الانسحاب البريطاني من البصرة قائم على خلفية التوتر مع واشنطن

> لندن «الأيام» ايلودي مازن :

>
انسحاب القوات البريطانية
انسحاب القوات البريطانية
اتى انسحاب القوات البريطانية من القصر الرئاسي في البصرة في جنوب العراق والذي يعد خطوة اولى من عملية الانسحاب المبرمج لبريطانيا من هذا النزاع الذي لا يحظى بشعبية في بريطانيا، فيما ظهرت علامات توتر في الاسابيع الماضية بين لندن وواشنطن.

واكد رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون في حديث الى القناة الرابعة في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي 4) ان انسحاب القوات البريطانية "عملية مخطط لها وعبارة عن انتقال منظم من قصر البصرة الى مطار البصرة" وليس هزيمة.

وانسحب نحو 500 جندي من هذا القصر الرئاسي الذي بني في عهد الرئيس السابق صدام حسين الى مطار البصرة الواقع على مسافة حوالى 25 كلم من وسط المدينة، والذي يوجد فيه نحو 5000 جندي بريطاني.

واعلن متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لوكالة فرانس برس ان انسحاب القوات البريطانية من القصر الرئاسي في البصرة في جنوب العراق تم "بنجاح" وانتهى عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش.

وتامل بريطانيا ايضا بان تتمكن خلال الخريف المقبل من نقل كامل السلطات في محافظة البصرة الى القوات العراقية. وقد تم هذا الامر حتى الان في ثلاث من المحافظات الاربع التي تنتشر فيها القوات البريطانية في جنوب العراق.

وبتخفيف وجوده في العراق، يكون الجيش البريطاني قد اتخذ الاجراءات الضرورية من اجل تعزيز وجوده في افغانستان حيث ينتشر نحو سبعة الاف جندي بريطاني معظمهم في ولاية هلمند (جنوب) حيث تدور معارك شبه يومية مع قوات طالبان. وهذا العدد قد يتجاوز سبعة الاف وثمانمئة جندي بحلول نهاية العام الحالي.

وكانت عملية الانسحاب من القصر الرئاسي في البصرة قد اعلنت في شباط/فبراير من العام الحالي من قبل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الا ان موعد هذا الانسحاب لم يكن قد تم تحديده مطلقا.

وبحسب الصحف البريطانية فقد فاجأت هذه العملية التي تعد خطوة رمزية لانسحاب تدريجي للقوات البريطانية من العراق العسكريين الاميركيين لسرعتها.

ورأت فيها العديد من الصحف خطوة جديدة نحو انسحاب كامل من العراق والتي طالما ارادها غالبية البريطانيين.

واعتبرت صحيفة "ديلي ميرور" ان في هذه الخطوة اشارة جديدة الى عزم رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون التخلص من سياسة التبعية البريطانية لواشنطن التي لطالما انتهجها سلفه توني بلير.

وقال روبرت لوي الخبير في مركز "شاتهام هاوس" للابحاث الذي يتخذ من لندن مقرا له في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الحكومات تحاول ان تجعل الامور تبدو وكأنها متجانسة قدر الامكان لكن يمكننا ان نلاحظ بأن هناك تجاذبا".

واضاف "من المؤكد ان هناك بعض الاستياء من الجانب الاميركي من رؤية البريطانيين يقومون بتقليص وجودهم في العراق في الوقت الذي يعمل فيه الاميركيون على زيادة هذا الوجود لمواجهة الاوضاع الصعبة للغاية على الارض".

وفي الحقيقة يأتي هذا الانسحاب على خلفية توتر متزايد بين الولايات المتحدة وبريطانيا حول العراق.

ويأتي الانسحاب من وسط البصرة في وقت وجه مسؤولون عسكريون بريطانيون سابقون انتقادات حادة في نهاية الاسبوع الى الطريقة التي اعتمدتها الولايات المتحدة لادارة الوضع في العراق بعد اجتياح 2003 وسقوط نظام صدام حسين.

وقال الجنرال تيم كروس الذي كان اعلى مسؤول يعنى بالتخطيط لما بعد الحرب اثر سقوط صدام حسين، "ليس هناك ادنى شك الان بعد مرور الوقت ان الخطة الاميركية
لمرحلة ما بعد الحرب خاطئة تماما وان عددا كبيرا منا كان يخشى ذلك في تلك الفترة".

وكان قائد الجيش البريطاني لدى بدء التدخل العسكري في العراق الجنرال مايك جاكسون اعتبر في سيرة ذاتية بعنوان "سولدجير" (جندي) نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" مقتطفات منها السبت الماضي، ان السياسة الاميركية في العراق "في افلاس فكري".

وتعتبر البصرة ثاني اكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد ويبلغ عدد سكانها نحو مليونين غالبيتهم الساحقة من الشيعة وهي تشهد نزاعات دامية احيانا بين انصار الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وانصار المجلس الاعلى الاسلامي في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الفضيلة الشيعي.

وقتل 159 جنديا بريطانيا في العراق منذ مشاركة لندن في الاجتياح الاميركي لهذا البلد في اذار/مارس 2003. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى