رمضان والتفيير الذي ننشده

> «الأيام» توفيق يحيى الحكيم/عدن

> إن المتأمل في واقع الحياة والناظر إليها بعين البصيرة يرى الأمور تزداد سوءا وتلبس من الآلام والجراح أثواباً وألبسة كثيرة.. وإن هذا الواقع من الصعوبة بمكان أن يتغير أو يتبدل أو أن تحدث له ثورة نفسية تعيده إلى جادة الصواب، فيكون اليأس والانهزام النفسي والاستعجال محركاً للمرء في حياته مما يرى ومن ثم يقع ما لا تحمد عقباه.

ولكن يأتي رمضان ليعدل الميزان ويعيد الأمل إلى الأذهان وإلى تلك النفوس الخائرة المنهزمة من الداخل أن هناك إمكانية لهذا التغيير نحو الأفضل بل وبما يشفي صدور أولئك اليائسين، ألا ترى أن واقع الناس قبل رمضان بيوم واحد أو قبل بضع ساعات قليلة واقع تتذمر منه وتبكي عليه دماً لمآله، فإذا جاء اليوم الأول من رمضان ترى المجتمع كله مجتمعاً ربانياً ملتزماً ومحافظاً ومجتنباً كل ما يخدش عبادته وصيامه وقربه من الله عز وجل، فالمساجد مليئة والنفوس مطمئنة والأرواح سابحة في أفق السماء تنتظر رضوان ربها ومغفرته.

أليس هذا التغيير الذي ننشده نحو الأفضل، إنه تغيير للعادات بكل صورها في ظل خالقها المجتمع يتغير ويتحول ثلاثمائة وستين درجة نحو الأفضل وتتحول بوصلته تلقائياً إلى المجتمع الذي ننشده ونتبناه ونسعى إليه جميعاً لإيجاده للحظات قليلة معها يتغير كل شيء، فرمضان مدرسة التغيير وجامعة التحول نحو الأفضل، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فدع أولئك اليائسين والمثبطين الذين قالوا لافائدة من أن يتغير الناس، دعهم يعيشون هذا الواقع دعهم يرون بأم أعينهم هذه التظاهرة التغييرية الرائدة في رمضان، وليثقوا أن إمكانية التغيير نحن الذين نملكها ومفتاح السر لحياة أفضل نحن الذين نملكه وليس أحد غيرنا، بشرط أن نملك اليقين والعزيمة والهمة العالية والثقة بأنفسنا كما ملكناها في رمضان.

وإننا قادرون على صنع شيء ولو كان بسيطاً بأنفس لا تلين ولا تنهزم ولا تتكاسل ولا تتردد في التغيير، فهلمّوا إلى هذه المدرسة وإلى هذا التغيير، فهل أنتم فاعلون؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى