في أمسيتين رمضانيتين بنقابة المهندسين اليمنيين فرع عدن حول مطار عدن وآفاق تطوره.. والموروث الطبيعي والتاريخي لمدينة عدن:قرار فتح الأجواء يلبي الطموح لاستعادة مطار عدن مكانته الدولية السابقة.. وأهمية تطبيق المخطط التوجيهي لمدينة عدن الكبرى

> عدن «الأيام» خاص:

>
سالم  التميمي، مدير عام مطار عدن الدولي يتحدث للحاضرين في الامسية امس
سالم التميمي، مدير عام مطار عدن الدولي يتحدث للحاضرين في الامسية امس
أقيمت أمس في مقر فرع نقابة المهندسين اليمنيين بعدن الامسية الرمضانية الثانية والمخطط لها ضمن نشاط الفرع السنوي في هذا الشهر الكريم والتي كانت بعنوان (مطار عدن وآفاق تطوره في ضوء سياسة الأجواء المفتوحة) التي تحدث فيها الاستاذ سالم محمد التميمي، مدير عام مطار عدن الدولي والتي تطرق فيها للاهداف التي جاءت بقرار فتح الاجواء في مطار عدن الذي أتى ليلبي الطموح لاستعادة مطار عدن مكانته الدولية السابقة كأحد أهم مطارات المنطقة الذي يعتبر رديفاً للمنطقة الحرة.

وحول عزوف شركات الطيران الاجنبية عن الاستفادة من هذا القرار تحدث الاستاذ التميمي عن الاسباب «ومن أهمها طلب الشركات ربط سير الرحلات بمطار العاصمة صنعاء هذا الى جانب تخفيض اسعار الوقود وتحسين الخدمات الارضية والغاء الرسوم المفروضة عليها مقابل خدمات والتي تعتبر اهم المشاريع المستقبلية التي سوف تدرج ضمن خطة خمسية تشمل المدرج الموازي ومبنى المطار القديم الذي تم هدمه الآن لإقامة محله مبنى حديث من طابقين يخصص للتشريفات ولرجال الاعمال وقرية الشحن التي ظلت لسنوات عديدة منذ اقرارها دون البت في اقامتها، والاستفادة من تهيئة مدينة عدن لاستقبال الحدث الرياضي خليجي 20 وحتى يصل مطار عدن الى المستوى التي نطمح له يتوجب تأهيل الكادر الفني والتخصصي في المطار الى مستوى يرقى بإمكانياتهم لمواكبة التطورات الحديثة في مجال الطيران». وشارك في هذه الامسية العديد من المهندسين والمختصين الذين طرحوا العديد من الملاحظات والتساؤلات التي حملت في مجملها عددا من الهموم مطالبين القيادة السياسية إيلاء اهمية ومصداقية في التعامل مع عدن كمنطقة حرة وفي اعادة تنشيط مطار عدن الدولي».

وقد أدار اللقاء م. عبدالرحمن حسن البصري، رئيس فرع النقابة بعدن.

ونظم فرع النقابة بالتنسيق مع جمعية الجيولوجيين اليمنيين فرع عدن وجمعية حماية وصيانة آثار ومعالم عدن التاريخية امسية رمضانية بعنوان «الموروث الطبيعي والتاريخي لمدينة عدن الواقع والآفاق» وذلك يوم أمس الأول الاثنين 12 رمضان 1428هـ الموافق 24 سبتمبر 2007م.

وألقى المحاضرة الاستشاري الجيولوجي المهندس معروف ابراهيم عقبة رئيس فرع جمعية الجيولوجيين اليمنيين عدن وكان محورها استعراض الموروث المتمثل في المعالم الطبيعية التي تشكلت عبر ازمان جيولوجية واصبحت في تضاريسها تشكل مواقع مميزة.

واوضح المحاضر ان تلك المعالم الطبيعية لعدن ومنذ تاريخها القديم سخرها ابناء عدن كموارد طبيعية شكلت اساس اقتصادهم الذي شهد ازدهارا لفترات تاريخية مشهودة ابرزها ميناء عدن المحمي طبيعيا بين المراكز البركانية في عدن والبريقة والتي شكلت خليجا واسعا كميناء صالح لإيواء السفن خلال عدة مئات من السنين وشملت تلك المعالم الاراضي الرطبة والممالح الطبيعية اضافة الى البيئات الخاصة عند مصب الوادي الكبير وهضبة عدن والشواطئ والخلجان الاخرى الموزعة حول حواف براكين عدن والتي في مجملها شكلت موائل طبيعية اكتنفت بالعديد من الموارد الطبيعية المميزة بتنوعها البيئي والحيوي.

وأكد المحاضر على عدم اغفال ذكر العديد من النباتات البرية التي يربو عددها على مائتين وخمسين نوعا من النباتات بعضها يعتبر من النوع النادر على المستوى العالمي التي تكتنفها هضبة عدن اضافة الى اهمية المناطق الرطبة والساحلية التي تؤمها العديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة التي يتجاوز عددها مئة وخمسين نوعا من الطيور بعضها مهدد بالانقراض دوليا، وتعتبر الاراضي الرطبة احد موائلها على المستوى العالمي. وأوضح ان المعالم الاثارية المتمثلة في الصهاريج (منظومة السيطرة وتصريف لمياه امطار السيول) تعد احد ارقى نماذج حصاد مياه الامطار التي مازالت تؤدي دورها الوظيفي المستمر في حماية المدينة من كوارث السيول حتى الآن وبذلك يعتبر اثرا متميزا على المستوى العالمي.

وقال ان سكان عدن برعوا في الاستفادة من هذه الموارد الطبيعية بالايفاء بمتطلبات اعمال المدينة من خلال استخراج وتطوير مواد البناء واهمها مادة (البومس) التي تعتبر بحق مأثرة في علم مواد البناء الرابطة والتي تجدها في كل المنشآت التاريخية في عدن والتي مازالت في الكثير من مواقعها في حالة جيدة كما اثبتت الدراسات ذلك، واستلزم تطوير تلك المواد والتعامل معها تطوير فنون الاستخراج والاعمال المنجمية كما هو ماثل للعيان في سلسلة كهوف (مناجم البومس، حجر الخفاف) بالاضافة الى اختيار نوعيات من الصخور للاعمال الانشائية في بناء منشآت عدن التاريخية، المستخرجة من بعض الاجزاء من سلسلة جبل شمسان (الحجر الشمساني).

واضاف قائلا:«اللافت للنظر انتشار العديد من الحصون والقلاع اشهرها قلعة صيرة التي تشكل الاستخدامات الدفاعية لحماية عدن المدينة والميناء، اضافة الى انتشار شبكة من الآبار التاريخية في معظم احياء المدينة والتي تقع معظمها في المساجد التاريخية التي ارتبطت تاريخيا منذ الصدر الاول للاسلام بمدينة عدن مثل مسجد ابان الذي تم هدمه وازالته وطمس معالمه ظلما وعدوانا وجامع عدن الكبير لم يتبق من معالمه سوى منارة عدن التاريخية».

وقال:«وخلال تاريخها شهدت عدن حالات ازدهار تمثلت بالاستخدام العقلاني والواعي لهذه الموارد الطبيعية انعكست تلك الممارسات في المعالم المنتشرة في المدينة والتي تدل على مدى رقي استخدام من عايشوا تلك الفترات.. وما نخشاه حاليا في زخم حمى الاستحواذ على الاراضي وسوء استخدامها خلافا لخصائصها الطبيعية تعتبر هدرا لمواردنا الطبيعية المتمثلة في تلك المعالم والمواقع التي تشكل بحق احدى الركائز والمقومات للتنمية المرجوة والمحددة في وثيقة استراتيجية التنمية المحلية لعدن الكبرى، التي تأخذ بعين الاعتبار اهمية تطبيق المخطط التوجيهي العام لعدن الكبرى 2025-2005م الذي يعتبر احدى الوثائق الاساسية المعتمدة من قبل الجهات الرسمية في عدن واليمن».

وقد شارك في هذه الامسية التي افتتحها المهندس م. عبدالرحمن البصري رئيس نقابة المهندسين بعدن بكلمة ترحيبية للحضور كما شارك فيها خالد وهبي عقبة مدير عام مديرية صيرة والاخ م. احمد هادي سالم مدير عام الغرفة التجارية والصناعية عدن والاخ المهندس قائد راشد المدير التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين المدينة والاخ احمد ابو طيبة نائب المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وعدد من المهندسين والمهتمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى