يوتشينكو يطرح نفسه شخصية توفيقية ويسعى للسيطرة على تيموشينكو

> موسكو «الأيام» اولغا نيدباييفا :

>
الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو
الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو
يسعى الرئيس الاوكراني المؤيد للغرب فيكتور يوتشينكو بعرضه تشكيل ائتلاف واسع مع المؤيدين لروسيا، الى طرح نفسه كشخصية توفيقية بين مختلف القوى الاوكرانية لموازنة تراجع شعبيته والى ايجاد ظروف مناسبة للحد من طموحات حليفته السابقة يوليا تيموشينكو.

غير انه من غير المرجح بنظر المحللين في كييف تشكيل مثل هذا التحالف، خصوصا وان تيموشينكو التي تعتبر من اركان الحياة السياسية الاوكرانية وكانت من ابرز وجوه الثورة البرتقالية عام 2004، ابلغت منذ الان رفضها.

غير ان العرض الذي طرحه يوتشينكو بعد نتائج حزبه المتواضعة في الانتخابات التشريعية المبكرة الاحد، يبقى وسيلة لجس النبض يحاول الرئيس من خلالها مد اليد الى مناطق شرق وجنوب البلاد المعادية له وفي الوقت نفسه احراج تيموشينكو.

ورأى الخبير السياسي كوست بوندارنكو ان "الرئيس كان يسعى لتقديم نفسه كزعيم الامة وليس مجرد زعيم قوة سياسية تخطط للانتخابات الرئاسية المقبلة" المقررة بين نهاية 2009 ومطلع 2010.

وتابع ان "يوتشينكو يمد اليد الى ناخبي الشرق وخصوصا المتمولين فيه"، في اشارة الى تركيز الصناعات الثقيلة والثروات الكبرى في هذا القسم من اوكرانيا.

واوضح بوندارنكو ان موقع حزب المناطق بزعامة رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا كان بعد انتخابات 2006 "اشد واوضح وهو الانتقام من الفريق البرتقالي. اليوم يريد رينات احمدوف (الملياردير والممول الرئيسي للحزب) التعاون مع يوتشينكو في حين ان مواقف يانوكوفيتش متقلبة".

وكذلك ذكر بوندارنكو من الاسباب التي "دفعت الرئيس" الى تقديم عرضه، تهديد مجموعة غازبروم بقطع الغاز عن اوكرانيا والذي رأت فيه الصحافة تحذيرا من تولي تيموشينكو رئاسة الحكومة.

وكان يوتشينكو وتيموشينكو تعهدا قبل الانتخابات التشريعية بتشكيل ائتلاف برتقالي في حال فوز حزبيهما، وهو ما يبدو شبه مؤكد على ضوء آخر نتائج عملية فرز الاصوات.

وكان الاتفاق يقضي بتولي القوة التي تحصل على اكبر نسبة من الاصوات رئاسة الحكومة، وقد تصدر حزب يوليا تيموشينكو النتائج (76،30% مقابل 18،14% لحزب بلادنا اوكرانيا بزعامة يوتشينكو) ومن المفترض بالتالي ان تعود الى المنصب الذي سبق وتولته بين شباط/فبراير وايلول/سبتمبر 2005.

غير انها قد تحجب الرئيس في ظل التفاوت في النتائج بينهما، في وقت يتحسب الجميع للانتخابات الرئاسية المقبلة.

حليفته السابقة يوليا تيموشينكو
حليفته السابقة يوليا تيموشينكو
واعتبر الخبير السياسي فاديم كاراسيف من معهد الاستراتيجيات العالمية انه "اذا كانت تيموشينكو ضد عرض الرئيس، فانها تكون بالتالي ضد الوحدة. ويمكن في هذه الحال للرئيس ان يسمح لنفسه برفض امكانية تشكيل ائتلاف برتقالي".

وقال بوندارنكو انه "اذا انتقلت تيموشينكو الى المعارضة" وهو ما لوحت به في حال تحالف حزب الرئيس مع حزب المناطق بزعامة رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا، "فانها ستحتفظ بكل مكاسبها وتعزز فرصها بالفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة".

غير ان تيموشينكو عادت وعدلت موقفها بعد اعلان رفضها العرض، فاكدت انه اسيء فهم كلام يوتشينكو.

وقالت للصحافيين "اظن ان (..) الرئيس كان يلمح الى اجراء مفاوضات مع حزب المناطق بصفته معارضة محتملة".

ولم يستبعد نيكو لانج من معهد كونراد ادناور في كييف احتمال تشكيل ائتلاف برتقالي في نهاية المطاف بعد مفاوضات بين مختلف القوى السياسية.

وقال "اضطر الرئيس الى القيام ببادرة تجاه حزب المناطق الذي تصدر النتائج" (34، 31%) لكن العرض كان "مجرد شكليات".

ورأى ان تشكيل ائتلاف بين حزبه وحزب المناطق "لا معنى له بالنسبة ليوتشينكو اذا ادى الى انتقال تيموشينكو الى المعارضة حيث ستبدأ بالاستعداد للانتخابات الرئاسية".

ويشاطره هذا التحليل ايضا ميخايلو بوغريبينسكي الخبير السياسي في معهد الدراسات حول النزاعات والمقرب من الاوساط المؤيدة لروسيا.

وقال "ان ائتلافا واسعا سيكون جيدا، لكنه طرح غير واقعي اطلاقا في الوقت الحاضر"، مضيفا "لا اعتقد ان يوتشينكو قادر على ان يغدر بتيموشينكو بعد فوزها الكبير" في الانتخابات. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى