في ذكرى الرحيل تتعاظم الحاجة ويزداد الحنين

> أسماء الحمزة محمد:

> مازلنا نذكر ليلة الرحيل 16 أغسطس 1976م ليلة كئيبة موحشة وأي وحشة أفظع من وحشة الاغتيال في زمن الخذلان، ليلة نزل فيها المصاب الجلل نزول الصاعقة على الأهل والرفاق والأصحاب والرأي العام الوطني كافة.

وفي تلك الليلة لم يكن مستغرباً الحزن العميق من الفاجعة التي أذهلت الجميع لأن الحزن كان تعبيراً عن فقدان من عرف بنضاله المشرف لأجل قضايا الناس ولأن الذي فقدناه حينها كان دعامة أساسية من دعائم حركتنا الوطنية كأقرانه من الرواد وفرسان الحركة الوطنية سياسياً وإعلاميا آنذاك.. وعلىالرغم من أن فقدانه شكل خسارة كبيرة في حياتنا وعلى وجه الخصوص في العمل السياسي والإعلامي والخلق الإنساني..كان العزاء حينها أنه مازال هناك رجال تميزوا بقوة الموقف وروعة الإبداع أقران وتلاميذ حاضرون ملء السمع والبصر ومازالت الأرض تحمل على ظهرها الباذيب على توأمة سياسية وإعلام وانسانية وزميل ورفيق الدرب الأستاذ القدير الجسور أحمد سعيد باخبيرة وزكي بركات التلاميذ وهم كثر نذكر على سبيل المثال لا الحصر أحمد سالم الحنكي ورفعت وبشر وعبدالله شرف وفاروق على أحمد وصوت بلجون والخطيب، وقلم مفتاح المتفرد. أما اليوم فالمصاب جلل حيث تتعاظم الحاجة ويزداد الحنين لصحافة زمان ورجال زمان.. لصحافة في الصميم وعلى وجه الخصوص تزداد الحاجة لأقلام المبدعين الأوائل لأننا نقف على أعتاب مرحلة حرجة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي في هذه الأيام العجاف التي تتكالب فيها قوى الشر والإرهاب الدولي العنصري بالعداء السافر للعرب والمسلمين والشرفاء في العالم قاطبة.

وما استحضار مكانة هؤلاء الرجال بين الحين والآخر لفقيدنا وأقرانه الأوائل إلا أقل القليل في حقهم وواجبنا نحوهم لما تعرضوا له من محن من أجل قضايا الوطن والمواطنين،

ونتذكر أننا بحاجة ماسة إلى أقلامهم صاحبة الموقف المفعم بالوضوح المنهجي والخبرة النضالية الطويلة والكتابات التي لا تشخص الظواهر فحسب بل تسهم بشكل فاعل في وضع المعالجات الناجعة بالغوص في أعماق الظواهر ومسبباتها لا تصور مظاهرها وقشورها.

ولا يسعنا من أجل من كان مبكراً يضرب به المثال في بساطة الإنسان والأخلاق المهنية في ذكرى الرحيل إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة والتأكيد على أنه وأمثاله مازالوا في الذاكرة والوجدان تتعاظم الحاجة لهم ويزداد الحنين رغم مرور السنين.

16 أغسطس الذكرى الواحدة والثلاثون لرحيل الصحفي والقائد عبدالله عبدالرزاق باذيب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى