في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بلحج .. دوحة للشعر والطرب في ذكرى رحيل الأديب والفنان عبده عبدالكريم!
> «الأيام» مختار مقطري :
> الله يا لحج.. الله عليك..وأنت تتنفسين برئتي حوطتك المحروسة بالله..أيتها المنعمة بترف تاريخك التليد.. سلاطين وأمراء.. رجالاً ونساء.. شعراء وأدباء وملحنين ومطربين وجمهوراً عاشقاً لخيالاتهم المتدفقة نوراً و مسكاً في ومضات فنية خالدة لأنها خلدت التراث.. حريصاً على ارتشافها كظمآن لا يروى.. وهو محافظ عليها كبخيل محافظ على أنفس ما لديه.. الله بالحج.. يا أرض الخير.. يا حديقة الفل و(العطب) وفكرة مشفرة عن الخلد.. بكل ما في وجهك من رواء وخضرة.. وبكل ما في قلبك من موسيقى وتسابيح.. وما في خيالك من رؤى فتية لا تشيخ مهما اتشح الدهر بالأسود والرمادي، وتقنّع الواقع بالنكران والجحود، لأنك أبقى وأصدق من الواقع. فأنت تطيلين عمر هذا وتصنعين ذاك بالحب والوفاء والقدرة على العطاء المتفتق دوماً خيرات خضراً على التربة الحبلى.. وهمسات شاعرة على الشفاء المطبقة إلا عن السلام والتسليم.. ونغمات غافية في رفة الوتر العاشق وفي تموجات الأصوات الصداحة ترخيماً وعذوبة.
إيه يا لحج.. كيف جمعت بين السلطان والشاعر وبين الأمير والملحن فذابت الفوارق في خلايا الشعر والموسيقى.. كما ذابت فوق (السوم) الفاصل بين جنتين.. وعلى الوجوه السمر العابدة في (المخرط) الضيق كالشريان الواهب الحياة للجسد. إيه يا لحج كم أنجبت من نجوم زاهرة. وما زالت بكراً كأن لم تنجبي نجمة واحدة.. رحلوا أجساداً وتعلقت أرواحهم في مدى سمائك الفسيحة.. ومن بقي منهم على قيد الحياة يلتمس حبك وعطفك ويمزجون أنفاسهم برائحة ترابك الطيني في الوادي والحقل وفي جدران بيوتك العتيقة.. جيل بعد جيل من النجوم الزهر ومازالت بكراً.. ولربما حسبك ناقمٌ قد شخت ويائس قد متّ ومغرور قد جففت.. فدعيهم يا أمي وواصلي صناعة الحياة.
آثرت البدء بهذه المقدمة وأنا أتمنى أن أوفق في وصف مشاعري نحو لحج وعاصمتها الحوطة الغناء التي أرضعتني عشقها صغيراً لأهيم بها كبيراً، على أنها جديرة بها وإن لم ترضعني، فأنا أحبها حبين، حب البر بأم رؤوم وحب المهتم بكل مدينة وقرية أنجبت عظيماً مهما كان المجال الذي تبدت فيه عظمته، وصنعت- كلحج- تاريخاً مزدهراً لها، لا بخطط الساسة فقط بل وأيضاً بعطاء مبدعيها، غير أنه لا فضل لي في هذه المقدمة، وانما الفضل لاتحاد الأدباء فرع لحج بما يهيء لي من ظروف مواتية لتتحدث مشاعري في فعاليات احتفائه بالمبدعين.. كان آخرها فعالية الاحتفاء بالأمير الشاعر والفنان عبدالحميد عبدالكريم مساء الأربعاء 9/19 (السابع من رمضان) في ذكرى رحيله الأولى (26سبتمبر 2006م)، وما يميز فعالياته حضور عدد كبير من المبدعين والمهتمين ليسوا من أعضائه وبتنظيمها الجيد، وكان في مقدمة الحضور الأخوة محسن النقيب (ملهم الإبداع ونصير المبدعين) وكيل المحافظة، سعيد علي حيدرة مدير عام مديرية تبن، على حسن القاضي رئيس الفرع رئيس منتدى تبن الثقافي، الكاتب القدير د. هشام محسن السقاف رئيس منتدى الوهط الثقافي، منتدبا المحروسة ومسعد الثقافيان من لحج، الشاعر محمد سالم الباهيصمي ، عادل مبروك رئيس منتدى (مسعد) مدير عام إذاعة لحج، مركز حنبلة للتوثيق ومنتدى الباهيصمي الثقافي والفني بعدن وفرقته الموسيقية (نسائم عدن) بقيادة الفنان القدير سالم الحطاب. وأدار الفعالية باقتدار القاص أحمد سعيد الباشا.
وكان لحضور الفنان الكبير عبدالكريم توفيق دلالة على اكتمال عظمته الفنية حين يتوجها بهذا الاهتمام والنشاط الإنساني/ الفني فيحرص على المشاركة في فعاليات الاحتفاء بأساتذته الرواد أو بزملائه من الفنانين وحتى بتلاميذه ومن هم أقل منه في الشأن الفني، وكثيراً ما يشارك بالحضور والحديث والغناء كذلك، وهو ما ينبغي أن يتعلمه زملاوه الفنانون والكبار منهم تحديداً لأن التواضع الإنساني والفنى أساس للتميز ومفتاح للخلود، عبدالكريم أسعد الحضور بأغنية جميلة هي(الدهر كله عمارة) من كلمات صالج فقيه وألحان عبده عبدالكريم كان قد غناها عام 1960م، وكان رائعاً أن يعزف له ولغيره على آلة العود الفنان القدير فضل كريدي بمنتهى التواضع الفني الجميل.
وفي البدء قرأ الأخ فؤاد باخرابة كلمة الأسرة نيابة عنها وقدم من خلالها نبذة مختصرة عن الحياة الإنسانية والفنية للأمير الشاعر والفنان عبده عبدالكريم، تلاه الأستاذ علي حسن القاضي بكلمة فرع الاتحاد بلحج قال فيها:«تاريخ حافل بالأحداث خاضها (الفقيد) بحيوية ونشاط، فله المكانة التي أرسى دعائمها منذ عهد القمندان في أواخر الثلاثينات، ثم حمل الراية في الأربعينات مع أقرانه صالح فقيه وعبدالله هادي سبيت وفضل محمد اللحجي ومحمد سعد الصنعاني وصلاح كرد وغيرهم».
وارتجل د. هشام محسن السقاف كلمته القصيرة ارتجالاً مكثفاً فنفحها بالدفء والضوء الوامض بتجلي التقدير الواعي والوفاء المتجذر في القلب والنفس والضمير لجيل الأساتذة المبدعين الرواد.. وكم كان حديثه رائعاً وهو يقول:«إنني في غاية السعادة أن (أكرم) بالحديث عن عملاق من عمالقة الأدب والفن بالحج، وهي فرصة أن نحيي أمجاداً لواحد من الذين كان لهم إسهامهم في النهضة الفنية والأدبية في ظل وجود رائد النهضة القمندان، وهذه ميزة لا تتوفر إلا لأديب مثل عبده عبدالكريم».
وفي كلمته المضيئة قال الأخ محسن النقيب (ملهم الإبداع ونصير المبدعين):«إن لحج ولادة لخير الرجال وأعظمهم ليس فقط في مجال الأدب والفن ولكن في مختلف الحقول الفكرية والعلمية والثقافية والأدبية والسياسية كالجاوي وأبوبكر السقاف وابن شهاب ود. حيدرة البان وغيرهم كالقاضي حسن القاضي السقاف والعلامة أحمد قاسم النخلاني.. إن لحج أرض خصبة ومعطاءة تنبت الزرع وتذري الرجال العظماء على مر التاريخ ولازالت تعطي بسخاء وتعيش بكبرياء، والشكر والتقدير هنا موصول إلى كل من عمل وشارك وساهم في تنظيم هذه الاحتفائية بهذا الشاعر والفقيد وفي المقدمة فرع اتحاد الأدباء والكتاب بلحج».
وقرأ الشاعر سالم باجارة قصيدة جميلة جداً عن الأمير الشاعر والفنان عبده عبدالكريم مطلعها: أحسنت يافرع اتحاد الأدبا
أحسنت صنعاً في اختيار النجبا
وفيها يقول عن الفقيد:
عاد من منفاه في صورته
لم يؤثر فيه نفي كُتبا
صادق العزم له تجربةٌ
في الحياة تثير العجبا
حل ضيفاً في بلدته
مشرقاً حينا وحينا مغربا
لم يجد بيتاً ولا أرضاً وزد
كل شيء ملكه قد سلبا
ثم قرأ الشاعر محمد حسين الدرزي قصيدة رائعة قال فيها:
كم هداك الروض ورداً
كم سقاك الدهر شهدا
كم أحيل الورد شوكاً
جارحاً كفاً وخدا
ما أسلتَ الدمع قهراً
نادباً مالاً وولدا
عشت للشدو خليلاً
فقصدك الشعر قصدا
واختتمها بهذا التضمين الجميل:
إن خلف لي الخل وعداً
ساهياً ما كان قصدا
لا تحرضني عذولي
إن لي سمعاً ورشدا
لكن فعلها الشاعر عارف كرامة بعد ذلك.. فعلها وأطلق العنان للإبداع إلىمنتهى الشوط، فعلها برسالة وقصيدة، رسالة لم يذكر لمن يوجهها وإن لم يغب ذلك، كانت قطعة أدبية فنية راقية، عن ما يعانيه المبدعون من جحود وإهمال، فأثار بها الشجون الحزينة في النفوس فتلألأت بريقاً في العيون، بسطوته الفنية على ابتكار المعاني وتوليد الصور المتلائمة وتجسيد الفكرة والشعور حتى وهو يوظف بعض الكلمات العامية، ثم هدأ الشجون بقصيدة رائعة جداً يقول فيها عن الفقيد:
كم حجنته شقت سيول أو ماطره
عاشق تراب الأرض ما زجه نديد
يا ماركب أهوال وهم قد داحره
عانى وكم فيها تلقى من وعيد
كان الفتى الشاعر عجينه نادره
مرة شديد الصبر ومرة بالعنيد
لا حد هنا يا دار واسدل ساتره
عن مسرح الذكرى وماضيه المجيد
واسمع معي تاريخ بقية عاطره
انته ونا فيها محال واحد يحيد
وكم أتمنى لو استطاع الأستاذ عارف كرامة نشر الرسالة والقصيدة كاملتين.
وقرأ الشاعر شيخ صبري قصيدة قال فيها:
لانسان معروف له قيمة وله شهرة
من نسل محسن قمندان ولحجي اللون
أمير بالشعر شاعر عاش بالفطرة
وله سجايا كثيرة صاغها بقانون
خبير بالأرض له تاريخ بل خبره
وفي المواسم معكم يعرف القانون
الشعر عنده سلاسة قول مش هدره
ولا خبابير فيها كل شيء معجون
كما شارك الشاعر ناصر مشبح بقصيدة جميلة.
وكان لفرقة جمعية الفنانين الموسيقية بلحج حضور فاعل في الاحتفائية بمشاركة من فرقة نسائح عدن، فتبارت الأصوات الجميلة في تقديم أغنيات خالدة.. علاء كرد(سرى الهوى ركب عشي) كلمات وألحان عبده عبدالكريم، أحمد فضل ناصر (صعب فراق الضنين) كلمات حسن أفندي وألحان عبده عبدالكريم، وضاح كرد (ياخشف يافتان) كلمات وألحان عبده عبدالكريم، صديق حمران (ياقلبي تصبر) كلمات سبيت وألحان عبده عبدالكريم، أحمد محسن الشلن (يا لابس الدرع) كلمات وألحان عبده عبدالكريم، د. أحمد فضل سعد (لحج يا نغمة جميلة) كلمات محمد حسين الدرزي وألحان عبده عبدالكريم، وشارك الفنان محمد علي محسن، من (نسائم عدن) بأغنية (أهلاً بمن داس العذول) غناها بتمكن واقتدار.
فسلاماً على لحج وتسلم يداها، وهنيئاً لها هذا التحضر الإبداعي الذي يتجاوز معاناتها ويمنحها الثقة والأمل بغد أفضل.
إيه يا لحج.. كيف جمعت بين السلطان والشاعر وبين الأمير والملحن فذابت الفوارق في خلايا الشعر والموسيقى.. كما ذابت فوق (السوم) الفاصل بين جنتين.. وعلى الوجوه السمر العابدة في (المخرط) الضيق كالشريان الواهب الحياة للجسد. إيه يا لحج كم أنجبت من نجوم زاهرة. وما زالت بكراً كأن لم تنجبي نجمة واحدة.. رحلوا أجساداً وتعلقت أرواحهم في مدى سمائك الفسيحة.. ومن بقي منهم على قيد الحياة يلتمس حبك وعطفك ويمزجون أنفاسهم برائحة ترابك الطيني في الوادي والحقل وفي جدران بيوتك العتيقة.. جيل بعد جيل من النجوم الزهر ومازالت بكراً.. ولربما حسبك ناقمٌ قد شخت ويائس قد متّ ومغرور قد جففت.. فدعيهم يا أمي وواصلي صناعة الحياة.
آثرت البدء بهذه المقدمة وأنا أتمنى أن أوفق في وصف مشاعري نحو لحج وعاصمتها الحوطة الغناء التي أرضعتني عشقها صغيراً لأهيم بها كبيراً، على أنها جديرة بها وإن لم ترضعني، فأنا أحبها حبين، حب البر بأم رؤوم وحب المهتم بكل مدينة وقرية أنجبت عظيماً مهما كان المجال الذي تبدت فيه عظمته، وصنعت- كلحج- تاريخاً مزدهراً لها، لا بخطط الساسة فقط بل وأيضاً بعطاء مبدعيها، غير أنه لا فضل لي في هذه المقدمة، وانما الفضل لاتحاد الأدباء فرع لحج بما يهيء لي من ظروف مواتية لتتحدث مشاعري في فعاليات احتفائه بالمبدعين.. كان آخرها فعالية الاحتفاء بالأمير الشاعر والفنان عبدالحميد عبدالكريم مساء الأربعاء 9/19 (السابع من رمضان) في ذكرى رحيله الأولى (26سبتمبر 2006م)، وما يميز فعالياته حضور عدد كبير من المبدعين والمهتمين ليسوا من أعضائه وبتنظيمها الجيد، وكان في مقدمة الحضور الأخوة محسن النقيب (ملهم الإبداع ونصير المبدعين) وكيل المحافظة، سعيد علي حيدرة مدير عام مديرية تبن، على حسن القاضي رئيس الفرع رئيس منتدى تبن الثقافي، الكاتب القدير د. هشام محسن السقاف رئيس منتدى الوهط الثقافي، منتدبا المحروسة ومسعد الثقافيان من لحج، الشاعر محمد سالم الباهيصمي ، عادل مبروك رئيس منتدى (مسعد) مدير عام إذاعة لحج، مركز حنبلة للتوثيق ومنتدى الباهيصمي الثقافي والفني بعدن وفرقته الموسيقية (نسائم عدن) بقيادة الفنان القدير سالم الحطاب. وأدار الفعالية باقتدار القاص أحمد سعيد الباشا.
وكان لحضور الفنان الكبير عبدالكريم توفيق دلالة على اكتمال عظمته الفنية حين يتوجها بهذا الاهتمام والنشاط الإنساني/ الفني فيحرص على المشاركة في فعاليات الاحتفاء بأساتذته الرواد أو بزملائه من الفنانين وحتى بتلاميذه ومن هم أقل منه في الشأن الفني، وكثيراً ما يشارك بالحضور والحديث والغناء كذلك، وهو ما ينبغي أن يتعلمه زملاوه الفنانون والكبار منهم تحديداً لأن التواضع الإنساني والفنى أساس للتميز ومفتاح للخلود، عبدالكريم أسعد الحضور بأغنية جميلة هي(الدهر كله عمارة) من كلمات صالج فقيه وألحان عبده عبدالكريم كان قد غناها عام 1960م، وكان رائعاً أن يعزف له ولغيره على آلة العود الفنان القدير فضل كريدي بمنتهى التواضع الفني الجميل.
وفي البدء قرأ الأخ فؤاد باخرابة كلمة الأسرة نيابة عنها وقدم من خلالها نبذة مختصرة عن الحياة الإنسانية والفنية للأمير الشاعر والفنان عبده عبدالكريم، تلاه الأستاذ علي حسن القاضي بكلمة فرع الاتحاد بلحج قال فيها:«تاريخ حافل بالأحداث خاضها (الفقيد) بحيوية ونشاط، فله المكانة التي أرسى دعائمها منذ عهد القمندان في أواخر الثلاثينات، ثم حمل الراية في الأربعينات مع أقرانه صالح فقيه وعبدالله هادي سبيت وفضل محمد اللحجي ومحمد سعد الصنعاني وصلاح كرد وغيرهم».
وارتجل د. هشام محسن السقاف كلمته القصيرة ارتجالاً مكثفاً فنفحها بالدفء والضوء الوامض بتجلي التقدير الواعي والوفاء المتجذر في القلب والنفس والضمير لجيل الأساتذة المبدعين الرواد.. وكم كان حديثه رائعاً وهو يقول:«إنني في غاية السعادة أن (أكرم) بالحديث عن عملاق من عمالقة الأدب والفن بالحج، وهي فرصة أن نحيي أمجاداً لواحد من الذين كان لهم إسهامهم في النهضة الفنية والأدبية في ظل وجود رائد النهضة القمندان، وهذه ميزة لا تتوفر إلا لأديب مثل عبده عبدالكريم».
وفي كلمته المضيئة قال الأخ محسن النقيب (ملهم الإبداع ونصير المبدعين):«إن لحج ولادة لخير الرجال وأعظمهم ليس فقط في مجال الأدب والفن ولكن في مختلف الحقول الفكرية والعلمية والثقافية والأدبية والسياسية كالجاوي وأبوبكر السقاف وابن شهاب ود. حيدرة البان وغيرهم كالقاضي حسن القاضي السقاف والعلامة أحمد قاسم النخلاني.. إن لحج أرض خصبة ومعطاءة تنبت الزرع وتذري الرجال العظماء على مر التاريخ ولازالت تعطي بسخاء وتعيش بكبرياء، والشكر والتقدير هنا موصول إلى كل من عمل وشارك وساهم في تنظيم هذه الاحتفائية بهذا الشاعر والفقيد وفي المقدمة فرع اتحاد الأدباء والكتاب بلحج».
وقرأ الشاعر سالم باجارة قصيدة جميلة جداً عن الأمير الشاعر والفنان عبده عبدالكريم مطلعها: أحسنت يافرع اتحاد الأدبا
أحسنت صنعاً في اختيار النجبا
وفيها يقول عن الفقيد:
عاد من منفاه في صورته
لم يؤثر فيه نفي كُتبا
صادق العزم له تجربةٌ
في الحياة تثير العجبا
حل ضيفاً في بلدته
مشرقاً حينا وحينا مغربا
لم يجد بيتاً ولا أرضاً وزد
كل شيء ملكه قد سلبا
ثم قرأ الشاعر محمد حسين الدرزي قصيدة رائعة قال فيها:
كم هداك الروض ورداً
كم سقاك الدهر شهدا
كم أحيل الورد شوكاً
جارحاً كفاً وخدا
ما أسلتَ الدمع قهراً
نادباً مالاً وولدا
عشت للشدو خليلاً
فقصدك الشعر قصدا
واختتمها بهذا التضمين الجميل:
إن خلف لي الخل وعداً
ساهياً ما كان قصدا
لا تحرضني عذولي
إن لي سمعاً ورشدا
لكن فعلها الشاعر عارف كرامة بعد ذلك.. فعلها وأطلق العنان للإبداع إلىمنتهى الشوط، فعلها برسالة وقصيدة، رسالة لم يذكر لمن يوجهها وإن لم يغب ذلك، كانت قطعة أدبية فنية راقية، عن ما يعانيه المبدعون من جحود وإهمال، فأثار بها الشجون الحزينة في النفوس فتلألأت بريقاً في العيون، بسطوته الفنية على ابتكار المعاني وتوليد الصور المتلائمة وتجسيد الفكرة والشعور حتى وهو يوظف بعض الكلمات العامية، ثم هدأ الشجون بقصيدة رائعة جداً يقول فيها عن الفقيد:
كم حجنته شقت سيول أو ماطره
عاشق تراب الأرض ما زجه نديد
يا ماركب أهوال وهم قد داحره
عانى وكم فيها تلقى من وعيد
كان الفتى الشاعر عجينه نادره
مرة شديد الصبر ومرة بالعنيد
لا حد هنا يا دار واسدل ساتره
عن مسرح الذكرى وماضيه المجيد
واسمع معي تاريخ بقية عاطره
انته ونا فيها محال واحد يحيد
وكم أتمنى لو استطاع الأستاذ عارف كرامة نشر الرسالة والقصيدة كاملتين.
وقرأ الشاعر شيخ صبري قصيدة قال فيها:
لانسان معروف له قيمة وله شهرة
من نسل محسن قمندان ولحجي اللون
أمير بالشعر شاعر عاش بالفطرة
وله سجايا كثيرة صاغها بقانون
خبير بالأرض له تاريخ بل خبره
وفي المواسم معكم يعرف القانون
الشعر عنده سلاسة قول مش هدره
ولا خبابير فيها كل شيء معجون
كما شارك الشاعر ناصر مشبح بقصيدة جميلة.
وكان لفرقة جمعية الفنانين الموسيقية بلحج حضور فاعل في الاحتفائية بمشاركة من فرقة نسائح عدن، فتبارت الأصوات الجميلة في تقديم أغنيات خالدة.. علاء كرد(سرى الهوى ركب عشي) كلمات وألحان عبده عبدالكريم، أحمد فضل ناصر (صعب فراق الضنين) كلمات حسن أفندي وألحان عبده عبدالكريم، وضاح كرد (ياخشف يافتان) كلمات وألحان عبده عبدالكريم، صديق حمران (ياقلبي تصبر) كلمات سبيت وألحان عبده عبدالكريم، أحمد محسن الشلن (يا لابس الدرع) كلمات وألحان عبده عبدالكريم، د. أحمد فضل سعد (لحج يا نغمة جميلة) كلمات محمد حسين الدرزي وألحان عبده عبدالكريم، وشارك الفنان محمد علي محسن، من (نسائم عدن) بأغنية (أهلاً بمن داس العذول) غناها بتمكن واقتدار.
فسلاماً على لحج وتسلم يداها، وهنيئاً لها هذا التحضر الإبداعي الذي يتجاوز معاناتها ويمنحها الثقة والأمل بغد أفضل.