كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> هل المأساة في بلادنا أننا في حاجة إلى عقول مفتوحة؟.. وهل تجاربنا في الحياة عمقت لدينا الشعور بأننا متخلفون لا نستطيع أن نواكب العصر - بسبب الفساد - وغير قابلين أن نتعلم جديداً.. (وأن لا شيء يستحق الاهتمام) عندنا؟.. وقد كثر هذا الكلام وتردد أكثر على كل الألسنة في الخارج.. وكأنهم نسوا أو تناسوا أننا في حاجة إلى أن نعيش في أمان وأمن واستقرار.. ولهذا السبب يجب أن نضع سياسة ونرسم خطة تجعلنا نتجاوز هذه المرحلة.. وأن نتجاوز هذا الشعور على أقل تقدير بعدم الخوف من الجوع والجهل والمرض.

> والمشكلة هي أننا نتحدث كثيراً عن مستقبل بلادنا.. ثم لا نفعل شيئاً من أجل صناعة هذا المستقبل لبلادنا.. وقد كثر الكلام أيضاً عن مشاكلنا الاقتصادية.. وعن ضرورة التنمية الزراعية والصناعية وليس هذا مستحيلاً وممكن أن نجعله سهلاً.. ولكن ممكن إذا بدأنا العمل وممكن إذا كنا جادين ومصرين على تحقيقه بقوة العزم والإرادة وقوة الإقناع والاقتناع ووضوح الصدق والنية وتغليب المصلحة العامة.

> ومشكلة بلادنا هي كيف نكون واحداً بدون تمييز أو تفرقة؟.. وكيف نجعل أبواب الحياة والمستقبل مفتوحة؟.. وكيف نستطيع أن نتجاوز الذكريات الأليمة التي خلقت أشكالاً وألواناً من الغضب والندم؟.. ولابد أن تكون هذه الاهتمامات معروفة ومفهومة وممكن تحقيقها إذا استطاعت بلادنا تقديم المثل الأعلى والقدوة الحسنة.

> ولكن ما الذي يحصل اليوم؟.. إننا نخلق لأنفسنا الأعذار قبل البداية.. ولكن أحداً لا يعمل ولا يبحث عن شيء أنفع من الكلام لنا ولبلادنا.. وكأن الهدف لم يعد واضحاً أو لم يعد هناك هدف لأي شيء.. ثم اكتفينا فقط بالإعجاب بالذي وصلنا إليه.. مع أننا لم نصل إلى شيء واضح ومحدد.. فما أحوجنا إلى أن نواجه أنفسنا ثم نتساءل ماذا فعلنا بأنفسنا ثم نرى أنفسنا من الداخل لا أن ننظر إليها من الخارج.. لكي نفوز على أقل تقدير بهذا الموقف الأخلاقي.

> والقضية الآن هي أننا مازلنا ننفخ في الريح إذا أسرفنا في استعمال كلمتي الهزيمة والنصر.. والغريب أننا عندنا قدرة عجيبة في المبالغة في كل شيء.. إننا نشكو من الغلاء ونشكو أيضاً من الفساد والعجز في محاربة الفساد.. مع أن الفساد واضح أمام عيوننا.. ونحن لسنا في حاجة إلى هيئة لاكتشاف الفاسدين والتعرف عليهم.. فالذين يمارسون الفساد ليسوا من الجن أو الشياطين.. إنهم موجودون بيننا.. ويعيشون معنا.. ولكن المشكلة هي أننا نتستر عليهم.. ونرمي تهمة الفساد على الضعفاء والمساكين ولذلك نشعر بالضعف والندم دائماً.. لأننا لم نستطع أن نفعل شيئاً ولن نستطيع إلا إذا قدرنا أن نغيّر ما بأنفسنا وهذا صعب جداً مع الأسف والندم.

> إننا لا نريد أن نسمع كلاماً أجوف وشعارات زائفة وأحاديث عن الاقتصاد والتنمية وأي شيء آخر.. إذا كانت بطوننا خاوية.. أشبعونا أولاً ثم حدّثونا كما شئتم .. فلا شيء قبل أن نأكل.. وكل شيء بعد أن نشبع.

> إننا نؤمن أن أبواب الرزق مفتوحة.. ولكن ليس الجميع قادرين على دخولها.. إنها ليست مفتوحة للجميع.. وإنما هي مفتوحة للصفوة والنخبة.. والله المستعان عليكم!!..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى