المناضل الإنسان

> فريد عبده صحبي:

> يقولون إن الإنسان في سن العشرين يفكر في إصلاح العالم، وفي الثلاثين يفكر في إصلاح وطنه، وفي الأربعين يفكر في إصلاح مدينته، وفي الخمسين يفكر في إصلاح الحي الذي يعيش فيه، وفي الستين يفكر في إصلاح نفسه!

ولكن حسن باعوم المناضل الصعب كسر هذه القاعدة أو المقولة أو الحكمة.. فنجده يفكر في إصلاح وطنه وربما العالم مع أنه قد تجاوز سن الستين.. إنه يناضل وكأنه في سن العشرين.. كابنه (فادي) المناضل أيضاً.. هذا الرجل العجوز المعجزة يناضل هو وأبناؤه الثلاثة وابنته البارة الدكتورة (سبأ).. لا يناضل من وراء مكتب ولا في الحجرات المكيفة ولا في الفنادق الخمسة نجوم.. هذا الرجل العجوز - الذي كان يوماً في أعلى مرتبة قيادية في الحزب الحاكم- يناضل اليوم في الشارع.. مع أبنائه وأبناء شارعه والحي والمدينة التي يعيش فيها.. أبناء المدينة كلهم أبناؤه. دائماً هو مع الفقراء والموظفين المعذبين في الأرض مع الصيادين والكادحين وعموم أفراد الشعب الشرفاء من كل الفئات!

عفواً يا سادة.. إنه ليس عجوزاً فحسب.. هو مريض أيضاً.. ليس مرضاً واحداً بل مجموعة من الأمراض.. إنه خارج للتو من أخطر عملية جراحية.. عملية القلب المفتوح.. ومريض بداء السكر وضغط الدم وقصور الكلى.. ومع كل ذلك نزل إلى الشارع بكل ما يحمل من آلام ليناضل من أجل آلام الناس وحقهم في الحياة الكريمة!

إنه حسن باعوم.. شبواني الجذور حضرمي المولد عدني التربية.. هو اليوم رهن الاعتقال تطبق جدران السجن الرهيب على صدره العليل.. ممدداً على البلاط وليس على سرير من الأسرة البيضاء في المستشفى تحت الرعاية الطبية التي يحتاجها.. إن معاملة كهذه لا يمكن أن تكون في ظل حياة عزيزة أو كريمة ولا في أجواء الحرية والاستقلال.. إنها أجواء ظلم وعبودية وإذلال لا عهد لنا به ولا عرفان!

إنه حسن باعوم.. المعجون بتراب الوطن.. المصبوغ بلون تراب الوطن.. المجنون بحب الوطن المتيم بحبكم يا أهل الوطن.. يا كل الناس.. أفراداً وجماعات.. منظمات وجمعيات ومؤسسات.. دافعوا عن حياة الوطن.. حياتكم.. حياة السجين المريض حسن باعوم!

وليتواصل الدفاع عن السجناء والمعتقلين الشرفاء وفي المقدمة الجندى البطل العميد الركن ناصر علي النوبة بمعية أخيه المناضل الإنسان حسن باعوم!

E- maiP:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى