بارادم يحتضر والأستاد حلم طال انتظاره

> «الأيام الرياضي» عبدالله سعيد بن حميدان:

> الناظر إلى محافظة حضرموت بعد الوحدة المباركة يشعر بمدى التغير والتحول الكبير الذي طرأ على هذه المحافظة المعطاءه حتى أضحت حاضرتها المكلا نموذجاً لمدينة عصرية راقية ذات مزايا فريدة لمدينة هادئة، يغازلها البحر ويحتضنها الجبل، لكن من المؤسف أن نرى أكبر محافظات اليمن مساحة وأغزرها نفطاً وأجودها تراثاً لا تزال متخلفة رياضياً، خصوصاً في مجال البنية التحتية على الرغم أن لها سفير دائم في دوري النخبة وثلاثة اندية في الثانية، وبها أكثر من 25 نادياً رياضياً بينما محافظات أخرى حظيت ملاعبها بالرعاية والاهتمام وأنشئت بها استادات دولية مع أنها لا تملك ربع ما تملكه محافظة حضرموت من مجد كروي ونجاح رياضي.

من يزور ملعب بارادم بالمكلا قد لا يصدق بأنه هذا هو ملعب المدينة الوحيد والرئيسي في إحدى أهم عواصم بلادنا بعد أن أصبح في حالة احتضار دخل على إثرها خانة الشفقة فأرضيته ترابية بدرجة عال العال، ومنصته الرئيسية تخاف أن تقع على جالسيها ومدرجاته ويخيل لك أنها مدرجات على سفوح جبال يتخللها الأشواك ويعيق النظر أمامها حاجز من الاشباك فهل من المعقول ياسادة أن يظل ملعب المحافظة الرئيسي بهذا الشكل وهل ستتطور رياضة المحافظة والحال كما هو ؟ولا ندري لماذا السكوت على ملعب بارادم والتلذذ بمشاهدة فواصل من دراماه الحزينة؟!!

بعد احتفال المحافظة بعيد الأعياد وإجراء البروفات على أرضية الملعب الخضراء توالت الوعود بسرعة إعادة تعشيبه لكن مرت الأيام بنداء عاجل إلى السلطة بالمحافظة وإلى طه عبدالله هاجر محافظ المحافظة بسرعة تأهيل وترميم ملعب الفقيد بارادم، كونه المتنفس الوحيد للمحافظة، وحالياً الفرصة سانحة للترميم بعد انتهاء دوري النخبة وبقاء الملعب في حالة بطالة.

في الايام الفارطة خصصت الدولة مساحة شاسعة في (فلك) كي يبني عليها الاستاد الرياضي حلم الجماهير الحضرمية الذي طال انتظاره، لكن كثيراً من الخبراء والرياضيين يرون أن موقع الاستاد غير مناسب، نظراً لبعده الشاسع عن المدينة ويرون أنه لا حلول لوجود استاد داخل المدينة بعد الجشع العمراني، الذي يزحف كالطوفان إلا بكبس البحر عدة كيلومترات داخل المكلا من أجل بناء الاستاد الذي سيكون بلا شك تحفة رائعة وفريدة، بينما يرى آخرون أن موقعه في (فلك) هو المكان المناسب لتوسطه بين جميع مدن ساحل حضرموت، وبين هذا وذاك يبقى اللاعب الحضرمي ضحية لملاعب ترابية تساعد على الإصابة، ولا تساعد على تقديم عروض كروية مميزة، وعلى الجماهير الحضرمية أن تتحمل بقاء مشاهدة الصورة بالأبيض والأسود في ظل أشعة شمس حارقة في صيف ساخن لا يرحم.

وخلاصة الخلاصة أنه بات من الضروري الاحتكام إلى حتمية الأمر الواقع التي تفرض علينا ترميم ملعب الفقيد بارادم لأن الأستاد الدولي لا يزال في علم الغيب وبناؤه سيحتاج إلى عقود من الزمن في ظل عشوائية أعيت من يداويها، فهل من وقفة جادة وعين مسؤولة تعيد لملعب الفقيد بارادم روحه المسلوبة حتى نشاهده الموسم المقبل بحلة قشيبة؟..نتمنى ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى