> من على المدمرة اتش ام اس تورونتو في البحر الأحمر «الأيام» البحرية الكندية:انفجر بركان في جزير جبل الطير الواقعة في البحر الاحمر عند نحو الساعة الخامسة والنصف بعد ظهر أمس الأول الاحد,وأفاد «الأيام» أحد الناجين يوم أمس بأن اربعة جنود على الاقل قتلوا حرقاً مباشرة لدى انفجار البركان على الجزيرة.

وكانت المدمرة البحرية الكندية اتش ام اس تورونتو قرب الجزيرة في وقت الانفجار ضمن اسطول لحلف الناتو متوجهة الى قناة السويس شمالاً وطلبت الحكومة اليمنية من حلف الناتو المساعدة في البحث عن ثمانية جنود يعتقد انهم فروا سباحة في البحر فتوجهت المدمرة الى ما يقارب الكيلومتر من الجزيرة التي دمرها البركان واندفاع الحمم بالكامل وأنزلت لنشات مطاطية للبحث عن ناجين.

وقال بحارون على المدمرة الكندية ان القسم الشمالي من الجزيرة انهار تماماً بينما غطت الحمم الجزيرة من شمالها الى جنوبها وتدفقت انهار من الحمم الملتهبة الى البحر وارتفع الرماد البركاني والحمم الى علو 230 متراً في الهواء.

وقال كين الان المتحدث باسم البحرية الكندية من على متن المدمرة تورونتو إن البركان في الجزيرة التي يبلغ طولها ثلاثة كيلومترات قذف برماد بركاني لمئات الأمتار في الهواء لكنه اضاف ان النشاط البركاني هدأ حاليا.

وقال الان “كان الأمر لا يصدق.

كان مثل عرض ضوئي عملاق.

وعندما تقترب منه يمكنك أن ترى الحمم البركانية تتدفق على الجانبين الغربي والشرقي تتدفق نحو البحر.” وأضاف “لقد اضاء البركان السماء .

وارتفع الدخان والرماد لمئات الأمتار.” وفي صباح يوم أمس استمر النشاط البركاني للجزيرة وبينما كانت المدمرة تستعد للمغادرة عثر على ناج واحد واعلن ان اسمه أحمد عبد الله الجلال وانتشلت جثتا اثنين آخرين بينما قامت سفن عسكرية هولندية وامريكية بانتشال ثلاثة ناجين آخرين ولايزال البحث جارياً عن الباقين.

ويعسكر نحو تسعة وعشرين جندياً يمنياً على الجزيرة التي تستخدم للتحكم الملاحي بسبب مرور سفن الشحن العملاقة على مقربة منها وكان خفر السواحل والبحرية اليمنية قد اجلت 21 جندياً في وقت سابق.

وأكد لـ«الأيام» بعض من الناجين القول «أحسسنا بالزلازل منذ 21 يوماً وأبلغنا القيادة عنها» وقال احد الجنود الذين تم اجلاؤهم ان «اربعة من رفاقنا ماتوا حرقا بالحمم».

وأكد عسكري آخر ان القتلى الاربعة «هلكوا مباشرة بعد بداية نشاط البركان الاحد عند الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر ».

وقالت مصادر في إدارة عمليات القاعدة البحرية بالحديدة إنه تم التعرف على جثة أحد المفقودين في جزيرة جبل الطير ويدعى سليم الراعي من قبل أحد الضباط، فيما نجا علي علي سريع، ولم يتم التعرف على جثتين أخريين وجدتهما فرق الإنقاذ.

وقال المصدر في القاعدة البحرية عبد الباري شمسان:«إن البحث لا يزال جاريا عن بقية المفقودين»، مشيراً إلى أن البركان في فوران مستمر.

وأضاف شمسان:«إن أسماء المفقودين الباقين هم عبد الله عبد الله المتوكل، حسن محسن الويناني، أحمد عبدالعزيز غالب، علي علي حمود الجدوم، محمد ناصر التام، محمد أحمد ذيبان.

وتوجه الرئيس علي عبد الله صالح الى ميناء الحديدة في ساعة متأخرة من يوم أمس الأول الاحد لمتابعة الموقف وأصدر تعليمات للبحرية اليمنية بإرسال فرق انقاذ الى الجزيرة.

وتفقد الرئيس يوم أمس الاوضاع في الجزيرة كما تابع عملية الانقاذ والاجلاء لأفراد الحامية العسكرية المرابطة في الجزيرة .

و زار الرئيس الناجين في المستشفى العسكري بالحديدة وهم يتلقون حاليا العلاج بالمستشفى منهم أربعة يرقدون بالعناية المركزة والبقية إصاباتهم بسيطة.

وقد استمع الرئيس الى ما واجهوه من ظروف بعد ان تدفقت الحمم الى ارض الجزيرة وغمرتها بالاضافة الى الشاطئ المجاور لها مما جعل افراد الحماية يواجهون موقفا عصيبا نتيجة الحمم النارية التي اشتعلت بها الارض والمياه من حولها.

مشيدا بالروح المعنوية العالية التي يتمتع بها افراد الحماية وبالجهود التي بذلت من اجل انقاذهم واجلائهم من الجزيرة.

وأصدرت هيئة شؤون النقل البحري اليمنية ارشادات تنصح السفن بالابتعاد عن الجزيرة الواقعة في مضيق باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وهو أحد الممرات التجارية الرئيسية في العالم.

لكن مصادر حرس السواحل والشحن اليمنية قالت إن شحنات النفط التي تمر عبر المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وتقرب من ثلاثة ملايين برميل في اليوم لم تتأثر بثورة البركان.

وتمر ناقلات النفط عبر المضيق في طريقها لقناة السويس او إلى المدخل الجنوبي لخط انابيب سوميد في مصر لتوصيل النفط الخام إلى دول مطلة على البحر المتوسط وما بعدها.

وقال مسؤول من وزارة الدفاع في جبل الطير التي تضم قاعدة عسكرية منذ صراع عام 1996 مع اريتريا ان الجزء الغربي من الجزيرة “انهار” في البحر عقب ثورة البركان.

ويقع على جزيرة جبل الطير فنار يرتفع 24 متراً ابيض اللون وتبلغ مساحة الجزيرة 7.5 كلم مربع وكان العثمانيون اول من شيد فنارا في الجزيرة في العام 1903 ثم انتقلت الجزيرة الى الحكم البريطاني عام 1915 بعد الحرب العالمية الاولى وكانت تقع تحت الادارة البريطانية في عدن ثم سلمت بريطانيا ادارة الفنار الى اليمن في العام 1987 للاشراف على ادارة الفنار فيها.

وكان آخر انفجار لبركان جبل الطير في العام 1883 بحسب برنامج معهد السمثسونيان للبراكين العالمية.

وفي الاسبوعين الماضيين حدثت عدة هزات ارضية مابين 2 و3.6 على مقياس ريختر كان اكبرها يوم الاحد حيث وصل الى 4.3 على مقياس ريختر.

أنقر هنا لمشاهدة الفيديو