الجفاف يضرب جزيرة سقطرى

> حديبو «الأيام» ايرين:

>
اجتاحت موجة من الجفاف جزر سقطرى، وهي مجموعة من الجزر اليمنية التي تقع في المحيط الهندي، وبمفهوم بيوجغرافي أدق متصلة بشكل كبير مع أفريقيا,ويقول مسؤولون حكوميون بأن هذه الموجة التي بدأت تضرب الجزر منذ شهرين تقريباً قد سببت نقصاً من المياه ونفوق المئات من رؤوس الماشية.

وكانت الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها 45,000 شخص، قد شهدت موجة مماثلة من الجفاف عام 1999. وفي تلك الفترة نفقت آلاف المواشي بسبب ذبول العشب وجفاف الأشجار فيما سمي أسوأ موجة جفاف تضرب الجزيرة.

وفي هذا العام أمتد الجفاف ليشمل المناطق الغربية والشرقية والوسطى من الجزيرة.

وقال أحمد العواضي، المدير العام لمديرية حديبو، عاصمة سقطرى، بأن الناس في المناطق المتأثرة بالجفاف يعيشون أوضاعاً مزرية بسبب نفوق ماشيتهم.

ووفقاً للعواضي، تكلف حاوية المياه حوالي 60,000 ريال يمني (حوالي 300 دولار) وهو مبلغ كبير بالنسبة للسقطريين، حيث قال: “إمكاناتنا ضعيفة جداً ونحتاج إلى حاويات لجلب المياه إلى المناطق المتأثرة. وقد ساعد الجيش الناس لجلب المياه إلى بعض المناطق”.

من جهته، أكد سالم علي، مدير سلطة حماية البيئة في سقطرى، وهي جهة حكومية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) نفوق قطعان الغنم والأبقار بسبب انعدام المياه ومناطق الرعي. وأضاف بأنه “لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد الماشية النافقة ولكنها قد تصل إلى المئات”.

ويعاني سكان هذه المناطق من الفقر الشديد وهم قلقون جداً على ماشيتهم التي يعتمدون عليها في حياتهم. وقال علي بأن العديد منهم تركوا منازلهم بحثاً عن أماكن أفضل لهم ولحيواناتهم.

ولكن خبراء في البيئة يقولون بأنه إن أصر الناس على الإبقاء على حياة الماشية عن طريق تزويدها بالماء والعلف المستورد، فإن التوازن الهش بين الغطاء النباتي والإنسان والحيوان سيختل بسرعة كبيرة.

وتحصل الأجزاء الجنوبية والشمالية من الجزيرة الرئيسية على الماء من الأحواض الموجودة في الوديان وشبكة الأنابيب، بينما يبني الناس في الأجزاء الغربية والشرقية بركاً لجمع مياه الأمطار. ويصل حجم بعض البرك إلى ستة أمتار طولاً وأربعة عرضاً وثلاثة أمتار عمقاً، وقد يكون البعض منها أكبر من ذلك. وتشترك عدة عائلات في استخدام نفس البركة.

غير أن مياه البرك، حسب علي “قد تنضب في غضون شهر واحد. ففي العام الجاري جفت مياه البرك في بداية شهر يوليو بعد الأمطار التي هطلت في شهر مايو”.

ومعظم البرك غير نظيفة ولا مغطاة، إذ أشار علي إلى أن “مياهها قد تسبب الأمراض مثل الإسهال لأنها تحتوي على طفيليات”. كما أن مرض الدوسنتاريا شائع في هذه الجزيرة وعادة ما تنعدم الأدوية المضادة له. أضف إلى ذلك، الملاريا التي تعتبر مرضاً شديد الانتشار بسبب البعوض المتكاثر في البرك. كما تكونت برك من المياه العذبة نتيجة تسربها من القنوات مما تسبب في تزايد البعوض.

ويعتمد سكان سقطرى على الصيد وتربية الماشية وإلى حد ما على السياحة كمصدر للدخل. ويسكن الصيادون المنحدرين في معظمهم من أصول إفريقية في المناطق الساحلية في حين يسكن العرب في الوديان الجافة والجبال. وتتسم الخدمات الصحية والتعليم والقدرة على الوصول إلى المياه العذبة وسبل العيش المستديمة بالضعف الشديد.

وإذا كانت الجزيرة تفتقر إلى أي محصول زراعي بسبب قسوة مناخها، ولكن تبقى إمكانية لإقامة بعض الأنشطة الزراعية الصغيرة التي تركز على زراعة الفواكه والخضار بما فيها التمور والبطاطا الحلوة والبازيلا.

وتستورد الجزيرة احتياجاتها من الدقيق والقمح من مناطق أخرى في اليمن إما جواً أو بحراً مما يجعل أسعارها الأغلى في البلاد.

وقال العوضي إن “الوضع مخيف هناك، حيث إن كيساً من القمح قد يكلف حوالي 8,000 ريال يمني (40 دولاراً)، في حين لا تتعدى تكلفته في المحافظات الأخرى 5,000 ريال (25 دولاراً)”، عازياً هذا التباين إلى ارتفاع تكلفة نقل الغذاء إلى الجزيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى