حدث في شارع الزعفران

> فريد صبحي:

> صديقي الذي حظي يوماً بدورة تدريبية في مدينة نيويورك حدثني بأنه بينما كان سائراً في أحد شوارعها شاهد ثلاثة عساكر يقفون على الرصيف قبالة بعضهم البعض متقاربين شبه متلاصقين.. تساءل.. فأجابه مرافقه بأن ينظر إلى الأرض إلى عند أرجلهم.. فرأى حفرة صغيرة في حجم طبق الفول يتجمع فيها قليل من الماء الراكد.. ولما بقي على حيرته.. أوضح له المرافق أنهم يخشون أن تطأ قدم أحد المارة الحفرة فيتسخ حذاؤه وربما سرواله أو يتطاير رذاذ الماء فيصيب المارين بجواره.. وأضاف المرافق بأن عمال البلدية حتماً سيصلون بعد قليل لحل هذه(المشكلة) !

تذكرت حكاية صديقي عندما أخبرني صاحب محل في شارع الزعفران التاريخي الذي يشق وسط مدينة عدن التاريخية من العصور السحيقة.. بأن سيدة سقطت يوم أمس على الرصيف بجوار المحل لينكسر ساعدها تماماً إلى نصفين.. وذلك بسبب اصطدام رجلها بسلسلة حديدية ممدودة بين قضيبين قصيرين بالقرب من الرصيف وطولها بضعة أمتار. هذا السلسلة وضعتها البلدية في عدة شوارع كي تضمن موقفاً خاصاً لسيارات النظافة الضخمة!

تلك السيدة تم حملها من قبل المارة ولم يعرف مصيرها بعد.. وقد عملت أنها ليست أول حادثة سقوط وإن كانت الأفظع..فالعديد من النساء والشيوخ سقطوا بنفس الطريقة وتعرضوا لإصابات مختلفة ورضوض!

السؤال الآن.. أليس من حق هذه السيدة أن تلقى أولاً علاجاً مجانياً وأن تحصل ثانياً على تعويض مادي عادل جراء ما أصابها؟!

صديق آخر قال لي بأن إمام المسجد القريب من مكان سقوط السيدة التي كسر ساعدها، كثيراً ما يشكو في خطب يوم الجمعة من تعرضه للسقوط في حفر ومطبات في طريقه من بيته إلى المسجد.. داعياً جهات الاختصاص إلى تسوية الطريق التي سواها عمر الفاروق حتى لا تعثر فيها قدم بغلة.. مش بني آدم!

أما كاتب هذا المقال فهو لا يخفيكم سراً.. فقد تعرض هو نفسه في يوم من الأيام إلى ارتطام وجهه بلوحة إعلان موضوعة على قائمتين (على الرصيف).. وكانت النتيجة تجمع أهل الخير من المارة والمعاريف وإحضار القطن وما يلزم لتضميد الأنف الذي تدحسس .. والله يجازي الذي كان السبب!

لاشك يا سادة أن عدن التي نتغنى بها كثيراً ونعلن حبنا لها دئماً تعاني فوضى وعشوائية مثيرة للإحباط والاكتئاب في نفوس أبناء وأهالي عدن.. ياسادة نحن نلمس جهودكم وتحركاتكم هنا وهناك إلا أن الأثر يكاد يكون معدوماً.. إن لم يزد الحال سوءاً.. خاصة في مدينة عدن التاريخية (عين اليمن).. سواء شوارعها الرئيسية أو الخلفية.. ويبدو أن الأمر يعود لأسباب عدة ربما كان منها ما يمكن استعراضه فيما يلي:

-1 ازدياد عدد القادمين إلى عدن من كل المحافظات وامتلاء الشوارع والأرصفة والطرقات بأحمالهم ومخلفاتهم وفضلاتهم الآدمية وعللهم الجسدية والنفسية.. علماً بأن جلهم من العاطلين عن العمل..وكل ذلك لابد أن تكون له عواقب صحية وبيئية وخيمة على المدينة الصغيرة عدن!

-2 قيام عمال النظافة بعملهم في ساعات النهار وسط الزحام.. والمفروض أن يبدأ عملهم بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر فقط!

-3 سيارات النظافة الضخمة تنطلق في شوارع عدن الضيقة وتطلق صفارات (الحريق) المزعجة فتضيف إلى عناصر تلوث البيئة عنصر التلوث السمعي.. هو إحنا ناقصين.. مش كفاية أصحاب أنابيب الغاز.. وميكروفونات المساجد!

-4 غياب المشاركة الشعبية في حملات التوعية الصحية والبيئية للالتزام بتعليمات النظافة وصحة البيئة.. هذا إن وجدت حملات توعية من أصله!

-5 ضرورة الإبقاء على بعض براميل القمامة في الشوارع الخلفية لحين استيعاب السكان للتعليمات!

6- ضرورة استمرار حملات التوعية والتفتيش على مستوى الأزقة والممرات الخلفية.. والمطاعم ومحلات الأغذية والباعةالمتجولين.. وهذا حكاية أخرى!

E-mail:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى