اقتراب اولى جولات المعركة السياسية بين بوش والكونغرس بعد العطلة

> واشنطن «الأيام» ستيفين كولنسون :

>
الرئيس الاميركي جورج بوش وزوجته لورا
الرئيس الاميركي جورج بوش وزوجته لورا
اقتربت المعركة السياسية بين الرئيس الاميركي جورج بوش وخصومه الديموقراطيين في الكونغرس حيث ستبدأ اولى جولاتها بعد العطلة هذا الاسبوع لتحديد مصير الاستراتيجية الاميركية في العراق.

ويعود الكونغرس من عطلته الصيفية ليبدأ اسبوعا من جلسات الاستماع للتمهيد لتقرير بوش الحساس حول الحرب والمتوقع ان يصدر في 15 ايلول/سبتمبر.

وفي الاسبوع الذي يبدأ في التاسع من ايلول/سبتمبر، سيمثل كل من الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر امام الكونغرس للادلاء بشهادة قد تكون الاهم التي يستمع اليها الكونغرس منذ اعوام.

ومن اهم القضايا التي ستشعل المعركة بين الطرفين استراتيحية بوش بارسال 28500 جندي اميركي اضافي الى العراق بعد اربع سنوات من الحرب التي تثير استياء الاميركيين وادت حتى الان الى مقتل اكثر من 3700 جندي اميركي وعشرات الاف المدنيين.

ويرغب بوش في تمديد فترة بقاء القوات الاضافية حتى مطلع العام المقبل، الا ان الديموقراطيين سيحاولون مرة اخرى اجباره على اعادة معظم القوات المقاتلة قبل ذلك.

ويقول بوش ان هناك مؤشرات اكيدة بان الاستراتيجية ادت الى تخفيف العنف في العراق، بعد ان بدأت العشائر السنية بمواجهة تنظيم القاعدة في محافظة الانبار.

وصرح بوش الثلاثاء الماضي "ان قواتنا تشهد تقدما على الارض".

وتساءل "هل سيسحب زعماء (الجنود) المنتخبين البساط من تحت اقدامهم في الوقت الذين يحققون فيه تقدما ويغيرون الديناميات على الارض في العراق؟"

ويشن الجمهوريون حملة اعلامية واسعة من خلال اعلانات تلفزيونية وتصريحات لكبار المسؤولين والمعلقين، وكذلك من خلال تقييمات حول التقدم العسكري من اكاديميين زاروا الجنرالات الاميركيين في العراق.

وتحدث مايكل غيرسون المسؤول السابق عن كتابة خطابات الرئيس الاميركي الاسبوع الماضي في مقال في صحيفة "واشنطن بوست" عن "موسم امل في العراق".

وقال "قبل اشهر قليلة، كان القول السائد هو ان العراق يخوض غمار حرب اهلية متصاعدة. الا ان تلك المزاعم لم تعد حقيقية".

غير ان الديموقراطيين بمن فيهم الطامحون في الحصول على ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة، يقولون انه وان انخفض مستوى العنف، الا ان ذلك مؤقت فقط، محذرين من ان القوات الاميركية عالقة في حرب اهلية.

ورغم سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس، الا انهم اخفقوا مرارا في اجبار بوش على القبول بجداول زمنية لسحب القوات الاميركية مطلع العام المقبل.

ويحاول ديموقراطيون بارزون الان ادانة سياسة بوش باستخدام كلمات بوش نفسه الذي قال ان استراتيجية زيادة عديد القوات تهدف الى تعزيز الاصلاح السياسي في البلد المضطرب.

ويقول مايكل اركوري عضو الكونغرس الديموقراطي عن نيويورك "كان الهدف من زيادة عديد القوات منح الحكومة (العراقية) الوقت والفرصة للتفاعل والتوافق (...) الا ان ذلك لم يحدث، فقد اهدروا الوقت الذي منح لهم".

وقال ديموقراطي بارز ان جلسات هذا الاسبوع ستشكل "استمرارا" للضغط قبل ادلاء كل من بترايوس وكروكر بافاداتهما.

وستعقد الثلاثاء والاربعاء ثلاث جلسات استماع في مجلسي النواب والشيوخ لبحث تقرير مكتب المحاسبة الحكومي الذي نقلت الصحف انه قال ان الحكومة العراقية لم تحقق التقدم الذي طلبه الكونغرس.

وسيستخدم الديموقراطيون التقرير لاتهام البيت الابيض برسم صورة مشرقة كاذبة للاحداث في العراق.

وفي وقت لاحق من الاسبوع سيقدم القائد الاميركي السابق في اوروبا الجنرال جيمس جونز تقريرا للمشرعين حول وضع القوات العراقية.

ورغم الاستياء المتزايد والمشاكل السياسية الا ان بوش ومساعديه دافعوا بقوة عن سياسة رفع عديد القوات في العراق، ويبدو انهم مقتنعون بان تهديد انشقاق اعداد كبيرة من الجمهوريين قد انخفض.

ونظرا لان الديموقراطيين لا يملكون سوى اغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ، ولان قوانين المجلس تشترط هامش 60 صوتا لتمرير اي قانون رئيسي، يتعين على الديموقراطيين كسب تاييد الجمهوريين المترددين لاجبار بوش على تغيير سياسته.

وحتى الان انشق عن بوش عدد قليل من اعضاء الكونغرس الجمهوريين.

الا ان السناتور الديموقراطي البارز جوزف بيدن قال "اعتقد اننا سنرى جولات من الان وحتى بداية تشرين الثاني/نوفمبر قبل ان نصل الى مرحلة الاقتراب من الحصول على اغلبية الستين صوتا في مجلس الشيوخ الاميركي". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى