> بيروت «الأيام» متابعات :

هل يشكل الشهر الفاصل عن موعد الجلسة الثانية للانتخابات الرئاسية، محطة للتوافق او لاعلان الطلاق النهائي بين الموالاة والمعارضة,هذا السؤال شكل محور افتتاحيات الصحف اللبنانية امس، حيث رأت ان لقاء بري الحريري، برغم انه شكل كسراً للجليد، الا انه لا يكفي وحده اذا لم يتلازم مع مظلة إقليمية دولية تحميه.

راجح خوري في “النهار” قال ان شهراً مصيرياً يفصل لبنان عن إجراء الاستحقاق الرئاسي، او تعطيله.

واعتبر انه برغم ان لقاء الرئيس نبيه بري بالنائب سعد الحريري، على هامش جلسة امس الاول، كسر بعض الجليد في العلاقة بين المعارضة والموالاة، الا انه تحدث عن مرحلة مصيرية تنتظر هذا الاستحقاق، فإما عبور الاستحقاق الى بداية تسوية داخلية تحيّد لبنان عن الاخطار الماحقة والصراعات الملتهبة التي تتهدد المنطقة كلها، وإما الاصرار على تعطيل الاستحقاق وهو ما سيدفع الاكثرية الى انتخاب رئيس على قاعدة النصف زائد واحد.

وكشف خوري عن 4 تحديات تواجه كلاً من الموالاة والمعارضة، معاً، هي:

أولاً: ما تواجهه بعض القوى في صفوف المعارضة من ضغوط خارجية، وربما اكثر من الضغوط، لمنع اللبنانيين من الانخراط في حوار حقيقي يفتح الابواب على التفاهم.

ثانياً: ما يواجهه نواب تجمع 14 آذار من اخطار قاتلة وارهابية ناجمة طبعاً عن مسلسل القتل الذي يلاحقهم واودى حتى الآن باربعة منهم، وقد تحولت تحركاتهم إلى مجرد مغامرات على حافة الموت تفجيراً واغتيالاً.

ثالثاً: ما يمكن ان يواجهه الحوار عندما ينطلق من شروط متناقضة ومفاهيم متباينة تتصل بسياسة الرئيس التوافقي، لأن التوافق ليس على لون العينين من غير شر بل على التوجه والمفهوم والطموح والبرنامج. وهذا يقود فوراً الى جوهر الصراع المستعر حول هوية لبنان وموقعه ودوره واصطفافه في الصراع الاستراتيجي على المنطقة.

رابعاً: إن التحدي الحقيقي يختصر بكلمتين قالهما الرئيس بري أي: “خطف الاستحقاق”. ولكن سأل الكاتب كيف لنا ان نخطف هذا الاستحقاق من أتون الازمة المتفاقمة بين أمريكا و”اسرائيل” من جهة، وايران وسوريا من جهة اخرى، وخصوصاً وسط التصعيد المقلق في الاسبوعين الماضيين والذي يضع المنطقة الآن على حافة انفجار كبير؟من جهته، دعا الكاتب سليمان تقي الدين في افتتاحية له في “السفير” الى رئيس يتطلع لبناء لبنان المستقبل.

وقال انه على اللبنانيين أن يتطلعوا إلى حكم يملك رؤية هي مزيج من إنجازات الماضي ووعود المستقبل. فلا تقوم سياسة خارجية للبنان إلا على ركيزة الوحدة الوطنية، ولا تقوم سياسة دفاعية إلا والتهديد “الإسرائيلي” الدائم في مقدمة أولوياتها والتعاون العربي عمقها وسندها الأساس. وقال الكاتب انه لقد خذلتنا السياسات الدولية ولا تزال، وهي لم تحمِ أمننا مرة واحدة ولم ترد لنا أرضنا رغم القرارات الأممية حتى الآن. وحدها قوة لبنان وتضحيات شعبه هي التي كرّست وجوده وحدوده.

واعتبر ان سياستنا الاقتصادية والثقافية تنبع كغيرها من حقائق التاريخ والجغرافيا. تلك الحقائق التي لم يستطع أن يتنكّر لها اللبنانيون في ظل أقسى الظروف والخيبات في علاقاتنا العربية.

ولاحظ انه رغم كل الصعوبات والتحديات، فإننا الآن أمام فرصة أن تشكّل انتخابات الرئاسة محطة وفاقية ومرحلة جديدة لإنهاء ذيول تلك الصفحة المطبوعة بالغلبة والكيد السياسي، للخوض في مهمات تجديد المؤسسات وتركيزها على الشرعية.

واكد الكاتب ان لبنان الآن تحرسه القرارات الدولية إذا أحسن استثمارها، وتقوّي مناعته تضحيات شعبه والمقاومة، وتفتح له الآفاق الأرحب إرادة الحياة الحرة الكريمة. ورأى ان ما ينقص لبنان الآن أن تستجيب قواه السياسية لنداء الوحدة والرغبة في الإصلاح. وعلى الرئيس الذي سيختاره نواب الأمة في الأسابيع القليلة المقبلة أن يعرف أهمية المعاناة التي وُلد من رحمها، وأن يرفع مستوى السياسة ليرتفع مستوى الرئاسة، ويجعل من أولوياته تقديم رؤية للبنان.