قصة حياة الفرنسي(تريزيغيه)

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> لا نعرف بداية من نهاية لحياة هذا اللاعب، فلا يمكن فصل حياته الشخصية عن حياته الكروية ولكن البداية من هناك في أواخر الخمسينيات حين كانت الظروف الاقتصادية الصعبة تسيطر على الأرجنتين ودوامة هذه الأزمة الخانقة تنعكس سلباً على بلد يرزح فيه أكثر (50 %) تحت خط الفقر، اضطر خورخي تريزيغه وهو والد نجمنا إلى السفر والهجرة إلى أوروبا سعياً وراء تحصيل لقمة العيش وتوفير حياة جيدة لهذا الشاب..نجمنا فيما بعد.

استقر خورخي في إقليم الباسك في إسبانيا بمحاذاة الحدود الفرنسية بعد هجرة غير شرعية عن طريق التهريب بالسفن واستطاع هناك تثبيت نفسه وتعرف إلى إحدى الفتيات وارتبط بها وهي والدة دافيد, وبعدها انتقلا إلى فرنسا وبعد حصولهما على الجنسية الفرنسية تزوجا وبعد سنتين من زواجهما الهنيء وتحديداً في الخامس عشر من الشهر العاشر من العام السابع والسبعين وتسعمئة وألف أنجبا طفلاً واسمياه دافيد.

وبطموحات الوالد الرياضية الذي كان بدوره لاعباً في فريق رين الفرنسي وبعدما أتم دافيد عامه الثاني أراد خورخي أن ينشأ ابنه في بيئة رياضية خالصة فذهب به إلى موطنه الأصلي إلى بلاد التانجو الأرجنتين, ووضعه في المدرسة الوطنية لتعليم كرة القدم للناشئين في العاصمة الأرجنتينية بيوينس أيريس وهكذا بدأت أولى خطوات نجمنا نحو الساحرة المستديرة.

وبعدما أتم دافيد الخامسة عشرة من عمره رتب الوالد أوراقه للعودة إلى فرنسا بعدما ربى أطفاله كما يريد رغم أن وضعه المالي أصبح سيئاً جداً وانعكس سلباً على علاقته مع زوجته، حيث يتذكر دافيد كيف كانت المشاجرات اليومية بينهما واعتراض والدته الدائم على لعب دافيد للكرة ولكن عادت العائلة لفرنسا وعاد معهم نجم كبير ولم يكونوا ليعلموا بأنهم قدموا هدية كبيرة لفرنسا في المستقبل.

عادت العائلة واستقرت في عاصمة الجمال باريس وعاد دافيد إلى صديقه تيري هنري وانضما معاً لأحد أندية الهواة في باريس ولم يعمرا كثيراً حيث قاما بمشكلة مع ابن المدرب لذلك الفريق وتم طردهما, وهنا تحولا إلى الغناء وكونا ثنائياً يتجول ما بين فرنسا واسبانيا، ولم يجدا سوى الفشل الذريع في تلك المغامرات الغنائية الثنائية.

ولكن دافيد توقف في مقاطعة كاتالونيا وعاد هنري الصغير لفرنسا , قضى دافيد في مدينة برشلونة ثلاثة أشهر تعرف خلالها على «اديميتريا» تلك الحسناء الكاتالونية وارتبط بها بعلاقة صداقة وعادت معه لفرنسا وإلى حياته القديمة حيث عاد وانضم مجدداً لأحد أندية الهواة وعاد لعادته في اصطناع المشاكل. بينما انضم هنري لناشئي موناكو واصبح مستواه في تصاعد مع فريق الإمارة حتى وصل لفريق الشباب.

ومباشرة إلى تلك اليلة التي قلبت حياة دافيد، حيث قام والد النجم الحالي للمدفعجية تيري هنري بزيارة لصديقه القديم في الأرجنتين والجديد في فرنسا خورخي تريزيغيه وعرف قصة دافيد مع ناديه وطلب من دافيد الانتقال معه لموناكو للعب لفريقها مع ابنه تيري ووافق دايفيد وذهب مع صديقته وهنري الاب للإمارة الجنوبية.

قابل دافيد مدرب الفريق وقتها «تيجانا» وأشركه في تدريبات فريق الشباب لمدة شهر أُعجب خلالها بدافيد وبدون تردد دفع للعائلة مبلغاً كبيراً من المال وضمه لفريق الشباب وبشكل أساسي إلى جانب رفيق دربه ومغامرته تيري هنري.

و في موناكو بدأت رحلة إبداع الصديقين في عالم المستديرة بعد الفشل في دخول عالم الغناء, تألق دافيد في فريق الشباب بموناكو ودفعه هذا التألق للعب في صفوف الفريق الأول والانضمام لمنتخب الشباب الفرنسي الذي أبدع معه هو الآخر وأحرز معه البطولة الأوربية, حصل هذا ولم يكمل الفتى السابعة عشرة من عمره.

و مع موناكو سنة 1997 أحرز بطولة الدوري الفرنسي وكان وقتها احتياطياً للبرازيلي «سون أندرسون» والموسم التالي ذهب الأخير لبرشلونة فاتحاً المجال أمام دافيد للظهور ولعب الموسم الفعلي الأول له مع فريق الإمارة حيث أحرز في ذلك الموسم أهدافاً كثيرة توجت موناكو بلقب الدوري وأدخلت اسم دافيد تريزيغيه في قلوب الفرنسيين من الباب الأوسع, هذا التألق فتح له السماء للدخول مع الفريق الفرنسي الأول في كأس العالم ( 98) في فرنسا , واختاره «ايميه جاكيه» مع التشكيلة المونديالية وقدم مستوى طيبا واحرز هدفاً في المرمى السعودي ليتوج مع القائد «ديشامب» بكأس «جون ريميه».

وفي الموسم التالي شد انتباه القارة العجوز إليه حين توج هدافاً للدوري الفرنسي وأوروبا برصيد (23) هدفاً.

لكن عام (2000) شهد توقيع شهادة الميلاد الحقيقة لدافيد وذلك في البطولة الأوروبية في هولندا وبلجيكيا وفي المباراة النهائية وذلك عندما سرق الفرحة من عيون الطليان بإحرازه الهدف الذهبي لمنتخب بلاده لتتوج فرنسا باللقب.

تألق تريزيغيه لم يكن ببعيد عن عيون داهيتنا الثعلب الكروي «موجي» حيث طلب من النادي شراءه, وتم عرض الأمر على تريزيغيه الذي طلب بدوره مهلة للتفكير, حيث كان خائفاً من انتقام الشعب الإيطالي والمافيا الإيطالية المشهورة ولكن هذا الخوف سرعان ما تلاشى حيث قام نجم اليوفي في ذلك الوقت الفرنسي زين الدين زيدان بزيارة لتريزيغيه في بيته وأخبره عن الوضع وليس هناك أي داع للخوف وأعطاه نفسه كمثال حي على ذلك وفعلاً تمت الصفقة وانتقل الشاب الفرنسي لأقوى دوري في العالم إلى الكالشيو الإيطالي بقيمة (14.3) مليون جنيه استرليني, وارتمى في أحضان السيدة العجوز, لكن سرعان ما وجد نفسه برفقة دكة الاحتياط وذلك للهجوم الضارب لليوفي في تلك الفترة حيث كان يضم الملك دل بييرو والبيبو انزاجي والمنتقل لسوسيداد كفوسانفويتش وبالإضافة إليه ولكن المرات القليلة التي شارك فيها والأهداف الكثيرة التي أحرزها بالنسبة لمشاركاته كشفت عن الطاقات الكبيرة الكامنة لديه.

ولكن سرعان ما ابتسم الحظ له حيث غادر الأخيران بالإضافة لزيدان والمدرب انشلوتي وحدثت تغيرات جذرية لأوضاع السيدة العجوز ألقت به بجانب صديقه الحميم أليساندرو دل بييرو في خط الهجوم وتألقا بالتسجيل وصناعة الأهداف لبعضهما ليجد اليوفي نفسه بطلاً للكالشيو ويجد دايفيد نفسه هدافاً للدوري في المرحلة الأخيرة مع العجوز هوبنر.

تريزيغيه و زوجته
تريزيغيه و زوجته
في الموسم التالي وبعد المستوى المخجل بالمونديال الآسيوي تعرض تريزيغيه لموسم مليء بالإصابات ومرهق ولكن مشاركاته القليلة الفعالة أثبتت انه موجود رغم وجود الماتدور سلاس ودي فايو واستحواذ دل بييرو على حصة الأسد من التسجيل للفريق توج مع فريقه بالدوري ووصيف نهائي دوري الأبطال الأوربي. وفي هذا الموسم أثبت علو كعبه رغم المنافسة من ميكولي والمتألق ماريسكا ونوبات دي فايو. ورغم هذا التميز فدايفيد لا يحصل على الأجر العالي مقارنة بدل بييرو وبقية المهاجميين من طرازه في العالم إذ لا يحصل إلا على (3.8) مليون يورو سنوياً ويحصل دل بييرو على (8) ملايين يورو كأجـر ومليوني يـورو بدل اسمـه للنادي ونسبة (16 %) من مبيعات النادي التي تحمل اسمه.

ومن زاوية أخرى فدافيد يحب بلاده الأصلية الأرجنتين ويعتبر المهاجم جابرييل عمر باتيستوتا مثله الأعلى, ويحب إسبانيا بلد أمه وزوجته وللمعلومات فهو يمتلك فيلا فخمة في مقاطعة كاتالونيا وفي ضواحي مدينة برشلونة تحديداً, ويحب شواطىء إسبانيا الجنوبية.

البطاقة الشخصية

الاسم: ديفيد تريزيغيه

تاريخ الميلاد: 15 /7/ 1977.

الطول: 190.

الوزن: 80 .

الجنسية: فرنسا.

المركز: مهاجم.

الأندية السابقة: موناكو، يوفنتوس(حاليا).

البطولات: الدوري الفرنسي 1996/ 1997، 1999/ 2000 (موناكو)،

الدوري الإيطالي 2001/ 2002، 2002/ 2003، 2004/ 2005.

كأس السوبر الإيطالية 2002.

كأس العالم 1998.

كأس أمم أوروبا 2000.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى