقت أن يشاء ويعود إلى بلده حين يشاء.. عندما يقرأ كل ما يريد من كتب ويتصفح كل ما يرغب من صحف.. عندما يستطيع أن يقول نعم بمحض إرادته وأن يقول لا عندما يريد أن يقول لا».

> والتاريخ يكون له معنى أعظم إذا كان كله مرصوفاً بالحرية.. وكل ما يفعله الإنسان في التاريخ هو أن يحرص على أن يكون نصيبه من الحرية أكثر.. ولكن حرية الفرد في بعض البلدان تتجنّى وتأكل حرية الآخرين.. وفي هذه الحالة تصبح الحرية قبيحة.. ويصبح نظام الحكم بشعاً.. وإذا كنت حراً لابد أن تكون صاحب رأي حر.. وأن تؤمن برأيك إيماناً مطلقاً.. أما إذا كنت تؤمن بأنه لا رأي لغيرك.. وأن الرأي رأيك فقط.. والقول قولك.. وأن تفرض رأيك بالقوة.. حتى لا يكون هناك رأي آخر يعارضك.. فهذا هو التعصب الذي يؤدي إلى الانهيار وإلى النهاية.

> واليوم نسمع ونقرأ عبارات وشعارات صباحاً ومساءً ولا شيء يبعث على القرف والملل أكثر من هذه العبارات والشعارات لأننا كررناها ألوف المرات حتى ضاقت الكلمات بمعانيها وضقنا نحن بأنفسنا.. فلم يعد من حق أي إنسان أن يذل مواطناً يمنياً ويتحكم في رزقه وقوته.. ولا يستيطع أي إنسان أن يرغمه على الصمت على ما لا يرضاه أو يفرض عليه قبول ما يرفضه.. وليس من حق أحد أن يقهره ويصادر أمواله وينهب أراضيه أو يتحكم في تنقلاته داخل البلاد.. وربما كان شعور الناس بالإحباط واليأس نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بالوعود.. فقد وعدونا بالمساواة في المواطنة والأمن والاستقرار ونزاهة القضاء ومراقبة الأسعار وضمان حقوق المتقاعدين والقضاء على البطالة ومحاربة الفساد.. ولكن شيئاً من ذلك لم يتحقق.

> إن المشكلة حادة ولا ينفع معها العلاج المؤقت.. ولا يجوز أن نداوي المرض الخطير بالبرامول..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى