رامي نبيه.. هذا المبدع الجميل..!

> «الأيام» مختار مقطري:

> عزف رائع ومتقن.. أداء جميل.. صوت حلو.. كل من يسمع رامي نبيه لا يملك إلا أن يردد تلك العبارات، وهو يعلم أنها أقل من أن تعبر عن إعجابه الكبير بهذا الفنان المبدع الجميل وبموهبته الكبيرة وقدراته الفنية الخصبة، وهو يقسِّم على العود عن موهبة وعن علم تقاسيم تعيد المستمع إلى زمن أحمد قاسم وفريد الأطرش، أو تنقله إليه، فزمنهما لم ينتهِ وهو الزمن القادم لا محالة.. أو وهو يعزف لحن الأغنية، فيجلو الجملة الموسيقية ويجسدها، فينقلها إلى الأذن ومن الأذن إلى القلب ثم يبثها في كل الحنايا، ثم وهو يغني بصوته الجميل بإحساس ذائب ومرهف وصادق.. إحساس بالكلمة، باللزمة، بكل نغمة، فيغرق في الإحساس وهو يغني ويغرق سامعيه، ينتهي فتتمنى أن يبدأ.. يعيد فتتمنى ألا تكون الإعادة الأخيرة، يغني أمامك فتحسبه قد انتقل إلى عالم آخر، ثم تدهش حين تكتشف أنه قد نقلك معه إلى ذلك العالم الآخر.

ولأنه وفي لأستاذه الكبير الموسيقار أحمد قاسم في زمن فني قل فيه الأوفياء، آثر رامي نبيه أن يبقى كبيراً.. كبيراً في فنه.. في إنسانيته، في تعامله مع الآخرين.. حتى مع أولئك الذين يشدونه إلى الخصام، والتخلي عن هذه القيم الفنية والإنسانية خيانة في نظر رامي نبيه لأستاذه الكبير وخيانة لنفسه.

ولاشك أن رامي نبيه لديه الكثير من الأعمال الفنية التي لم نسمعها، كغيره من الفنانين المبدعين المحترمين، وحري بفنان مبدع جميل مثله أن تفتح له الأبواب المغلقة.. الإذاعة.. القناة الثانية.. الفضائية اليمنية.. وشركات الإنتاج والتوزيع الفني.

ورامي نبيه هو اليوم مدير عام قاعة فلسطين للمؤتمرات الدولية بعدن، وينظم فيها شهرياً فعاليات فنية بين الحين والآخر بقدر ما تسمح به الميزانية الكادحة، وهو موفق في ذلك، ولكن من الظلم القول أن الوظيفة أخذت رامي نبيه وشغلته عن فنه، وننساه بهذا التبرير السخيف لنريح ضمائرنا المثقلة بالأخطاء، لأنه فنان.. ولأنه مبدع حقيقي.. والفنان المبدع الحقيقي لا ينسى لحظة واحدة أنه فنان وأن عليه أن يحترم فنه وأن يحترم نفسه بعدم الموافقة على المقاربة بين تقديم أغنية وبين سلق بيضة، فالذين يسلقون البيض اليوم كثيرون، لأن الزمن الفني المعيش حالياً زمن سلق البيض، والزمن الفني الحقيقي قادم لا محالة وحينها سيظهر الفرق الشاسع بين الكبير وبين النص نص وبين سالق البيض.

وكما تألق رامي نبيه في ثمانينات القرن الماضي سيتألق في زمن الفن الحقيقي القادم، وهو لا يملك اليوم إلا أن يحفظ كرامته الإنسانية والفنية بانتظار الفرصة التي تحترمه وتحترم فنه وتوفر له الإمكانيات اللازمة لتقديم أغنية جميلة وحديثة، لأنه واحد من فنانين مبدعين حقيقيين كثر في عدن يرفضون سلق البيض.

رامي نبيه واحد من فرسان الأغنية اليمنية الحديثة في زمن الفن الحقيقي القادم، بعد أن يكف عن الغناء هؤلاء الدخلاء عليه اليوم حين لا يجدون جمهوراً يشتري منهم البيض المسلوق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى