بطولة ناجحة وكأس غالية

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> اختتمت مساء يوم الجمعة بنجاح كبير البطولة العربية المدرسية الثالثة لكرة القدم وسط حضور جماهيري غفير لم نر مثله منذ وقت طويل على مدرجات ستاد الفقيد المريسي أو غيره من ملاعبنا اليمنية حتى في مباريات المنتخبات الوطنية.

- مر وقت طويل لم نشاهد مثل هذا الجمهور المتفاعل والمتحمس الذي اكتظت به مدرجات ستاد المريسي في المباراة النهائية للبطولة المدرسية وآزر وشجع منتخبنا المدرسي بحماس طوال شوطي المباراة وكان العامل والدافع الأكبر للفوز اليمني باللقب العربي.

- قلنا أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، وقال الخبراء والفنيون المحليون والخارجيون إن الكرة اليمنية تملك أحد أهم عوامل ومقومات التطور الكروي وهو (الجمهور).. ونعيد للذاكرة ما قاله المدرب البرازيلي العجوز الشهير (ماريو زاجالو) حينما كان مدربا للمنتخب السعودي الذي لعب مع المنتخب اليمني (الجنوبي سابقاً) في تصفيات كأس العرب مطلع ثمانينات القرن المنصرم، ويومها شاهد المدرب البرازيلي مدرجات ملعب الملز بالرياض وقد اكتظت بالجماهير اليمنية (المغتربين من الشمال والجنوب) وهي تشجع منتخبها بحماس وتهتف له بدون توقف فقال:«أعطوني مثل هذا الجمهور أعطيكم انتصارات وبطولات».

- الجمهور الغفير الذي شاهدناه في نهائي البطولة المدرسية مساء الجمعة 31 أغسطس 2007م يعلن بالفم المليان أن لدينا الجمهور الذي تتمنى مثله الدول المجاورة، الجمهور العاشق للمستديرة الساحرة والمستعد للحضور إلى الملاعب رغم أنف الظروف عندما يجد كرة قدم ممتعة، الجمهور المتعطش للبطولات والذي يبحث عن الانتصارات حتى عند فتيان المدارس.

- هذا الجمهور كان أفضل عنوان لنجاح البطولة المدرسية وفوز منتخبنا باللقب كان أجمل هدية لذلك الجمهور العريض، والاثنان معا (الحضور الجماهيري زائدا الفوز بالكأس) هما أروع مكافأة وخير تكريم لمنظمي هذه البطولة الذين نجحوا في استضافة هذا التجمع الرياضي الشبابي العربي الكبير من 13 دولة عربية تجتمع وتلعب لأول مرة على الأرض اليمنية، ليس في محافظة واحدة ولا اثنتين وإنما في ثلاث محافظات مختلفة.

- نجحت البطولة استضافة وتنظيميا وفنيا وإعلاميا وجماهيريا، وأثبتت الكوادر اليمنية أنها قادرة فعلا على التألق والنجاح عندما تتوفر لها الظروف المناسبة، بل أبسط الظروف الممكنة.

- وهنا تحضرني شهادة الأستاذ المغربي فتحي إدريس أمين عام الاتحاد العربي للرياضة المدرسية والتربية البدنية الذي حضر إلى اليمن للمرة الأولى وأشاد خلال المؤتمر الصحفي قبيل انطلاق البطولة بحسن الإعداد والتحضير لها وقال:” إن لديكم كوادر وكفاءات وقدرات ذات مستوى عالٍ، لكنكم لا تعرفون كيف تبرزون وتقدمون كوادركم للآخرين خارج اليمن”.

- نعم نجحت البطولة وتجاوزت بعض الهفوات والأخطاء البسيطة التي يمكن اعتبارها مقبولة على قاعدة (من يعمل يخطئ) ولم يكن لها تأثير على نجاح البطولة بشكل عام.

- وإذا كان أ. د. عبدالعزيز بن حبتور نائب وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة التحضيرية قد قاد باقتدار (أوركسترا) النجاح وحرص على أن يكون موجودا دائما في قلب الحدث منذ وقت مبكر قبل بداية البطولة حتى آخر أنفاسها فإن سر النجاح- كما أعتقد- يكمن في عدم (مركزة) العمل والقرار بيد شخص واحد وإنما منح صلاحيات معقولة ومطلوبة لرؤساء اللجان العاملة كل في مجاله واختصاصه وإعطائهم حرية العمل واتخاذ القرار المناسب، بمعنى آخر (إعطاء الخبز لخبازه) فجاء الخبز ساخنا.. طريا.. شهيا.. تذوقه الجميع بشغف، وأشاد الجميع بجودته العالية ومذاقه اللذيذ، وغادرت جميع الوفود العربية أرض السعيدة راضية سعيدة، وفي كلماتها أصدق آيات الشكر والامتنان وفي عيونها أجمل تعابير الإشادة والإعجاب.

- تحية حب وتقدير لكل تلك الجماهير الوفية ومبروك لها وللوطن وللاعبين هذا النجاح والفوز بكأس البطولة ومبروك لقيادة وزارة التربية والتعليم هذا التميز والصورة المشرقة والمشرفة.. وإذا كانت وزارة التربية والتعليم هي صاحبة هذا العرس و(أم العروس والعروسة) بصورة عامة فإن لهذا النجاح- في تفاصيله الخاصة- رموزه ورجاله، منذ كانت استضافة البطولة مجرد فكرة حتى أصبحت واقعا إلى لحظة اختتامها بتميز ونجاح.

- ومع تأكيدنا على أن كل واحد من رموز ورجال النجاح يستحق التحية والإشادة والشكر والتقدير والذكر، إلا أن المجال هنا لا يتسع لذكر أسمائهم جميعا، لكن لابد من الإشارة إلى أنهم كل رؤساء وأعضاء اللجان العاملة والمساعدة من كوادر وزارة التربية والتعليم وخارجها.. كما لا ننسى أن هذا النجاح كان ثمرة تعاون وتآزر عدة وزارات وجهات رسمية وأهلية ورعاية حكومية وسياسية رفيعة المستوى.

تعلم يا دكتور

> لا يستطيع أحد نكران أن الشيخ أحمد العيسي ساهم شخصيا في نجاح استضافة وتنظيم البطولة المدرسية بل وفوز منتخبنا المدرسي باللقب من خلال تسهيل مشاركة بعض اللاعبين في صفوفه وفي مقدمتهم هداف البطولة عبدالله يسلم.

- الشيخ أحمد العيسي أبدى تعاونا وتجاوبا كبيرين مع اللجنة التحضيرية والمنظمة للبطولة، انطلاقا من حبه للرياضة ودعمه الدائم لها، وثانيا من واجبه كمواطن يمني ومن موقعه كرئيس لاتحاد الكرة، المسئول الأول عن اللعبة في البلاد.

- العيسي- كشخص- تعاون مع منظمي البطولة والقائمين عليها بلا حدود، لكن اتحاد الكرة كمؤسسة رياضية لم يتعاون كما يجب بل إن بعض (المنظرين) في الاتحاد تمنعوا من التجاوب والتعاون مع منظمي البطولة متحججين بمبررات وأعذار واهية من صنع خيالهم ربما لأنهم أرادوا أن تكون الأمور التنظيمية والجوانب الفنية تحت سيطرتهم- كالعادة- متناسين أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة المعنية والمسئولة عن الاستضافة والتنظيم وأن اتحاد الكرة يفترض به أن يكون جهة معاونة وليس جهة مسئولة مسئولية مباشرة.

- عباقرة الاتحاد وصل بهم (النزق) إلى درجة أنهم رغبوا في فشل البطولة وتوقعوا فشلها مسبقا، حتى أن (دكتورهم) أعلن صراحة أن البطولة ستفشل والاتحاد ليس لديه استعداد لتحمل تبعات ومسئولية الفشل.

- الذين تعودوا أن (يكوشوا) على كل صغيرة وكبيرة تحت أيديهم وداخل أكياسهم (العلاقي) يعتقدون أنهم وحدهم القادرون على صنع النجاح وأن الآخرين بدونهم لا شيء، لكن نجاح البطولة المدرسية الثالثة لكرة القدم بشهادة الجميع كان بمثابة درس بليغ لمثل هؤلاء عسى أن يتعلموا منه!

عاد الفرسان ورفرفت البيارق

> (قولوا معانا بتحبوا مين.. بنحب الوحدة تسكن في العين.. لعبك يا وحدة واحد واثنين.. لونك الأخضر رمز الشطرين)

- هكذا كانت تردد جماهير الأخضر العدني أيام العز والأمجاد عندما كان (فرسان الفيحاء) أبطالا لايشق لهم غبار في ميادين المنافسة وكانت خلفهم أكبر قاعدة جماهيرية في البلاد.

- و(يا وحدة.. يا وحدة.. يا وحدة.. يالابس الأخضر يشهد لك التاريخ.. والميدان الأحمر).

وفعلا كان نادي الوحدة العدني ومايزال وسيظل فارسا في الميدان الأحمر والأخضر وتاريخا وجغرافيا ومعلما من معالم الزمان والمكان لاتطويه الأزمات والنسيان.. قد تتقلب الظروف ويتغير الطقس والمناخ وتجدب الأرض وتجف الأغصان وتتساقط الأوراق لكن الأشجار الأصيلة لاتموت.

- وها هم فرسان الفيحاء يعودون على صهوة التألق إلى الأضواء مجددا رافعين بيارق الهاشمي خفاقة عاليا.. وها هي أيام العز الخضراء تطل برأسها من جديد.

- ألف مبروك لجماهير الأخضر عودة فرسانهم وبيارقهم، وهذه مجرد كلمات البداية.. مقدمة لعودة فرسان الفيحاء.. وموضوع الاحتفاء والاحتفال بعودتهم المظفرة في عدد قادم بإذن الله، وهو أقل واجب علينا تجاه أبطال الصعود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى